الحداد بالأدلة: مشاهد الرؤيا تراث يجب المحافظة عليه
قال الدكتور محمد حمزة إسماعيل الحداد أستاذ الآثار والتراث والخبير الدولي المعروف، إن ما أثير مؤخرًا حول مشاهد الرؤيا وهي من العمائر الجنائزية الباقية في قرافة القاهرة وجبانتها الرئيسة كمقابر الإمام الشافعي أو مقابر السيدة نفيسة وسيدي عمر وسيدي جلال أو السيوطي التونسي المجاورين الغفير وغير ذلك).
الحداد بالأدلة: مشاهد الرؤيا تراث مادي ولا مادي يجب المحافظة عليه
وتابع، أو في مدينة القاهرة في الأحياء والحارات وبصفة خاصة ما يُعرف منها بالمشاهد أو الأضرحة أو مشاهد الرؤيا، وهي التي لا تضم جثامين أو رفات، مثل قبة عاتكة والجعفري، وقبة السيدة رقية في شارع الأشراف بحي الخليفة جنوب القاهرة.
الحداد بالأدلة: مشاهد الرؤيا تراث مادي ولا مادي يجب المحافظة عليه
وتساءل الحداد هل معنى أن القبة التي ليس بها أحد مدفونًا أي أنها من مشهد رؤيا هل هذا يعطي المبرر خصيصًا لو كانت غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية؛ هل ذلك يعطي المبرر لعدم الابقاء عليها أو عدم الحفاظ عليها؟.
وأشار إلى أن مشاهد الرؤيا مثلها مثل المشاهد أو الأضرحة أو المقامات الحقيقية سواءً بسواء، حيث تعد تراثًا ماديًا من حيث بقاء أبنيتها من المدافن أو القباب أو الأحواش بعناصرها المعمارية والإنشائية وماتضمة من تراكيب ومقاصير وشواهد ونقوش كتابية وفنية وتوقيعات.
كما أنها تراثًا لا ماديا لإنه ا ارتبطت بها عادات وتقاليد ومراسم رصدتها ودونتها المصادر التاريخية من مصر وخارجها كما ورد في كتب الخطط المقريزي، والبكري وعلى مبارك؛ وكتب المزارات والزيارات والتي كانت بمثابة كتب الأدلة السياحية والارشاد السياحى لمشايخ الزوار والذين بلغ عددهم 15شيخا في العصر المملوكي،
وكان لكل شيخ منهم وطائفته مواعيد وأوقات وأيام معينة من الأسبوع وكذلك فيما يتعلق ببداية الزيارة مسارها ومنتهاها ومن الكتب التي تحدثت عن تلك العادات، كتاب مرشد الزوار إلى قبور الأبرار أو الدر المنظم في زيارة الجبل المقطم، وكتاب صباح الدياجي وغوث الراجي وكهف اللاجي وتحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط المزارات والتراجم البقاع الماركات والكوكب السيار إلى قبور الأبرار والعدل الشاهد في تحقيق المشاهد؛ وكتب الرحالة ومشاهداتهم كابن جبير والهروي وابن سعيد والعبد ري وابن بطوطة والبلوي والعياشي النابلسي والحموي واولياجلبي وغيرهم وكتاب وصف مصر وجومار وادوارد وليم لين ومؤلفوا كتب الموالدفي مصر وغيرهم.
وهذه العادات وتلك التقاليد والمراسم تعد من أساسيات علوم الاثنولوجيا والاثنوغرافيا والاثنواركيولوجيا وهي أفرع من علم الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية واسست لها متاحف على أعلى مستوي؛ فكيف والحال هكذاان نفقد هذه الابنية بعاداتها وتقاليدها ومراسمها المسجلة تاريخيا إلى الابد وخاصة وإنه ا تشكلت عبر 1444سنة هجرية عقب الفتح العربي الإسلامي لمصر 21_25 هجرية /641_645_646م كامتداد للهوية والشخصية المصرية القديمة بمختلف صورها ومراحلها الكبرى وتنوعاتها ومن ثم لم تكن لها صلة بأي مؤثر أو تأثير خارجي والدليل على ذلك الاضرحة أو المقامات التذكارية في مصر القديمة والتي لاترتبط بوجود جثمان حقيقي ومنها على سبيل المثال الاوزوريون بابيدوس العرابة المدفونة في سوهاج وتذكرت السياحية حاليًا بـ30الف جنيه مصري؛ وكذلك رسائل المصريين إلى ضريح الإمام الشافعي هي امتداد لنفس الظاهرة في مصر القديمة.