البنك الدولي يحذر.. ظلال المخاطر المالية تخيم على اقتصاديات الدول النامية
" صدمات اضافية".. البنك الدولي: اقتصادات الدول النامية لعام 2023 تقل عن نصف ما كانت عليه قبل عام
توقع البنك الدولي نمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري من 1.7 بالمئة، حسب توقعاته الصادرة في يناير، إلى 2.1 بالمئة، في تقريره الأخير، "الآفاق الاقتصادية العالمية"، مقابل 3.1 بالمئة حققها الاقتصاد خلال 2021.
وكان البنك قد عدل هذه التوقعات في اجتماعات الربيع إلى 2 بالمئة، حسب ديفيد مالباس، الرئيس السابق للبنك الدولي.
توقعات البنك الدولي للاقتصاد العالمي 2024:
كما عدل البنك توقعاته للاقتصاد العالمي لعام 2024، إلى 2.4 بالمئة مقارنة بتوقعاته السابقة في يناير، والتي كانت 2.7 بالمئة.
البنك الدولي قال في تقريره، إن النمو العالمي شهد تباطؤًا حادًا، وإن مخاطر الضغوط المالية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية تزداد حدةً وسط ارتفاع أسعار الفائدة العالمية.
وفيما يتعلق باقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية بخلاف الصين، توقع التقرير أن يتباطأ معدل النمو فيها إلى 2.9% هذا العام، بعد أن سجلت نموًا بنسبة 4.1% العام الماضي. وتعكس هذه التوقعات انخفاضًا واسع النطاق.
وتعليقًا على ذلك، قال أجاي بانغا، رئيس مجموعة البنك الدولي، "إن أضمن السبل للحد من الفقر ونشر الرخاء هو رفع معدلات التشغيل، فتباطؤ النمو يزيد من صعوبة خلق فرص العمل. ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أن توقعات النمو ليست مصيرًا محتومًا، فلدينا فرصة لتغيير مجرى الأمور، لكننا جميعًا بحاجة إلى العمل معًا لتحقيق ذلك."
ويرى البنك أنه حتى الآن، لم تشهد معظم اقتصادات الأسواق الصاعدة، والاقتصادات النامية، سوى أضرارٍ محدودة جراء الضغوط المصرفية الأخيرة، التي شهدتها الاقتصادات المتقدمة، غير أن أشرعة هذه الاقتصادات تبحر حاليًا في مياهٍ خطرة، حسب وصف البنك.
وقال البنك الدولي، إن اقتصادا واحد من بين كل أربعةٍ من اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية فعليًا، فقدت إمكانية الوصول إلى أسواق السندات الدولية، وذلك في ظل التشدد المتزايد في شروط الائتمان العالمية.
وأكد البنك أن توقعات النمو لهذه الاقتصادات لعام 2023، تقل عن نصف ما كانت عليه قبل عام، مما يجعلها شديدة التعرض لصدمات إضافية.
وتعقيبًا على التقرير، قال إندرميت جيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس مجموعة البنك الدولي: "إن الاقتصاد العالمي في وضع غير مستقر، وباستثناء شرق وجنوب آسيا، فلا يزال الطريق طويلًا أمامنا للوصول إلى الديناميكية اللازمة للقضاء على الفقر، والتصدي لتغير المناخ، وإعادة بناء رأس المال البشري.
نمو التجارة العالمية 2023
ومن المتوقع أن تنمو التجارة في عام 2023 بأقل من ثلث وتيرتها في السنوات التي سبقت الجائحة. أما بلدان الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، فتتزايد فيها ضغوط الديون بسبب ارتفاع أسعار الفائدة. وقد أدت مواطن الضعف في المالية العامة بالفعل إلى دفع العديد من البلدان منخفضة الدخل إلى المديونية الحرجة. وفي الوقت نفسه، فإن الاحتياجات التمويلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة تفوق وبمراحل أكثر توقعات الاستثمار الخاص تفاؤلًا."
نظرة علي الاقتصادات المتقدمة
وبالنسبة للاقتصادات المتقدمة، عدل التقرير توقعاته لهذه الاقتصادات بالرفع بنسبة طفيفه إلى 0.7 بالمئة، من 0.5 بالمئة حسب تقديرات يناير، لكنه خفض توقعات نمو هذه الاقتصادات خلال 2024 من 1.7 بالمئة إلى 1.2 بالمئة، وتأتي هذه التوقعات متباطئة من معدلات 2022 التي كانت 2.6 بالمئة.
توقعات البنك الدولي للاقتصاد الامريكي خلال 2023
البنك عدل توقعاته أيضا للاقتصاد الأميركي بالرفع خلال 2023 إلى 1.1 بالمئة من 0.5 بالمئة في يناير، لكنه خفض أيضا توقعاته لأكبر اقتصاد في العالم خلال 2024 بمقدار النصف إلى 0.8 بالمئة من 1.6 بالمئة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التأثير المستمر للارتفاع الحاد في أسعار الفائدة خلال السنة ونصف السنة الماضية.