بعد ترك رضيعة أمام دار أيتام.. خبراء لـ "الفجر": عقوبتان بالانتظار والزنا والفقر والمخدرات أهم الأسباب

تقارير وحوارات

رضيعة
رضيعة

 

انتزعت الرحمة من قلوب الآباء والأمهات، فانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ترك الأهالي لأولادها فور ولادتهم أمام دار رعاية الأيتام أو مساجد أو غيرها.

فخلال الساعات القليلة الماضية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات وصور، رصدتها كاميرات المراقبة الخاصة بإحدى دور الأيتام بمدينة قليوب في محافظة القليوبية رجل وسيدة تخفي ملامحها وتتلفت حولها وتحمل بين ذراعيها طفلة صغيرة، وتركتها أمام دار عمر بن الخطاب للأيتام، وفرا هاربين.

حيث تلقى مدير أمن القليوبية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة قليوب، يفيد ورود إشارة من شرطة النجدة بتلقيهم بلاغًا من القائمين على دار رعاية عمر بن الخطاب للأيتام بدائرة القسم، يفيد عثورهم على طفلة حديث الولادة أمام باب الدار.

وانتقل ضباط قسم شرطة قليوب، إلى مكان الواقعة، وتبين وجود طفلة حديث الولادة، ملفوفه في شال أبيض، ومغطى بمفرش سرير قطيفة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، ونقل الطفلة إلى مستشفى قليوب العام لفحص حالتها الصحية، وتحرر بالواقعة المحضر اللازم وأُخطرت الجهات المختصة التحقيق، والتي أمرت بإيداع الطفلة في دار رعاية عمر بن الخطاب للأيتام.

كما أمرت الجهات المختصة بسرعة تفريغ الكاميرات المحيطة بالدار، وتتبع خطوات المتهمين، والتعرف على هويتهما وسرعة ضبطهما والتحقيق معهم عن سبب إلقائهم الطفلة بهذه الطريقة.

 

الأستشاري القانوني علي صبري عسكر


تتم المعاقبة بأنها جنحه

وقال الأستاذ علي صبري عسكر، أنه من الناحية القانونية هناك عقوبتان حول هذه الواقعة، الاولى هي تعريض حياة الطفل للخطر أو موته وتصبح جنايه شروع في قتل، أما العقوبة الثانية هي الجنحه وهي عندما يتم إيداع الطفل داخل دا أيتام أو غيرها.

وتابع الإستشاري القانوني لـ "الفجر"، علي صبري عسكر، أنه في هذه الواقعة سواء كان سبب ترك الطفل الرضيع بهذه الطريقة نتج عن علاقة غير مشروعة أو بسبب أعباء الحياة لم يستطيعوا الإنفاق عليه ففي النهاية هو طفل وسوف يتم محاكمتهم فور القبض عليهم تعريض حياة طفل للخطر أي ستكون جنحه، وستكون عقوبتها بدايةً من سنه واحده لتصل لثلات سنوات كأقصى حد.

 

الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي 


الوأد النفسي أشد من الوأد الجسدي

"شخصيات لا يهمها سوء إشباع رغباتها والسعي وراء ملذاتها أيًا كان من سيدفع الفاتورة"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية حديثه حول الواقعة المأساوية للطفل الرضيع، أن مثل هذه الشخصيات تتسم بالأنانية الشديدة ومنتهكه للأعراف ومخترفة للقوانين ولا لمسؤليات هذه الأفعال، شخصيات لا تستطيع تأجيل أسي لذه في سبيل تحقيق منفعه آجلة، فهي شخصيات منعدمة الضمير مفتقده للدين، لا تملك أي منظومة قيامة تسير عليها.

وأضاف هندي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر أن هناك عدد من الشخصيات وقع في الزنا تحت تأثير المخدرات والتعاطي، ويمتلكون أطفال من هذه العلاقات غير المشروعة لا يمتلكون أي ذنب في الحياة سوى أنهم لأباء وامهات عابثين لا يحترمون سوى إشباع رغباتهم.

