إبى الجنون أو المستشفى
نعشق.. نحب.. ولكن بالعقل.. استشاري سعودي متحدثًا حول الإدمان العاطفي
لم يعرف الكثيرون كيف كان حال نزار قباني حين كتب في آخر ما كتب: "إذا مر يومٌ. ولم أتذكر
به أن أقول: صباحك سكر..ورحت أخط كطفلٍ صغير.. كلامًا غريبًا على وجه دفتر.. فلا تضجري من ذهولي وصمتي.. ولا تحسبي أن شيئًا تغير.. فحين أنا لا أقول: أحبك.. فمعناه أني أحبك أكثر"؟
الحب يزداد في قلوب الناس، وكن بعضهم ربما يصل حدّ الجنون، وتاريخنا الشعري العربي مليء بالكثير من قَصص الحب التي انتهت بمأساويات، ولنا في "قيس ولبنى" مثال، ولكل متطلع. إلَّا ان أحد الاستشاريين الاسريين داخل المملكة العربية السعودية حذَّر من عاقبة العاطفة حدّ الجنون، والذي يمكن تسميته علميًا "الإدمان العاطفي".
تتابع بوابة الفجر ما قاله المختص في السطور القادمة، والتعرف على مقصده مما أدلى به في تصريحات مسؤولة تمامًا.
ما الأمر؟
وصل أحدُهم إلى مركز علاجي داخل المملكة في حال خطيرة، وبعد تعامل الأطباء اكتشفوا تعرض الرجل لجلطة، لم يكن الامر بالهين، وكانت الفحوصات تقول بأن المذكور تعرَّض لضغط شديد أدى يه لهذه العلَّة المرَضِيَّة.
واستكمالًاا للتفاصيل فقد وصل حال الرجل إلى تعرضه لجلطة بعد الطلاق؛ بسبب عدم قدرته على تحمل فقدان زوجته.
مستشار نفسي أسري بالمملكة
أكد الدكتور عبد العزيز الدواس، المستشار النفسي والأسري، أن الظلم الاجتماعي لا يقتصر على النساء فقط، بل يشمل الرجال بشكل أكبر وأوسع.
مشاعر حد الإمان العاطفي
خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “الرسالة”، صرح الدواس بأن هناك رجالًا يحملون مشاعر حب غامرة تجاه زوجاتهم، قد تصل إلى حد الإدمان العاطفي.
وأضاف الدواس: “لدي تجارب في الحياة تؤكد أن الحب المفرط من قبل الرجل قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع النفسية، كما في حالة رجل تعرض لجلطة بعد الطلاق بسبب عدم قدرته على تحمل فقدان زوجته.” وتابع، “عندما يقترح عليه البعض الانفصال والبحث عن شريكة أخرى، يرفض بشدة، لأن علاقته تعدى الجاذبية البصرية لتصبح ارتباطًا عميقًا لا يمكن وصفه”.
اقرأ أيضًا.. الباحثون عن المشاعر بين القبول والرفض
ليس جيدًا
وختم الدكتور الدواس بنصيحة جريئة، قائلًا: “يجب على الرجال معاودة النظر في مستويات حبهم وعاطفتهم تجاه زوجاتهم. فالعشق الذي يصل لحد الجنون ليس بالجيد ولن يدوم، وقد يكون ضارًا”.
هذه التصريحات تأتي في سياق نقاش متزايد حول دور الجنسين والعلاقات الأسرية، وتُطرح أسئلة حول مدى توازن الأدوار والمشاعر في العلاقات الزوجية، وقد تفاعل المئات مع هذا المقطع، حيث قال أحدهم “يجب … على الزوج والزوجة الإخلاص والوفاء لبعضهم ولا أحد يمسك مكان الثاني الرجل يكون ساطع ومقدام والبنت تكون بدر في وسط الظالم. وإذا ما في احترام وتقدير متبادل كل وحد يمسك طريق والحياة حلوة”
رأي الدين في الإدمان العاطفي
جميل أن ديننا الحنيف لم يترك أمرًا، إلَّا وقد أورد لنا فيه أمرًا اونصًا، فالإسلام اراد أن يكون المسلم منضبطًا في أحواله، فعلى الرغم أن ديننا هود دين التراحم، إلَّا أنه جاء يحمي الإنسان من أي أمر، حتى يحافظ عل جوارحه وقلبه، فلا تصبه الأزمات، ولا يقع في وعكة صحية أو نفسية، فيبقى سليم البدن سليم العاطفة.
وقد جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم - وذلك فيما رواه الطبراني - فقال: يامحمد عش ماشئت فإنك ميت واعمل ماشئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس.
ومن المؤكد انَّ القوة النفسية هي ما تُبقي المؤمن حي البدن والعاطكفة، فلا يعيش بلا قلب كصخر صلد لا فائدة منه، ولا هش النفس تقتات الازمات كما الطيور على الحب، فاتقوا الله في النفوس.
لا مانع من أن نحب.. نعشق.. ولكن دون أنم نذهب إلى المستشفى.