الصحة العالمية تعلن توقف 60% من المرافق الصحية في السودان بسبب الحرب
أصدرت منظمة الصحة العالمية اليوم نداء جديدا للتمويل تناشد فيه جمع مبلغ 145 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للمتضررين من العنف في السودان، ومساعدة والبلدان المجاورة.
وأوضحت المنظمة أن "هذا التمويل سيسمح بإتاحة التدخلات المنقذة للحياة وتقديم الخدمة الصحية الأساسية على مدى الأشهر الستة المقبلة إلى 7.6 ملايين شخص داخل السودان، وأكثر من 500000 شخص أجبروا على الفرار إلى البلدان المجاورة، وهي جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان".
وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري: "إن نطاق هذه الأزمة الصحية غير مسبوق، ولذا فإننا بحاجة إلى دعم عاجل من المجتمعِ الدولي للتخفيف من الآثار المدمرة على نظام الرعاية الصحية في ذلك البلد، والإبقاء على إمكانية إتاحة الخدمات الصحية".
كما قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا ماتشيديسو مويتي: "إن الخدمات الصحية من بين الاحتياجات الأكثر إلحاحا للأشخاص الفارين من ذلك النزاع، ونقدم بالفعل الإمدادات والخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة، ولكن الاحتياجات آخذة في الازدياد، وتلقي الدعم الإضافي من الجهات المانحة سيمكننا من الوصول إلى أولئك الأشد احتياجا للعون وتقديم المساعدة الكافية لهم".
وأضافت المنظمة أن "ما يقرب من شهرين من الصراع في السودان أسفر عن خسائر في الأرواح وإصابات وأضرار كبيرة في البنية التحتية للبلد، ومنها المرافق الصحية، فقرابة 60% من المرافق الصحية في أنحاء البلاد متوقفة عن العمل، وعلاوة على ذلك، تحققت المنظمة من وقوع 46 هجمة على المرافق الصحية في الفترة من 15 أبريل إلى 8 يونيو 2023. وقد تضاءلت الإمدادات الطبية بشكل كبير، في حين اضطر العديد من العاملين الصحيين إلى الفرار".
كما أشارت إلى توقف تقديم عدة خدمات بالغة الأهمية، مثل الرعاية الصحية للأمهات والأطفال وعلاج المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة. ومن المتوقع أن يعاني أكثر 100000 طفل سوء التغذية الحاد الوخيم المصحوب بمضاعفات طبية بحلول نهاية العام.
وأكدت أن بعض العوامل، مثل موسم الأمطار المقبل، ومحدودية الحصول على مياه الشرب المأمونة، ونزوح السكان، من شأ نها زيادة خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه والنواقل التي يمكن أن تنتقل إلى البلدان المجاورة. وعلى ذلك، تعكف المنظمة على توسيع نطاق استجابتها وجهود تصديها لتشمل دعم تقديم الخدمات الصحية الأساسية المتكاملة، ويشمل ذلك الرعاية وحالات الطوارئ، بالإضافة إلى تعزيز ترصد الأمراض التي قد تتحول إلى أوبئة.
كما ذكرت المنظمة عن منحها أيضا الأولوية لدعم الرعاية داخل المرافق لحالات سوء التغذية الحاد، والاضطلاع بدور القيادة والتنسيق في مجال الاستجابة الصحية. وأما بالنسبة إلى البلدان المجاورة، فإن المنظمة تدعم التنسيق عبر الحدود فيما يخص الرعاية الصحية لضمان الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، ومنها توفير الأدوية والدعم النفسي والاجتماعي.