من الأب إلى الابن.. ماذا تعرف عن عائلة بونجو في حكم الجابون؟
بعد الإطاحة بالرئيس الجابوني علي بونغو وذلك بعد الفوز بالولاية الثالثة للحكم، وذلك بواسطة انقلاب عسكري حدث اليوم.
حيث أعلن الانقلابين «إنهاء النظام القائم»، بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 26 أغسطس.
لذلك بدأت محركات البحث تزيد بشكل كبير من أجل معرفة عائلة بونغو الحاكمة في الجابون.
عائلة بونغو من الأب حتي الابن في حكم الجابون
حكم الجابون ثلاثة رؤساء فقط منذ استقلاله عن فرنسا عام 1960 حتي الآن وقاده عمر بونغو أونديمبا لأكثر من 41 عامًا، حتى انتخاب ابنه علي بعد وفاته عام 2009.
الرئيس الأول للجابون
في 17 أغسطس 1961، بات ليون مبا رئيسا للغابون، وبعد ثلاثة أعوام، تمت الإطاحة به في انقلاب عسكري قبل أن يعود إلى السلطة بفضل تدخل عسكري فرنسي.
في 12 نوفمبر 1966، تولى ألبرت برنار بونجو الذي غيّر اسمه فيما بعد إلى عمر بونجو، وكان حينها الوجه الصاعد في السياسة الجابونية، منصب نائب الرئيس ليون مبا.
الرئيس الثاني
في ديسمبر 1967، ألبرت برنار بونجو السلطة إثر وفاة ليون مبا، وفرض بونجو الحزب الديمقراطي الجابونى كحزب وحيد حكم البلاد بقبضة من حديد مستفيدا بالخصوص من الريع النفطي.
في سنة 1973، وبعد إشهار إسلامه، أصبح اسمه "الحاج عمر بونجو" الذي أضاف له في سنة 2003 "أونديمبا"، وهو اسم والده.
وبعد أن كان المرشح الوحيد للرئاسة، فاز بالانتخابات في سنوات 1973 و1979 و1986.
وبعد أن وصل إلى السلطة بموافقة من باريس، كان عمر بونغو أونديمبا أحد أعمدة سياسة "فرنسا الأفريقية" (فرانس أفريك Françafrique)، وهو التعبير المستخدم لوصف نظام الهيمنة السياسية وشبكات المصالح والنفوذ التجاري الذي أشرفت عليه باريس بعد استقلال المستعمرات الفرنسية في إفريقيا.
في سنة 1989، عين عمر بونجو ابنه علي في منصب رفيع، إذ أصبح وزير للخارجية في سن 29 عاما وقضى عامين في المنصب. وفي سنة 1999، شغل (علي) منصب وزير الدفاع إلى غاية 2009.
في يناير إلى أبريل 1990، تحولت تحركات اجتماعية إلى اضطرابات ما جعل النظام يقر التعددية الحزبية، لكن عمر بونغو فاز بجميع الانتخابات الرئاسية (في سنوات 1993 و1998 و2005) أمام معارضة منقسمة مرات ومتحالفة مرات انتقدت نزاهة الانتخابات التي تلتها أعمال عنف.
وطوال فترة حكمه الممتدة 43 عاما، لم تحصل مشاكل عرقية، وكانت الجابون مستقرة وبوضع آمن بشكل عام. وقد استفادت الجابون من الثروة النفطية، بالرغم من أن معظم السكان لا يزالون فقراء، وقد تعرض بونغو ورفاقه بشكل مستمر للإتهام بعمليات احتيال وفساد خطيرة. وأصبح هو من أطول الرؤساء الأحياء بقاء على الحكم بعد خروج الرئيس الكوبي فيدل كاسترو من سدة الحكم في فبراير من عام 2008، إذا استثنينا الملوك.
الرئيس الثالث علي بونجو
في 16 أكتوبر 2009، تولى علي بونجو أونديمبا الرئاسة خلفا لوالده الذي توفي يونيو من نفس العام، إذ فاز باقتراع رئاسي احتجت المعارضة على نزاهته. وشهدت البلاد أعمال عنف ونهب بعد الاقتراع خصوصا في بوت جونتي غرب البلاد حيث سقط عدة قتلى. وسرعان ما نددت المعارضة بـ "انحراف تسلطي" و"شخصنة للسلطة".
