تحدث في أقوى الدول .. ومخاطرها قد تمتد إلى أرض الواقع
ليست روسيا فقط.. أوروبا وإيران تعرضا أيضًا لعملية الهجوم الإلكتروني
وفقًا لما أكده البنك المركزي الروسي أن مؤسسات الائتمان المالية شهدت نحو 1500 هجوم إلكتروني في 2022، وأعلن عن تسجيل نحو 100 هجوم إلكتروني على مؤسسات الائتمان المالية، منذ بداية عام 2023.
الهجوم الإلكتروني على البنك الروسي المركزي
قال رئيس قسم أمن المعلومات في البنك، فاديم أوفاروف، خلال منتدى أمن المعلومات في بحر قزوين "إنفوفوروم أستراخان": "وفقا للبيانات الأولية، في الربع الأول من هذا العام، لا تزال الهجمات مرتفعة بشكل متصاعد، حيث سجلنا عمليا نحو 100 هجوم إلكتروني على مؤسسات الائتمان المالية".
وأشار إلى تضاعف عدد الهجمات على المؤسسات المالية بنهاية عام 2022 أربع مرات تقريبا، من 330 إلى 1500 هجوم، وفقا لما نشرته وكالة "تاس" الروسية.
استهدف بنك إيران المركزي.. فما القصة؟
في مطلع العام الجاري، أعلنت طهران، أنها أحبطت هجوما إلكترونيا على بنك إيران المركزي، في حادث يعيد إلى الأذهان هجمات سابقة على مواقع عدد من المؤسسات الحكومية في البلاد.
وكانت جماعة القرصنة "أنونيميوس" وجماعات اختراق أخرى قد هددت، في أكتوبر الماضي، بشن هجمات إلكترونية على مؤسسات ومسؤولين في إيران.
وذكرت وقتئذ أنها ستشن هجمات القرصنة، دعما للاحتجاجات المناهضة للحكومة، ولأجل تجاوز الرقابة على الإنترنت في البلاد.
رئيسة البنك المركزي الأوروبي.. لم تسلم أيضًا
في منتصف العام الماضي، تعرضت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، لهجوم إلكتروني، لكن سرعان ما تم إحباطه دون الكشف أي معلومات.
وحسب متحدث باسم البنك المركزي الأوروبي، أدلى بأن التحقيق جاري، ولم يتم التوصل لمعلومات.
ماهية الهجوم الإلكتروني
يعد الهجوم الإلكتروني أو ما يُدعى بـ الهجوم السيبراني محاولة ضارة ومتعمدة من جانب فرد أو مؤسسة ما تستهدف اختراق نظام المعلومات لدى فرد أو مؤسسة أخرى.
ويعد الهجوم الإلكتروني نوعًا من الإرهاب أو السطو الذي يتم تجريمه في الداخل والخارج، لأنه عادةً ما يبحث المهاجم عن شيء من المنفعة وراء تعطيل شبكة الضحية، وبذلك يتم اعتباره شكلًا من أشكال القرصنة، والحصول بشكل غير مشروع أو دون وجه حق على مستندات أو بيانت، وبخاصة المالية والاقتصادجية والبنكية.
أهداف الهجوم الإلكتورني..لماذا البنوك المركزية ؟
لكل جريمة دافع، فلا يقوم أحد ما بسرقة أو عملية سطو دون ان تكون لديه أهداف وأغراض نابعة من داخله تدفع به لهذا السلوك، ولكن السؤال الأهم لماذا البنوك؟
تعد البنوك المركزية حول العالم من الأهداف الرئيسة والصيد الثمين لدى الهجوم الإلكتروني أو ما يُدعى بالهجمات السيبرانية، فالبنوك مؤسسات مالية وسيطة تسهل عملية العرض والطلب على النقود، كما أن لديها فائض من الثروة يزيد عن حاجته بالاحتفاظ به داخل البنك.
والبنوك المركزية مؤسسات مسؤولة عن مراقبة وتوجيه النظام المصرفي في الدولة أو في مجموعة دول، ومن ضمن ما تهدف بشكل عام الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي، والتطوير والنماء الاقتصادي لهذه الدول.
يمكن تحديد ذلك وفقًا للأسباب التالية:
- معظم البنوك والبرامج المصرفية والمالية التي لم يأخذ فيها مصنعو هذه البرامج الأمن السيبراني على محمل الجد.
- الثغرات الأمنية لا تنتهي، فالأمن اليبراني لا زال مليئًا بالعديد من الثغرات والهفوات التي تسمح باختراق النظام الامني للشبكة المعلوماتية للبنوك.
- تطبيقات شبكة الويب عالم آخر غير ما هو معروف لدى الكثيرين، ومحاولات الاختراق عبر الشبكة حربًا إلكترونية قد تقع ضحيتها دول ونُظمٌ بأكملها، كما في حالنا الآن.
قد تتحول لصدام عسكري
للأسف قد تتحول هذه القرصنة الإلكترونية من مجرد سطو يقوم به مجهول إلى صدام عسكري حقيقي، فقد حذر أكبر مسؤول روسي في مجال أمن المعلومات من أن تفاقم الصراع "الإلكتروني" مع الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تصعيد عسكري "في العالم الحقيقي" بين القوتين، حيث تعهد الجانبان بالرد على أي استفزازات.
ورغم نفي واشنطن وموسكو منذ فترة طويلة القيام بأنشطة إلكترونية خبيثة ضد بعضهما البعض، لكن مدير القيادة الإلكترونية الأميركية بول ناكاسوني أكد في تصريحات تليفزيونية أن الفرع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأميركية مسؤول عن سلسلة من الهجمات الإلكترونية ضد روسيا، وبعضها لدعم أوكرانيا في حربها، وهذا ما يجعل من الهجوم الإلكتروني ذير صراعات تنتقل من الأثير إلى أرض الواقع، بل وتهدد كُبرى الدول.