مخاوف أوروبية واقتصاد في مرمى نيران الحرب..خبير في الشؤون الدولية: النفوذ الأمريكي على المحك ( خاص)
يزداد الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في العديد من الأماكن والمجالات؛ فمنذ سنوات، فجر التدافع عن النفط حروبا، وخلق تحالفات، وأسقط دول، وأقام الأخرى، وأثار خلافات؛ فبدءًا من بالونات التجسس إلى مقاطع الفيديو يتصارع أكبر قوتين اقتصاديتين على مورد آخر ثمين وهي أشباه الموصلات.
قطيعة بين الصين وأمريكا
وفي هذا السياق، علق الدكتور إسماعيل تركي الخبير في الشؤون الدولية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على الصراع القائم بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالرقائق الإلكترونية، أو ما يعرف باسم "أشباه الموصِلات" قائلًا في تصريحات خاصة لـ "الفجر":" الحرب الطاحنة بين المعسكرين الشرقي والغربي ما هي إلا محاولات من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل فرض هيمنتها على صعود الصين في المجال التكنولوجي، ومنع الصين من الوصول إلى الجيل الأحدث من صناعة هذه الموصلات".
وتابع" تركي":"أنه من المبالغة أن تحدث قطيعة بين الصين وأمريكا، وذلك لأن الصين هي الشريك التجاري الأول بالنسبة لها، ولكن في حال تضرر العلاقات ستكون بدائل التعاون والتنسيق حاضرة سواء كان من خلال استيراد هذه الموصِلات من طرف ثالث أو عبر شركات وهمية في بلدان غير مسجلة، ولن تعدم الصين حيلة في أن تصل إلى هذه التكنولوجيا وتحقق اعتمادها الذاتي سواء طالت المدة الزمنية أو قصرت، وأن ما يعزز قدرة الصين على تصنيع الموصِلات هو امتلاكها للمعادن الداخلة في صناعتها، مثل الغاليوم والجرمانيوم".
هل تخسر أمريكا ريادتها في صناعة الموصِلات؟!
وأضاف "تركي:" أن القضية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هي قضية أمن قومي في المقام الأول، ولا يمكن بأي حال إهمالها للزمن، وأن القضية ذاتها لا تقل أهمية بالنسبة للصين، وذلك لأن الصين تعتمد بشكل كبير على الأسواق الغربية في تصريف منتجاتها، الأمر الذي جعلها تزاحم النفوذ الأمريكي".
وأكد أن ذلك جعل الولايات المتحدة تشعر، بأنها تساعد منافسًا مناهضًا لها، يتوسع على حسابها، ويقف مع أعدائها، خاصة أن أمريكا تعتقد بأن الصين اصطفت مع روسيا في غزوها أوكرانيا وتهديدها أوروبا، رغم أنها على الأقل، تقف على الحياد
واختتم تركي تصريحاته قائلًا: "أن ثمن الحرب الاقتصادية باهظ، وذلك لأنها ستدمر صناعة الرقائق والموصِلات في العالم، بل من المؤكد أن تخسر أمريكا ريادتها في هذه الصناعة، كما أن حدوث أي حرب بين الجانبين ستجر العالم إلى الوراء، وعلى منحدر يصعب التنبؤ بما ينتظره في آخر المشوار، في وقت يدرك العالم أن التنافس هو سيد الموقف الذي يقوم عليه الابداع والتطور، وأن القطيعة تؤدي إلى التراجع والدمار".