الخيش يحفظ الأطعمة لمدة تزيد عن سنة
صاحب أقدم ورشة للخيش يكشف أسرار 100 عام لـ "الفجر"
رائجة تملأ المكان، وجلبة بسيطة، وأًصوات ماكينات خياطة، تشعرك بأنك قد دخلت للوهلة الأولى لمحل تفصيل الملابس، ولكن رائحة الصوف ـ أو بالأصح رائحة الخيش ـ تجعلك تذهب بمخيلتك بعيدا، إنها ورشة تصنيع الأجولة الخيش وهي إحدى أقدم المهن بالإسكندرية.
تشتهر منطقة الجمرك في محافظة الإسكندرية، بانتشار الورش والمهن القديمة التي مازالت موجودة حتى الآن، ومنها مهنة صناعة وتفصيل الخيش، هذه المهنة التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 100 سنة، عم حسن السرياقوسي، أقدم صاحب ورشة يروى تفاصيل المهنة التى ورثها من والده.
قال عم حسن السرياقوسي صاحب أقدم ورشة لتصنيع وتجهيز الخيش، في منطقة الجمرك بالإسكندرية، أنه توارث المهنة منذ الصغر عن والده الذي كان يعمل في المهنة لصنيع الخيش والتي تستخدم في تصدير المواد الغذائية وكذلك أجوله البطاطس والمكرونة والسوداني وجميع أنواع الأغذية التي يتطلب بها الخيش للحفاظ عليها.
وأضاف حسن السرياقوسي أن من المواد التي تستخدم فيها الأجولة الخيش الجبنة الرومي والبلح والسوداني، وان خامات الخيش، تأتى باله كبيرة يتم تقطيعها وبعد ذلك القص والتفصيل وحتى مرحلة التفصيل على ماكينة الخياطة، وأكثر الطلب على الخيش المحافظات التي لا يوجد بها ورش لتصنيع الخيش.
وأشار صاحب ورشة صناعة الخيش، أن مميزات الأجولة والمصنوعات من الخيش، أنها صحية وجيدة التهوية ولا تتأثر بالعوامل الجوية، ويمكن وضعها بالمواد الغذائية داخل الثلاجات وكذلك وضعها في أماكن تهوية وتحت اشعة الشمس وهى مفيدة أكثر من الأجولة المصنعة من المواد البلاستيكية " موضحا " أن فترات صناعه الخيش يمكن أن تتطلب أوقات كبيرة ويأتي ذلك حسب الطلب والكمية التي يتم صناعتها وهناك كمية لا تستغرق إلا أوقات قصيرة تصل ما بين أسبوع أو أقل مشيرا إلى قديما كان هناك إقبال في شراء الكميات من الخيش الا هذا الوقت اختلف الوضع الحالي في بيع الخيش والتي يستخدمها المخابز وأصحاب المطاعم والمحلات في تعبئة منتجاتهم.
وأوضح زغلول أحمد، صنايعي في مهنة صناعة الأجولة ومنتجات الخيش، أن تفصيلة الخيش تأتي جاهزة ثم نبدأ في تقطيعها ووضعها على أحد ماكينات الخياطة لتفصيلها مضيفا أن الورشة احتفظت بشكلها ولا تتغير منذ بداية إنشائها، وأن سبب الإقبال عليها أنها صحية وتحفظ المنتجات جيدة لمدة تصل إلى سنة.
يذكر أن أجولة الخيش تصنع من خيوط ألياف نبات يسمى «الجوت» يميل لونه إلى الصفرة، ويُصْنع بأبعاد عرضية وأوزان مختلفة، ويُستخدم بصفة أساسية في صنع الأكياس اللازمة للمنتجات الزراعيّة والصناعية، كما يُستخدم بكميات كبيرة كغلافات وقائيّة لتغليف الطرود، وكقماش داعم عند تنجيد الأثاث، ويُستخدم الخيش ذو العرض الكبير لتقوية السّجاد.