في ديسمبر 2014، جرت مواجهات عنيفة بين متظاهرين من المعارضة وقوات الأمن خلال تجمع غير مرخص له طالب برحيل علي بونجو، وسقط قتيل واحد خلال هذه الأحداث وفق معطيات رسمية.
قبل الانتخابات الرئاسية في 16 أغسطس 2016، طلبت المعارضة - دون جدوى- عدم تأهيل المرشح علي بونجو مؤكدة أنه طفل نيجيري تم تبنيه وأنه لا يمكن أن يكون رئيسا.
في 31 أغسطس 2016، أعلنت اللجنة الانتخابية إعادة انتخاب علي بونغو رئيسا أمام منافسه جون بينغ. وتلت ذلك أعمال عنف غير مسبوقة ومظاهرات مناهضة لبونغو واعتقال المئات وحرق البرلمان واقتحمت قوات الأمن مقر حملة جون بينغ، وأدت هذه الاضطرابات إلى سقوط ثلاثة قتلى وفق السلطات، فيمت تحدثت المعارضة عن مقتل 30.
في 2 سبتمبر من نفس العام، أعلن جون بينغ نفسه "رئيسا منتخبا" ولكن في 24 سبتمبر، أعلنت المحكمة الدستورية تثبيت انتخاب علي بونجو رئيسا.
في 24 أكتوبر 2018، تعرض علي بونغو لجلطة دماغية أثناء تواجده في السعودية، ورقد في مستشفى بالرياض طيلة أكثر من شهر قبل أن يتم نقله إلى العاصمة المغربية الرباط.
وغذت البيانات الرسمية النادرة حول وضعه الصحي الشائعات، في نوفمبر تم نقل جزء من صلاحياته إلى رئيس الوزراء ونائب الرئيس.
وعرفت فترة النقاهة العلاجية لعلي بونجو انقلابا عسكريا فاشلا قام به بعض العسكريين في 7 يناير 2019.
في 9 يوليو 2023، أعلن علي بونجو ترشحه لولاية رئاسية ثالثة. وفي خضم انقسامها، نددت المعارضة بـ "سلطة السلالة" بعد أكثر من 55 عاما من تولي عائلة بونغو الرئاسة وقيام علي بحملة من موارد الدولة.
في 30 أغسطس 2023، انتخب علي بونجو رسميا لولاية ثالثة بحصوله على 64،27 بالمئة من الأصوات مقابل 30،77 لمنافسه الرئيس ألبرت أوندو أوسا الذي ندد بـ "تزوير ممنهج من معسكر بونغو".
ثروات الجابون
تعد الجابون إحدى الدول الأفريقية الأكثر ثراءً لناحية الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد (8،820 دولارًا عام 2022)، بفضل النفط والخشب والمنغنيز، وعدد سكانه المنخفض (2،3 مليون نسمة).
وهو من أول منتجي الذهب الأسود في إفريقيا جنوب الصحراء، عام 2020، شكّل النفط 38،5 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي و70،5 في المائة من مجموع صادراته، وفق البنك الدولي.
إلا أنّ الاقتصاد الذي تعجز السلطات عن تنويعه بشكل كافٍ، لا يزال يعتمد إلى حدّ بعيد على المحروقات، ويعيش فرد واحد من أصل كل ثلاثة تحت خط الفقر؛ وفق أرقام أُعلنت أواخر عام 2022، وفق البنك الدولي.
يصف البنك الدولي البلد الذي تحتلّ الغابات 88 في المائة من مساحته البالغة 268 ألف كيلومتر مربع، بأنه «ممتصّ كبير للكربون ورائد في مبادرات صافي الانبعاثات الصفرية»، وذلك نتيجة الجهود المبذولة لتخفيض الانبعاثات، والحفاظ على غابته الاستوائية الكبرى.