في ظل أحداث "عين الحلوة".. ماذا وراء مطالب بعض الدول لرعاياها مغادرة لبنان؟
بعد اندلاع الصراع بين حركة فتح وتنظيم جند الشام وبعض الفصائل الصغيرة المتطرفة في مخيم عين الحلوة في لبنان.
الأمر الذي أدي إلي جعل بعض الدول تدعوا مواطنيها ورعاياها بالأجلاء السريع من لبنان بسبب هذا الصراع.
صراع في مخيم عين الحلوة
اندلعت الاشتباكات بين حركة فتح وتنظيم جند الشام وبعض الفصائل الصغيرة المتطرفة لمدة تجاوزت حتى اليوم أكثر من ستة أيام متتالية، أسفرت عن مقتل 20 شخصا وسقوط العشرات من الجرحى.
وتختلف هذه الاشتباكات عن سابقتها، لأن في الماضي الصدام كان للتنافس على النفوذ داخل أحياء المخيم المزدحم، أما اليوم فالصدام الذي تشكل حركة "فتح" أساسه أخذ طابعًا له امتدادات خارج المخيم تصل إلى قلب الضفة الغربية.
ويعتبر الصراع الذي شهده مخيم عين الحلوة هو انعكاس للمعطيات التي طرأت على الساحة الفلسطينية، وانفجرت داخل أكبر مخيم للاجئين، ليس مجرد صراع نفوذ على حي، أو مركز أو موقع في مخيم في لبنان.
تصريحات ميقاتي
صرح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، قد أجرى، الخميس، محادثات عبر الهاتف مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، ووصف الاقتتال في مخيم عين الحلوة بـ "الانتهاك الصارخ لسيادة بلاده".
واعتبر ميقاتي أنه "من غير المقبول ولا المسموح أن تعتبر التنظيمات الفلسطينية الأرض اللبنانية سائبة وتلجأ للاقتتال الدموي".
وأضاف أن القوى الأمنية اللبنانية ستقوم بالدور المطلوب منها لضبط الأمن
إجلاء المواطنين السعوديين من لبنان
دعت السفارة السعودية في لبنان رعاياها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية على وجه السرعة، على خلفية الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين بعض فصائل فلسطينية في مخيم عين الحلوة.
وقالت السفارة السعودية في بيان نشرته عبر حسابها على موقع «تويتر»، «تود سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية تحذير المواطنين الكرام من التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة».
وطالبت السفارة، حسب البيان، «المواطنين بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية، وأهمية التقيد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان»
إجلاء المواطنين الألمان من لبنان
وجهت السفارة الألمانية نداءا عاجلا إلى رعاياها في لبنان بضرورة الاتصال وتحديث بياناتهم وأماكن تواجدهم والابتعاد عن أي منطقة اشتباكات حسب صحيفة اللواء اللبنانية.
إجلاء المواطنين الكويتيين من لبنان
وكانت السفارة الكويتية لدى لبنان، في وقت سابق، قد أصدرت بيانًا عاجلًا حذرت فيه مواطنيها في لبنان من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، وذلك بعدما تجددت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة جنوبيَّ لبنان، بعد هدوءٍ نسبي شهِدته الساعاتُ الماضية عقب، توصُّلِ مسؤولين لبنانيين ومُمثلين عن الفصائل الفلسطينية لاتفاق هدنة في المخيم.
وقالت السفارة في بيانها: "تهيب سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية بمواطني دولة الكويت المتواجدين في الجمهورية اللبنانية التزام الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنية في بعض المناطق والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية المختصة".
الأوضاع في لبنان
قال الكاتب محمد الرز، الخبير في الشؤون اللبنانية، عندما ننظر إلى المستجدات التي طرأت على الساحة اللبنانية يمكن ملاحظة التطورات التالية:" الاشتباكات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بين حركة فتح وكل من تنظيمي جند الشام وفتح الإسلام هدأت مؤقتا وهي مرشحة للاستئناف بأقسى وأوسع من المرحلة الأولى بغية تصفية التنظيمين المتطرفين بموجب قرار من السلطة الفلسطينية، والاشتباكات المقبلة قد تتوسع إلى معظم مخيمات اللاجئين من جنوب لبنان إلى شماليه".
و أضاف الكاتب محمد الرز في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن التطور الثاني ما طلبته لجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي من وزير الخارجية أنطوني بلينكن حول سرعة التحرك في لبنان لتخليصه من ( الفخ الإيراني ) حسب قولها والحق هذا الطلب بالتهديد بفرض عقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأستكمل الرز، أن التطور الثالث فهو تكثيف المناورات العسكرية الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، كل ذلك فيما يتحضر المبعوث الرئاسي الفرنسي وموفد اللجنة الخماسية لودريان للعودة إلى لبنان منتصف شهر سبتمبر المقبل وتفيد المعلومات إنه ا ستكون الزيارة الأخيرة التي يقوم بها لحل أزمة الانتخابات الرئاسية.
أوضح الرز، وسط كل هذه التطورات طلبت سفارات السعودية والكويت والمانيا من رعاياها مغادرة لبنان بسرعة قصوى، طبعا هذه القرارات لم تأت من فراغ، ورغم تطمين الخارجية اللبنانية للدول العربية والأجنبية إلى سلامة مواطنيها في لبنان، إلا أن الأجواء العامة تنبئ عن جمر تحت الرماد خاصة في الظروف الدولية الحالية التي تشهد فرزا في الساحات بدأ في السودان وامتد إلى النيجر وغيرهما في مناطق الشرق الأوسط.
أكد الخبير في الشؤون اللبنانية، أن مؤسسة الجيش اللبناني يبقى التي حافظت على وحدتها وانضباطها لا تزال تمثل العمود الفقري للدولة اللبنانية وهي مرشحة للعب دور حاسم في حفظ الأمن، دون أن ننسى أن أحد السيناريوهات التي تم تداولها في الآونة الأخيرة تحدث عن أزمة أمنية سوف يتعرض لها لبنان وسيكون دور الجيش بارزا في اخمادها، ما سيؤدي إلى تعاظم الثقة بالمؤسسة العسكرية وقائدها وبالتالي يصبح طريق القصر الجمهوري ممهدا أمام العماد جوزيف عون الذي ارتفعت اسهمه في الفترة الأخيرة، من هنا يبقي السؤال المهم هو هل ستشهد الأيام المقبلة عملية جراحية في لبنان لإنهاء أزمة الرئاسة فيه ؟ الجواب مرهون بمستجدات الأسبوعين المقبلين.