الأمم المتحدة تتدخل لحل أزمة الجندي الأمريكي المحتجز في كوريا الشمالية
قال نائب قيادة الأمم المتحدة يوم الاثنين إن القيادة بدأت محادثات مع كوريا الشمالية بشأن الجندي الأمريكي الذي ذهب إلى الشمال الأسبوع الماضي عبر حدود الكوريتين المدججة بالسلاح.
وقال الجنرال أندرو هاريسون، وفقًا لوكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس، إن العملية بدأت من خلال خطوط الاتصالات التي أقيمت في المنطقة الأمنية المشتركة بين الكوريتين بموجب اتفاقية الهدنة التي أوقفت القتال في الحرب الكورية 1950-53. وقال إن رفاهية الجندي ترافيس كينغ لا تزال الشغل الشاغل للقيادة، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل، مشيرا إلى حساسية المناقشات.
والتزمت كوريا الشمالية الصمت بشأن كينغ، الذي عبر الحدود يوم الثلاثاء الماضي بينما كان من المفترض أن يتوجه إلى فورت بليس بولاية تكساس.
وعبر مسؤولون أمريكيون عن قلقهم بشأن سلامته وقالوا في وقت سابق إن كوريا الشمالية تتجاهل طلباتهم للحصول على معلومات عنه.
وقال هاريسون إنه "لا يزال متفائلًا" لكنه قال إنه لا توجد طريقة لمعرفة كيف ستسير المحادثات مع كوريا الشمالية. وقد تم تعليق التحركات المدنية إلى المنطقة الأمنية المشتركة منذ اندفاع كينغ عبر الحدود.
وجاء عبور كينغ في ظل توترات شديدة في شبه الجزيرة الكورية، حيث تكثفت وتيرة عروض الأسلحة في كوريا الشمالية والتدريبات العسكرية المشتركة للولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية.
وجاءت تصريحات هاريسون بعد ساعات من إعلان الجيش الكوري الجنوبي أن غواصة أمريكية تعمل بالطاقة النووية وصلت إلى ميناء في جزيرة جيجو في ثاني عملية نشر لأصول بحرية أمريكية رئيسية في شبه الجزيرة الكورية هذا الشهر. ويضيف وصول حاملة الطائرات يو إس إس أنابوليس إلى استعراض الحلفاء للقوة لمواجهة التهديدات النووية الكورية الشمالية.
تدريبات مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة
في الأسبوع الماضي، أصبحت يو إس إس كنتاكي أول غواصة أمريكية مسلحة نوويا تأتي إلى كوريا الجنوبية منذ ثمانينيات القرن العشرين. وردت كوريا الشمالية على وصولها إلى بوسان باختبار إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز في إظهار واضح على قدرتها على القيام بضربات نووية ضد كوريا الجنوبية والسفن البحرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
وقد أصدر وزير الدفاع الكوري الشمالي تهديدا مبطنًا يصر على أن رسو كنتاكي في كوريا الجنوبية قد يكون سببا لاستخدام الشمال سلاحا نوويا ضدها. واستخدمت كوريا الشمالية خطابا مماثلا من قبل، لكن البيان أكد مدى توتر العلاقات الآن.
ويقول محللون إن كوريا الشمالية قد تنتظر أسابيع أو حتى شهور لتقديم معلومات حول كينج وذلك من أجل تعظيم النفوذ وزيادة إلحاح الجانب الأمريكي لتأمين إطلاق سراحه. ويقول البعض إن كوريا الشمالية قد تحاول انتزاع تنازلات من واشنطن مثل ربط إطلاق سراحه بتقليص أنشطة الولايات المتحدة العسكرية مع كوريا الجنوبية.
وتعمل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على توسيع مناوراتهما العسكرية المشتركة وزيادة عمليات النشر الإقليمية للأصول الاستراتيجية الأمريكية مثل القاذفات وحاملات الطائرات والغواصات في استعراض للقوة ضد كوريا الشمالية، التي اختبرت إطلاق نحو 100 صاروخ منذ بداية عام 2022.
وتتمثل مهمة أنابوليس الرئيسية في تدمير سفن وغواصات العدو، حيث تعمل بمفاعل نووي ولكنها مسلحة بأسلحة تقليدية. ورست السفينة أنابوليس بشكل أساسي في جيجو لتحميل الإمدادات، لكن جانغ دو يونغ، المتحدث باسم البحرية الكورية الجنوبية، قال إن الجيشين الأمريكي والكوري الجنوبي يناقشان ما إذا كان سيتم ترتيب تدريب يشمل السفينة.