"نذير خطر".. هل أزمة السودان تهدد بنزوح أبنائه؟
"هل أزمة السودان تهدد بنزوح أبنائه؟"، سؤال يطرحه العديد من المسؤولين والخبراء في المجتمع الدولي والعربي، حيث تشهد الأزمة داخل السودان تحولًا غير مسبوقًا، فبسبب الاشتباكات بين قوات الجيش التي يراسها الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حيث فرار عشرات الآلاف، من بينهم سودانيون ومواطنون من بلدان مجاورة، مثل مصر وتشاد وجنوب السودان.
ورغم حالة عدم الاستقرار والظروف المعيشية الصعبة داخل البلدان التي يسعى السودانيون للنزوح إليها، إلَّا أنَّ تزايدًا في عمليات نزوح السودانيين مناطق متجاورة.
اتهامات متبادلة تؤجج الصراع
من جانبه قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية السابق، إن اتهامات متبادلة بين أطراف القتال فى السودان والتمثلان في "البرهان" و"حميدتي" تعطى انطباعا بأن الصراع فى السودان سوف يستمر لفترة ليست قصيرة لأن هناك تصميم من الطرفين على تحقيق الانتصار وهذا لن يحدث وبالتالى ضرورة التنبه بأن الأوضاع ستصل إلى درجة من الخطورة كبيرة خاصة على المستوى الإنساني للشعب السودانى.
وأضاف السفير محمد العرابي: "كل الجهود الدبلوماسية التى بذلت فشلت فى وقف القتال بين قوات الجيش السودانى وميليشا الدعم السريع فى احداث اى تقدم أو تحرك ايجابى وبالتالى نحن امام موقف خطير فالمدنيين يتعرضون لمحنة شائكة لن يتراجع فيها القتال الا بعد إنه اك القوى ثم يبد ء التفاوض للوصول إلى اتفاق يتم بمقتضاة وقف القتال".
وتابع وزير الخارجية السابق خلال تصريحات صجفية عن أزمة السودان، أن هناك تاثيرات سلبية عن ذلك منها حدوث عمليات نزوح من جانب السودانيين إلى مصر رغم وجود مشكلات نتيجة وقف الرحلات الجوية والطرق البرية غير امنة وبالتالى نحن امام كارثة قادمة فطالما كانت هناك دماء فان اى تفهمات ستكون صعبة وان كانت قد حدثت من قبل فى جنوب السودان ولكنها فى الغالب تكون اتفاقات هشة لذلك من الصعب التنبؤ بأى سيناريو قادم.
موجة نزوح وانتشار الاقتتال
وفقًا لخبراء ومحللين سياسيين، يشتد الاقتتال السوداني، لينبئ بانفجار الأوضاع في المنطقة بأكملها، وتأثر دول جوار السودان بموجة نزوح غير مسبوقة، فقد أبدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، خشيتها من أن تدفع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع لفرار ما يصل إلى 270 ألف شخص نحو تشاد وجنوب السودان.
ويعد السودانيون أكبر جالية أجنبية في مصر وبفارق كبير، ويقدر عددهم بنحو أربعة ملايين نسمة من بينهم نحو 60 ألف لاجئ وطالب لجوء.
هدنة بوساطة أمريكية
علق بدر الدين عبد الحكم، الخبير الاستراتيجي، على الهدنة القائمة في السودان حاليا والتي اُتفق عليها بوساطة أمريكية، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال عبد الحكم، خلال مداخله هاتفية عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، الثلاثاء، عن أزمة السودان إنه في الأسبوع الثاني من العمليات العسكرية أصبحت القوات المسلحة على مستوى العمليات هي المتفوقة على المستوى البر والمشاة، مضيفًا أن الجيش تحول من المرحة الأولى التصدي والصمود إلى المرحلة الثانية وهي تمشيط الأحياء.
الهدنة داخل السودان.. بين التزام وخرق
وتابع الخبير الاستراتيجي، أن القوات المسلحة متفوقة حتى الآن وجار تمشيط الأحياء، وكذلك ملتزمين بالهدنة، وعند النظر في الهدنات الثلاث السابقة كانت التزاما حقيقيا وصادقا؛ لأن هناك التزام دولي، خاصة وأن الحكومة ملتزمة أمام المجتمع الدولي، ولكن قوات الدعم السريع تنتهز هذه الفرص لجمع أطرافها.
لكن على منحى آخر يرى خبراء أن أن مستقبل الهدنة داخل السودان سيبدو ناجحًا إلى حد ما، وبخاصة أن التوجهات العالمية تدعم السلام وترفض اشتعال الأوضاع في المنطقة أو تصعيدها.