وتابع، أن ظاهره رمي الأطفال أمام دار الرعاية أو مسجد أو غيرهم، وينشأ هؤلاء الأطفال بتركيبه نفسيه مختلفة عن أي طفل طبيعي فهم يعانون من النبذ الإجتماعي لأنهم يلقبون بأنهم أبناء زنا، ويظل الرفض المجتمعي ملازمهم مدى الحياة عند دخوله المدرسة أو الجامعة أو خطوة الزواج أو العمل.

واختتم الدكتور وليد هندي، أن هذا الطفل يفتقد الهوية ولديه الخوف من المجهول وفاقد للثقة فيمن حوله لأن أساس الثقة لديهم وهم الأب والأم قاموا بتركهه، فلم يجد الداعم أو السند، فيصبح قابل للإنحراف والإنقياد ليكون من أبناء الشوارع واستغلاله سواء جنسيًا أو نقل المخدرات والأفعال الغير قانونية، فمثل هذه الأباء يرتكبون جرم في حق الأطفال وحق المجتمع.

 

الدكتورة إعتماد عبدالحميد استشارية اجتماعية 

مراجعة البرامج الاجتماعية

وقالت اعتماد عبد الحميد دكتورة علم الإجتماع، يعد من أسباب قيام هذا الأمر وترك الرضيعة أمام دار الأيتام، ناتج عن عدم المسؤوليه وعدم فهم الزواج أو الإلتزام وهذا تقصير من البيت، وسبب في ازدياد حالات الطلاق والهروب من مسؤولية الأولاد.

وأكملت، تصريحاتها  لـ "الفجر"؛ أن هناك زيجات عرفى متعددة في الآونة الأخيرة وزوجات دون السن وبنات بتخدع وزنا المحارم، فيلجأون رمي أطفالهم فور ولادتهم لكس يتخلصون من عار ما قاموا به.

وأختتمت الدكتورة اعتماد، محتاجين مراجعة البرامج الاجتماعية وبرامج خراب البيوت ونفهم احنا عايزين نبنى البيت ولا نهده، زنعلم أولادنا معنى الزواج والإلتزام وتقليل تكاليف الزواج لتجنب الاخطاء.

الدكتور محمد السعيد استشاري ديني

لا تسمى هذه ظاهرة فهي حوادث فردية

"يا لها من جريمة تقشعر من ذكرها الأسماع.. يا لها من جريمة يشيب من هولها الولدان"، هكذا بدأ الدكتور محمد السعيد الاستشاري الديني حديثه، فقال إنها الخيانة في أبشع صورها، والنذالة في أحط أوضاعها، والمرارة التي يتفطر لها الكبد لوعة وحرقة، وأن هذه الجريمة البشعة تصنف بجريمة شنعاء، بحيث يتبع الزنا بإلقاء المولود إلذي أتى من سفاح، أو أن تُقابَل نعمة الله بالجحود.

وتابع الدكتور محمد السعيد في تصريح خاص لـ "الفجر"، يخشى الأب الفقر فيقوم بإلقاء المولود الذي أتى من نكاح، أو أن يرجع عصر الجاهلية الذي تسود فيه الوجوه المبشرة بالأنثى، فيقوم الأب بإلقاء الطفلة لحرارة الشمس أو عنف الرياح، وبهذا التصرف الغاشم يُعرض الطفل أو الطفلة للهلاك، لذلك يُعَد لونًا من ألوان قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يجوز قتل أي إنسان إلا بحق، هذه قاعدة يعرفها كل مسلم، فقد قال الله تعالى في القرآن المجيد: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ.

وتابع السعيد، كل إنسان يولد بريئًا وعلى الفطرة، فلا يجوز قتله ولا تعريضه للهلاك، مهما كانت الأسباب، لكن الذين يفعلون هذا تجاهلوا أحكام الدين الإسلامي، وكان هذا نادرًا بين المسلمين قبل أن يتأثروا بثقافات وافدة.

واختتم الدكتور محمد حديثه "للفجر"، لا نجمع على تسمية هذا ظاهرة، لأن الظاهرة ما عمت المجتمع أو كثرت فيه، ورمي الأطفال في حاويات القمامة حوادث فردية، يتألم لها ويستنكرها كل مواطن صالح، لذا يجب التصدي من الجميع لهذه الجريمة البشعة، ولا يُكتفى بمعرفة الرأي الشرعي، فهو واضح لكل العقلاء.