يستحق التأمُّل
لماذا لا يعرف الدكتور حسام موافي أغلب نجوم الفن؟
هناك أشخاص لا زالوا يعيشون في حالة الإنسان الواقعي جدًا، والذي قد لا يمكن وصفه سوى أنه رجل عادي، أو إنه شخص يطلع على القدر اليسير من الأخبار مايفيده فقط، دون محاولة التعمق في غير زاوية اهتمامه، من امثالهم الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية طب القصر العيني.
يوضح الأستاذ الجامعي أنه لا صله له بهذا الوسط، وأنه رجل علم، وهذه حقيقة تبدو حتى في ظهوره، حال تكريمه وتكريم الفنانة سمية الخشاب من قبل منظمة الأمم المتحدة.
تعقيب الدكتور حسام موافي
عقب الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية طب القصر العيني، على حالة الضجة التي أثيرت بعد انتشار صورة له وهو يكرم الفنانة سمية الخشاب في منظمة تابعة للأمم المتحدة، قائلا: "هيجيلك جواب من الأمم المتحدة وهيقولك تعالى هنكرمك هتروح ولا مش هتروح.. ومش عايز أرد على حد بيتكلم بجهل".
يقسم أستاذ طب الحالات الحرجة على عدم تكريمه: "ورب الكعبة ما كرمت الفنانة سمية الخشاب ولا كرمت حد.. أنا كنت مُكرم ولم أشارك في تحديد المكرمين".
يشدد الرجل ويغلظ القسم: "والله العظيم أنا لا أعرف سمية الخشاب ولا أعرف شكلها"، كاشفا أن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز زاره في عيادته ولم يتعرف عليه"
حالة تسترعي الانتباه
التصريحات السالفة التي تداولتها المواقع والقنوات ووسائل الإعلام، توجب علينا في هذه الحالة الانتباه إلى نوعية من المواطنين الذي يعيشون في بلادنا، هناك الكثير من الناس لا ينشغلون كثيرًا بأمور أو حياة الفنانين والمشاهير الشخصية، ليس لعظم مناصبهم أو مراكزهم العلمية فقط، بل لكون طبيعة وظائفهم وربما نمط حياتهم تحتِّم عليهم حدًا أدنى من متابعة هذه المنوعات، وحدًا أكبر من متابعة جديد الطفرات العلمية أو ما يمس مجال تخصصهم الذي يبرعون فيه،
إنَّ هناك شخصيات كثيرة، ولا يجب أن تثير الغرابة لدينا، عادتهم التي لا تتوافق مع ما صرنا نتعايش معه هذه الأيام.
إنَّ التكنولوجيا والثورة الاتصالية الهائلة ربما تصارت تأخذنا هنا وهناك، في حياة المشاهير، وحول الأحداث المختلفة، وذلك تبعًا لطبيعتها التي تعرض علينا الكثير والكثير، ونجلس نحن محل التلقِّي والاستزادة، وربما التحليل والتنبؤ حول الأحداث، بما يجعلنا أحيانًا نعتقد انفسنا "محلّ التخصص"، وهذا بخلاف الحقيقة التي تقول أننا لا نعرف كل شيء.
إنَّ فكرة وجود شخص لا يتابع صار أمرًا أقرب لنا من مثال "هل هناك شخص لا يعرف كذا؟"، على سبيل التندر وإطلاق الطرائف، وهذا ما نجحت بعض وسائل التكنولوجيا الحديثة أن تحققه لنا، في حين يصعُب بل ويُستبعد فيه الرهان على بحث الجمهور حول أمور أكثر أهمية أو جذور لمنجزات علمية يمكن عرضها، إلا نادرًا، في وقت تسعى فيه الخدمة الإخبارية أن تكون ملك يمين المواطن تأخذه حيث يشاء "التريند" أو مُعدَّل ترافيك أو قراءات محركات البحث.
لكن السؤال الأهم: هل معرفة كل شخصيات الفن صارت ضرورة لدى الناس، أم أن السوشيال ميديا والتواصل الاجتماعي أزال حواجز المعرفة العامة لهذا الحد؟