ضربه بمفتاح حديد بسبب شوية تراب.. أول لقاء مع جيران عامل ضحية القتل على يد سائق في الوراق (فيديو وصور)
"البداية بسبب كنس تراب جه على طفلة ثم انقلبت لخناقة ستات".. هذا الحال ما وصفه جيران منطقة الوراق، الذين يقطنون بجانب منزل المتهم (أحمد كرم) البالغ من العمر 43 عامًا وهو سائق على سيارة نصف نقل، والضحية (عبد الفتاح سيد عبد الفتاح، 48 عامًا) يعمل كسائق ميكروباص في فترة ما بعد الظهر. قبل الجريمة بثلاثة أيام، كانت شقيقة المتهم تنظف الفناء الخارجي للمنزل باستخدام المكنسة، وفي ذلك الوقت تطاير بعض التراب ووقع على طفلة تبلغ من العمر 12 عامًا، وهي ابنة شقيق الضحية. هذا الوضع أدى إلى اندلاع مشادة كلامية وتبادل للعبارات السيئة بين الطفلة والسيدة.
هربت الطفلة بسرعة إلى والدتها، وتجمعت حولها السيدة ونساء العقار الآخريات، حيث اتهموا شقيقة المتهم الساكنة في العقار المجاور بالمشكلة. وقاموا بالتعبير عن سخطهم وغضبهم من خلال استخدام عبارات غير لائقة تجاهها. سارعت السيدة إلى الاتصال بشقيقها لطلب المساعدة والحماية من هؤلاء النساء. وبدوره، حضر (أحمد المتهم) لمحاولة حل النزاع بين شقيقته والنسوة، لكن الأمور تفاقمت وتطورت إلى تمزيق ملابسه. بعدها، توجه إلى الضحية (عبد الفتاح) وانتقده على ما نُسب إلى زوجته ونساء العقار، في حين ادعى بأنه دفع زوجته من كتفها. لكنه نفى أنه كان يشترك في المشاجرة.
تدخل جيران المنطقة لحل النزاع وعقدوا جلسة صلح. بعد التوصل إلى اتفاق، بدأ الانتقام يلعب دورًا في مشاكل الأطراف المتنازعة. وفي صباح الحادثة، اشتعلت المشاجرة بين الطرفين حتى قام الضحية بضرب المتهم في ذراعه بسلاح أبيض (كتر)، مما دفع الآخر للرد بضربه على رأسه بمفتاح السيارة (صليبة)، وبعد نصف ساعة من وصول الضحية إلى منزله، فارق الحياة.
انتقلت محررة "الفجر" لمسرح جريمة مقتل عامل على يد سائق في الوراق.
الجار: المتهم والضحية بينهما صلة نسب
بدأت المشكلة بمشاجرة بسيطة كادت أن تنتهي في نفس الوقت، ولكن تطورت الموقف حتى أصبح الانتقام حليفًا لكل منهما. صرح "عزت مرسي" حداد، وهو أحد جيران المتهم (أحمد كرم، 43 عامًا، سائق نصف نقل) والمجني عليه (عبد الفتاح سيد عبد الفتاح، 48 عامًا، عامل) قائلًا: "الأسرتين فيه بينهم نسب ولكن يوجد بينهم مشاكل، والجميع في المنطقة يعرفون هاتين العائلتين، وما حدث كان أمرًا بسيطًا".
“أخت المتهم كانت بتكنس وجه شوية تراب على الطفلة”
وأكمل "عزت" حديثه لصحيفة "الفجر" حول تفاصيل المشاجرة الأولى بين العائلتين، قائلًا: "قبل نحو ثلاثة أيام من وقوع جريمة القتل، كان منزل الضحية مجاورًا لمنزل شقيقة المتهم. في ذلك الوقت، كانت شقيقة المتهم تقوم بتنظيف الفناء الأمامي للمنزل، وصدف أن نجلة شقيق الضحية، البالغة من العمر 12 عامًا، كانت موجودة هناك. دون قصد، وأثناء تنظيفها بالمكنسة، تناثر بعض التراب على الفتاة الصغيرة. كان هذا حدثًا غير متوقع ولم يتوقعه أحد."
تراشق ألفاظ والسيدة تستنجد بشقيقها
وأضاف الجار، كاشفًا بداية الجريمة، أن الطفلة لم تهدأ بعد تعرضها للتراب المتطاير عليها، فقامت بسب وشتم السيدة التي تسببت في ذلك. ولكن السيدة لم تسكت على حقها وتقبل السب، بل ردت بنفس العبارات السيئة والألفاظ. هذا الرد المتبادل أشعل النيران بين الأسرتين المتنازعتين في العقار. بعد ذلك، تدخلت والدة الطفلة وبعض السيدات الأخريات الموجودات في العقار، وبدأن في التراشق بالعبارات والسب، ووصل الأمر إلى حد أن السيدة المتهمة استنجدت بشقيقها (أحمد) لحمايتها من هؤلاء السيدات.
