نقص الصيانة والمراقبة المسؤول الأول عن انهيار السدين في درنة
فتح تحقيق شامل في الكارثة ومحاسبة المسؤولين عن انهيار سدي مدينة درنة
جهود مضنية تبذلها فرق الإغاثة لانتشال جثث الذين فقدوا حياتهم في العاصفة دانيال ولكن حجم المهمة هائل ومع استمرار جهود الإنقاذ، أطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلا من أجل مساعدة المتضررين، بهدف جمع مساعدات بقيمة 71 مليون دولار تقريبا، وهناك جثث لا تزال تحت الأنقاض أو مغمورة في مياه السيول، ما قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض، وتهدف التبرعات العاجلة إلى مساعدة الأشخاص الذين تأثروا بشكل مباشر بالكارثة، ويبلغ عددهم نحو 250 ألف شخص.
ومع تزايد المخاوف من ارتفاع عدد ضحايا الكارثة، تتسارع وتيرة جهود الإغاثة الداخلية والخارجية ففي ليبيا أطلق عدد من الشباب في مدينة بني وليد، حملة لجمع التبرعات المادية والعينية لمصلحة المتضررين في مدن درنة والبيضاء وسوسة وشحات والمرج، وغيرها من المناطق المنكوبة شرق ليبيا.
فالإعصار الذي صحبته أمطار غزيرة اجتاح ساحل ليبيا على البحر الأبيض المتوسط، وبلغ منسوب هطول الأمطار في أقل من 24 ساعة، 400 ملم، مقارنة مع 1.5 ملم تشهدها البلاد عادة في شهر بأكمله فأدى هذا إلى فيضانات، وغمر هذا الطوفان غير العادي سدين رئيسيين على نهر وادي درنة الذي يمر عبر المدينة، مما أدى إلى تدمير العديد من الجسور الرئيسية أيضًا.
وتتزايد الدعوات داخل ليبيا، لإجراء تحقيق عاجل في الفيضانات المدمرة التي ضربت مدينة درنة، وأسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص وفقدان ما يقرب من 20 ألف شخص حسب بعض التقديرات ومع استمرار وصول فرق المساعدات الدولية إلى منطقة الكارثة، دعا سياسيون المدعي العام إلى فتح تحقيق.
وطالب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، من النائب العام المستشار الصديق الصور، فتح تحقيق شامل في الكارثة ومحاسبة المسؤولين عن انهيار سدي مدينة درنة، مشددًا على أن تشمل التحقيقات كل من ساهم في تعطيل جهود الاستغاثة الدولية وحال دون وصولها إلى المدن المنكوبة على حد قوله وكان المنفي قد أعلن مناطق برقة مناطق منكوبة، وناشد الدول والمنظمات تقديم المساعدة والدعم.
وانهار السدان بعد أن ضرب الإعصار مدينة درنة، مما أدى إلى سيول وفيضانات شبهها البعض بالتسونامي وألقى العديد من الليبيين باللوم على إخفاق السياسيين في صيانة السدين وترميم البنية التحتية.
نقص الصيانة والمراقبة المسؤول الأول عن انهيار السدين في درنة، إلي جانب نقص الاستثمار في شرق ليبيا،
رداءة البنية التحتية مشكلة ذات أمد طويل في البلاد، فاقم من حدتها انقسام الحكومة الليبية فيوجد في درنة سدان هما سد أبومنصور وسد وادي درنة، واكتشفت مشكلات إنشائية في السدين في بداية التسعينيات وظهر فيهما بعض الهبوط والتشققات، حسب خبراء في حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
وأسند مشروع الصيانة لشركة تركية بقيمة إجمالية تصل إلى 39 مليون دينار للسدين، وتشمل مشروعات تكميلية مثل تبطين مجرى وادي درنة، وإقامة سد آخر لحجز الطمي لكن العمل توقف في عام 2011 نتيجة عدم توفير الميزانيات المتعاقد عليها للمشروع.
إلي جانب تتضارب المعلومات الرسمية بشأن ضحايا كارثة الإعصار في ليبيا وما تبعها من دمار في شرق البلاد فبينما تتحدث الحكومة المكلفة من مجلس النواب عن نحو 5300 وفاة، تقول حكومة الوحدة الوطنية الموقتة إن أكثر من 6000 شخص لقوا حتفهم.
وتواجه عمليات الإنقاذ وتنسيق جهود الإغاثة مصاعب كبيرة في ليبيا بسبب الانقسام السياسي في البلاد ووصلت فرق إنقاذ من مصر. وأعلنت الإمارات وصول خمس طائرات إغاثة إلى مطار بنينا الدولي في بنغازي، وتحمل ثلاثة فرق إنقاذ ومساعدات إغاثة وطبية عاجلة كما اتجهت من مصر إلى ليبيا ثلاث طائرات نقل عسكرية تحمل مساعدات إنسانية وطبية بالإضافة إلى فرق للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من جمعية الهلال الأحمر.