د.حماد عبدالله يكتب: إختقاء الطبقة الوسطي !!
أخطر ما يمكن أن نواجهه كأمة هي إختفاء الطبقة الوسطي من طبقات المجتمع فهذه الطبقة المتمثلة في المثقفين المصريين وأساتذة الجامعات، والقضاه، والمحامون، والتجاريون، والمهندسون وضباط القوات المسلحة والشرطة والصحفيون، والإعلاميون والأدباء والفنانون هؤلاء وغيرهم هم حاملى شعلة تقدم الوطن وهم وقود التقدم في شتي مجالات الحياة بالبلاد.
ولعل التاريخ المعاصر ومنذ نهضة مصر الحديثة عام 1805 تحت لواء محمد علي باشا الكبير وكان للطبقة الوسطي من المصريين دورًا بارزًا في الحياة الإجتماعية والسياسية ومع نشأة الحياة النيابية المصرية وصدور دستور 1923، وظهور الأحزاب السياسية منذ عام 1907 بداية بالحزب الوطني بزعامة مصطفي كامل وحزب الأمة وغيرهم من أحزاب وإتقاد حركة الوطنية المصرية وصولًا لذروة الأحداث بقيام ثورة 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول وتوحد الأمة تحت شعار الهلال والصليب كل هذه الأحداث وتراكمها الوطني وبجانبها ظهر طلعت حرب باشا وبدأت الحركة الإقتصادية الوطنية بإنشاء بنك مصر وشركاته المتعددة والتي قادت البلاد إلي شبة إستقلال أقتصادي قبل الحصول علي الإستقلال السياسي من الدولة المحتلة ( بريطانيا العظمي ) إلا أن بجانب هذا ظهرت الثقافة المصرية والفن المصري معبرًا عن تحول درامي في الحياة الإجتماعية المصرية وزاد وقود الوطن بأبنائه من شعراء وأدباء وفنانين ومن السينما الصامتة إلى الناطقة والإذاعة المصرية والمسرح وأصبحت مصر وجهة ومنبر للفن والثقافة العربية والإقليمية وكانت الجامعة المصرية قد بدأت رواسيها أيضًا في بداية عام 1908 لكي تحمل مشاعل العلم والمعرفة، بجانب الجامعة الأم (الأزهر الشريف )الذي تعدي زمن وجوده الألف عام، وهكذا كانت الطبقة الوسطي في "مصر " هي المحرك وهي الوقود، وهي الشعلة للثورة وللتقدم وللحرية أيضًاحتي مجيء ثورة يوليو 1952 وكان صغار ضباط الجيش المصري من أبناء الفلاحين والعمال ومن أبناء بعض الأسر ذات التاريخ السياسي والإقتصادي الوطني هم طليعة التحرر من الإستعمار وحملة مشاعل الحرية ليس في مصر فقط ولكن في محيطها من بلاد عربية وأفريقية وأيضًا أسيوية بل تعدت ذلك إلي بلاد في أمريكا اللاتينية...
كانت أيضًا الطبقة الوسطي هي محور وهدف حركة الضباط الأحرار ولعل بعد هزيمة 67، وإنكسار تلك الطبقة، وإنكسار الحلم وهجرة أغلب الأبناء من هذه الطبقة سعيًا للرقي والتقدم، سواء في طريق العلم أو جمع المال إلا أن عودة بعضهم للوطن بعد إنتصار مصر عام 1973 وتوجه الدولة إلي إقتصاد حر،وإنفتاح، وتعديل المسار من الإشتراكية إلي الرأسمالية المراعية للبعد الأجتماعي الوطني هذا ماقيل وهذا ما نود التأكيد علية كلما إجتاحتنا وحشية النظام الرأسمالي إلا أن الطبقة الوسطي في" مصر " مازالت تعيش تحت ضغط المسئولية الإجتماعية، وتدني أجورها، ودخلها وتدني حياتها الإقتصادية وإنكماشها في التصدي للمشاكل الحياتية، فأصيب المجتمع بما نواجهه اليوم وهو إفتقادنا إلي بوصلة تقود الأمة إلي وضعها الذي تستحقة بين الأمم، لا حل إلا بعودة هذه الطبقة للحياة، وللنشاط، وللحيوية التي إعتادتها حتي نستكمل طريق التقدم والتنوير والرفاهية لجميع طبقات شعب مصر !!
[email protected]