قطعوا لبسه لما حاول يهدي الخناق
هرع (أحمد المتهم) بسرعة إلى شقيقته بعد استنجادها به عبر الاتصال، وذلك بعدما تجمعت عليها تلك النسوة وسبوها بألفاظٍ نابية. وصل الشاب إلى منزل شقيقته في محاولة لتهدئة المشاجرة بين النساء في العقار وشقيقته. وفجأة، هاجمت النساء الشاب وقطعوا ملابسه، حسبما وصفه أحد الجيران يدعى (مصطفى) بناءً على ما شاهده.
وأضاف (مصطفى) جار الأسرتين، قائلًا: "وقت تلك الخناقة، مكنش في حد من رجالة العقارين موجود، ولما أخت المتهم استنجدت بأخوها، جاء، ولكن الستات اتلموا عليه، وقتها مشى، لأنه معرفش يأخد حقه، ومفيش راجل يتكلم معاه"
عتاب بين المتهم والضحية: ينفع اللي عملته مراتك وأهل بيتك
يتابع الجار حديثه، تقابل المتهم مع المجني عليه (عبد الفتاح)، ليعاتبه عن ماحدث له من نساء تلك العقار، "ينفع اللي عملته مراتك وزوجات أخواتك"، ليرد الضحية، قائلًا،"وأنت ازاي تزق مراتي من كتفها مش أصول رجاله"، ليجاوب المتهم،"أنا مازقتهاش، أنا كنت بفك الخناقة بين جماعتك وأختي".
الجار: عملنالهم جلسه صلح
حاول جيران المنطقة، حل تلك الخلافات التي نشبت بين الأسرتان، بعقد جلسة صلح بين الطرفين، وبالفعل تصالح الطرفين أمام الجميع، وذهب كل طرف لمنزله، ولكن ماحدث عكس ذلك، وبات الانتقام حليف أحد الطرفين
المتهم ضربه بمفتاح صيانة عربية
"اتفاجئنا بقتل أحداهما".. عقب 3 أيام من تصالح الطرفين، تقابل المتهم (أحمد) والمجني عليه (عبد الفتاح) على الكورنيش أثناء عملهما على سيارتهما، ليتجدد الخلافات من جديد، قائلًا،"إحنا مشوفناش حاجة لأن الخناقة كانت بره، كل اللي عرفناه أن المجني عليه ضرب المتهم (عوره في ذراعه بكتر)، فقام المتهم وانتقم منه فأمسك بآلة حادة عبارة عن مفتاح صيانة عربية (مفتاح صليبة)، وضربه على رأسه
"عاد الضحية لمنزله واقفًا على قدمية"..يكشف الجار اللحظات الأخيرة للضحية، قائلًا: "المفاجأة أن الضحية رجع لبيته ومكنش في دم في رأسه، وفي وسط الجيران بأعلى صوت له، قال من دلوقتي الخناقة مع (أحمد) مش مع أخته" وقتها علمنا أن حدث شجار بينهما خارج المنطقة، وعقب نصف ساعة، الضحية سقط أمام المنزل، وتم نقله للمستشفى
نزيف داخلي بسبب الضربة
وبمجرد وصول الضحية للمستشفى، وبالكشف عليه، كان لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرًا بضربه على رأسه على يد المتهم، "جاله نزيف داخلي، وكان بينزف من أذنيه وأنفه"، حسب ماوصفه جاره
واختتم جيران المتهم والضحية في حديثهما إلى "الفجر"، قائلان،" الخناقة اتطورت وكل أسرة خسرت رجلها، واتيتموا أبنائهما، داعيين هداية الحال للأسرتين
تفاصيل التحقيق
أمرت نيابة شمال الجيزة، بحبس سائق، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل عامل بآلة حادة في الوراق.
باشرت نيابة شمال الجيزة، التحقيق في مقتل عامل ويدعى "عبد الفتاح سيد" 48 عامًا على يد سائق ويدعى "أحمد كرم" 43 عامًا، اعتدى عليه بآلة حادة في الوراق، واعترف المتهم بارتكابه للواقعة
واعترف المتهم "أحمد"، بارتكابه للواقعة، أنه حدثت مشادة كلامية بيننا، بسبب خلافات جيرة سابقة، فتطورت إلى مشاجرة، فأمسكت بآلة حادة(مفتاح حديد) وضربته على رأسه، ولفظ أنفاسه في الحال.
وأفادت التحقيقات بأن المتهم قتل الشاب بعد أن اعتدى عليه بواسطة آلة حادة وضربه في رأسه، وذلك نتيجة لخلافات جيرة بينهما. تم استدعاء الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث بناءً على إخطار تلقوه من قسم شرطة الوراق. وباستكمال التحقيقات، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية المطلوبة، حيث تم تحويله إلى النيابة لمواصلة التحقيق في القضية.
