«واحة سيوة» جمال عبر العصور.. ثقافة وترفيه ونقاء البيئة
تعد واحة سيوة أحد أبرز الأماكن السياحية البيئية في مصر، وهي ليست فقط مكا ن سياحي بيئي وإنما ثقافي أيضًا حيث تضم عدد من المعالم الأثرية الهامة وفي مقدمتها قلعة شالي، وهي مدينة وواحة مصرية في الصحراء الغربية، تبعد نحو 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إداريًا.
وسيوة واحدة من أجمل الواحات المصرية القابعة فى قلب الصحراء التى لم تبح بكل أسرارها حتى الآن وعند زيارتك الواحة الفريدة التى تبعد اكثر من ٩٠٠ كيلو مترا عن القاهرة تكتشف الجديد كل مرة وكأنك تزورها للمرة الأولى.
آبار وعيون
وتنتشر في أرجاء سيوة الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبرى، واكتشف بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتان كل عام، ومقابر جبل الموتى وبها قلعة شالي.
وأعلنت سيوة كمحمية طبيعية ومساحتها 7800 كم، تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتيةوتعدادها يقارب الـ 35 ألف نسمة تقريبًا، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة، يسود بها المناخ القاري الصحراوي، فهي شديدة الحرارة صيفًا، أما شتاؤها فدافئ نهارًا شديد البرودة ليلًا.
أشجار الزيتون
وتنتشر بها أيضًا أشجار النخيل والزيتون تضم 750 ألف نخلة، و220 عينا من عيون المياه الطبيعية، التى تعد من أهم مناطق العلاج الطبيعى فى مصر والدول العربية، لما يتوافر بها من عيون مياه كبريتية طبيعية، ورمال ذات خصائص علاجية، اكتشفها أهالى سيوة منذ القدم
على أراضيها وتتدفق عيون المياه الساخنة من باطن الأرض التى يعود تاريخها إلى العصور الرومانية القديمة لتحكى كل عين قصصا وروايات عن تاريخ «واحة الاساطير» كما يطلق عليها المؤرخون نظرا لتواجد معبد الوحى أو التكهنات وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتى ومعبد آمون.
ويقبل عليها السياح من كل أرجاء العالم بحثا عن الراحة والهدوء والاستمتاع بجوها الساحر وعيون مياهها المتدفقة من باطن الأرض أو بحثا عن العلاج والاستشفاء من بعض الأمراض فى رمالها الساخنة بجوار جبل الدكرور الشهير بوسط الواحة.
وزوار واحة سيوة يحرصون على النزول والاستحمام بعيون المياه لتفتيح المسام، لا سيما أنها آمنة لا تنقل العدوى لأن مياهها جارية متجددة من باطن الأرض، وبها عنصر الكبريت وهو قاتل لأى عدوى، مشيرا إلى أن من أشهر عيون المياه بسيوة، عين الشمس أو عين جوبا ويطلق عليها أيضًا عين كليوباترا، وتبعد حوالى 1 كم من معبد أمون بقرية أغورمى، وتعتمد حركتها على الشمس لتصبح مياهها دافئة عند برودة الجو، وباردة عند ارتفاع درجات الحرارة.
وعين أبو شروف، وتقع على بعد 25 كم من وسط مدينة سيوة بنطاق قرية أبوشروف، وتتميز بمياها النقية وتواجد بعض الأسماك بها، كما أن بها نسبة كبريت تساهم فى علاج الأمراض، ومن أشهر عيون المياه للعلاج من الأمراض الجلدية هى عين بيريزى، وتقع بمدينة سيوة، ومياهها كبريتية.
أما عن عين فطناس فيقول أنها أشهر عيون سيوة ويحرص الوافدون على زيارتها للاستحمام بها، ومشاهدة الغروب من جزيرة فطناس وسط أشجار النخيل والزيتون المنتشرة حولها وبحيرات الملح المنتشرة على أرض الواحة الساحرة.
وتسمية تلك العين بعين الشمس يرجع إلى القرن15 ق.م، حيث أُطلق عليها المؤرخ هيرودوت هذا الاسم لارتباطها بإله الشمس عند الإغريق، ولكن أهل سيوة يقولون إن سر تسميتها بهذا الاسم لارتباطها بالشمس، حيث إن درجة حرارة العين تزداد وتنقُص على حسب التوقيت على مدار اليوم وتحكى قفص التاريخ أن الاسكندر الأكبر جاء ليغتسل فى عين الشمس أثناء زيارته لواحة سيوة وأنه مر على تلك العين خلال ذهابه لمعبد آمون، وبعد تلك الزيارة للاسكندر الأكبر ازدهرت واحة سيوة بشكل كبير، وكانت سببًا لتخليد اسم الواحة على مر العصور.
ويتردد بين أبناء الواحة أن الملكة كليوباترا قد زارت العين ولذلك يعود تسميتها بهذا الاسم وتقع عين كليوباترا على بُعد 4 كم جنوب واحة سيوة، بالقرب من البلدة القديمة، حيث تقع فى نفس اتجاه جبل الدكرور ومعبد آمون ومعبد الوحى. والعين عبارة عن عين مُستديرة من الحجر ومُسيجة بسور بقطر يبلغ 40 مترًا.
وتعتبر عين كليوباترا إحدى الينابيع الساخنة الطبيعية في واحة سيوة، كما أنها من أكثر المزارات السياحية في واحة سيوة، ويشير أبناء الواحة إلى أن سيوة كانت تضم ألف عين، بقي منها 230 عينًا، منها 80 عينًا فقط تُستخدم فى الرى والشرب والعلاج.
قلعة شالي
وشالي هي المدينة والقلعة القديمة في سيوة، ويعود تاريخ سيوة إلى آلاف السنين، فهي تضم معبد آمون والمعروف بمعبد التنبؤات، والذي زاره الإسكندر الأكبر حيث تم تتويجه من هناك، وأعلن نفسه إبنًا لآمون، وذلك لعلمه بأهمية ذلك الإله عند كلا من المصريين، وأوصى أن يدفن هناك، ولكن لم يُعرف إذا كان قد تم ذلك بالفعل أم لا.
وشالي حصن قديم من الطوب اللبن والكرشيف، وقد تم بناؤها بين القرنين 12 - 13 بهدف رد هجوم العربان والقبائل المتنقلة في الصحراء، حيث سادت الفوضى في الصحراء الغربية بعد عصر الامبراطورية الرومانية، فكانت القبائل تغير على بعضها البعض بهدف الحصول على الغذاء من مناطق الأبار المأهولة بالسكان، مما دفع أهالى سيوة لبناء قلعة عالية لحمايتها من الغزاة، وتعد قلعة شالى من أهم المزارات السياحية فيها.