المفتي: الدبلوماسية العربية كانت ولا تزال مصدر فخر للجميع
قال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام خلال لقائه السفراء العرب على أهمية الدبلوماسية العربية التي كانت ولا تزال مصدر فخر لجميع المدارس الدبلوماسية في العالم، مشيدا بالجهود الدبلوماسية الكبيرة للسادة السفراء العرب في دولة صربيا،وشدد على أن الدول العربية في حقيقتها أسرة واحدة يحكمها الود والاحترام والتراحم، وطبيعة شعوبنا العربية أنها مترابطة ومتآلفة فيما بينها.
وتابع أن ديننا الإسلامي مبني على السماحة واليسر، وأن المسلمين الأوائل انفتحوا على العالم وتشاركوا مع الحضارات الأخرى واستفادوا منها وأفادوها.
وأكد شوقي أننا نحتاج إلى إدارة حضارية للخلاف مشددًا أنها قضية تشتد حاجة المسلمين إلى طرحها في ظل هذه الظروف والمتغيرات الراهنة التي يعلمها الجميع،حيث يعتبر الخلاف الفقهي في حقيقته لدى علماء المسلمين المعتمدين ظاهرة صحية، تعكس مدى مرونة وحيوية الفقه الإسلامي الوسيع، وملاءمته لكل زمان ومكان، وأن هذا الخلاف الصحي كان سببا فاعلا في تكوين ثروة فقهية وتشريعية قلما توجد في أمة من الأمم.
وأوضح المفتي أنه لا بد من نية صادقة لاستثمار هذا الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد ليكون أداة فاعلة في دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة بعمومها وخصوصها على المستوى المحلي والصعيد الإنساني.
أضاف شوقي أن الخلاف الفقهي لم يكن إلا مظهرا إيجابيا من مظاهر نشاط العقل المسلم، ولم يكنْ يومًا ما سببا للصدام أو للكراهيةِ فضلًا عن العنف أو الإرهاب،ولفت إلى أن أساس الفهم الصحيح للفقه الإسلامي هو إظهار السماحة بالتيسير على الناس وليس الهدف منه إيقاع الناس في حرج، مشددًا على أن الفتوى صناعة لا يتقنها إلا من لهم قدم راسخة في فهم النصوص الشرعية والواقع ومعرفة الربط بينهما.
في نفس السياق أبدى السفراء العرب سعادتهم بزيارة المفتي إلى بلجراد، مؤكدين أن زيارته أوجدت صدًى طيبًا لدى الحكومة والشعب الصربي، لكونه أول قيادة دينية مصرية تزور صربيا، بالإضافة أنه واحد من القامات الدينية الوسطية المشهود لها في العالم أجمع،وأكدوا أن زيارة علماء مصر مهمة جدًّا ومؤثرة في منطقة البلقان لنشر الصورة الحضارية للإسلام وتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة التي انتشرت عنه.
جاء ذلك خلال العشاء الرسمي الذي أقامه السفير باسل صلاح سفير مصر في بلجراد على شرف مفتي الجمهورية والذي حضره السفراء العرب في العاصمة الصربية بلجراد.