احتجاجات مناهضة للحكومة تهز المحافظات السورية وسط غضب شعبي من تدهور الاقتصاد

عقب رفع الدعم عن المحروقات.. هل تقود درعا حراك ثوري جديد

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية

استمرت الاحتجاجات المعدودة ضد حكومة الرئيس السوري "بشار الأسد" أمس الجمعة، حيث وردت أنباء من مراسل وكالة فرانس بس عن مظاهرات في عدد من بلدات محافظتي درعا والتي انطلقت منها شرارة الحراك السوري عام 2011  والسويداء ذات الأغلبية الدرزية والتي كانت من ضمن المؤيدين لحكم نظام الأسد حينها .

وبدأت الاحتجاجات أواخر الأسبوع الماضي بعد أن رفعت الحكومة السورية دعمها للوقود، مما وجه ضربة قوية للسوريين الذين يعانون من سنوات الحرب والأزمة الاقتصادية، وفي مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، تظاهر عشرات الأشخاص مطالبين علناً بإنهاء حكم الأسد، وكشف الناشط السياسي أحمد مقداد في تغريدة له أن الخروج في عدد من بلدات درعا يؤكد استمرار الثورة السورية حتي تحقيق مطالبها".

وقال نشطاء من مكتب توثيق الشهداء في درعا، إن احتجاجات مماثلة نظمت أيضًا في ثمانية أماكن أخرى على الأقل في المحافظة، كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود احتجاجات في عدة بلدات بدرعا، رغم تجاهل الإعلام الرسمي ونفي المقربين من النظام خروج التظاهرات في درعا.

 

 

ماذا كانت درعا وكيف أصبحت 

كانت محافظة درعا مهد انتفاضة عام 2011، التي قمعها النظام السوري بشكل دموي، مما أدى إلى اندلاع حرب استمرت أكثر من عقد من الزمن، وأسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص ونزوح ملايين آخرين من منازلهم.

وعادت درعا إلى سيطرة الحكومة عام 2018 بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا مع مقاتلي المعارضة، وقد عانت منذ ذلك الحين من انعدام الأمن والعنف والظروف المعيشية الصعبة.

 

ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في السويداء

وفي السويداء المجاورة، تظاهر مئات الأشخاص في عاصمة المحافظة في أكبر مظاهرة منذ بدء الاحتجاجات الأسبوع الماضي، بحسب المرصد، وأظهرت لقطات نشرتها قناة السويداء 24 الإخبارية أن المتظاهرين أعادوا إحياء شعارات من احتجاجات الحراك السوري عام 2011، بما في ذلك “الشعب يريد إسقاط النظام".

تعد السويداء هي معقل الأقلية الدرزية في سوريا، وقد نجت من أعمال العنف التي أندلعت سوريا فيما يسمي إعلاميًا بالحرب الأهلية بين النظام والمعارضة، ومقابل تأييد الدروز للحكومة حصلت الطائفة الدرزية على إعفاءات من الخدمة العسكرية خارج السويداء، والحد من وجود أجهزة الأمن السورية داخل المحافظة، وهو الأمر الذي زاد من أعداد المتظاهرين من الدروز الذين خرجوا بالآلاف حاملين إعلام الطائفة الدرزية مطالبين بإسقاط نظام الأسد دون تطالهم المدفعيات والبراميل المتفجرة.

وشهدت السويداء خلال العام الماضي تظاهرات متفرقة بسبب الأوضاع المعيشية، وفي ديسمبر قُتل أحد المتظاهرين وشرطي عندما فرقت قوات الأمن تظاهرة.