د.حماد عبدالله يكتب: ترتيب الشارع المصرى !!
ترتيب الشارع مثل ترتيب البيت أو ترتيب المدرسة أو المكتب - (ترتيب) أى إعادة وضع المكان إلى ما يجب أن يكون عليه حيث سيتم رؤيته من عيون غريبة عن أهل المكان - كحلول ضيوف على البيت أو مجىء عريس لخطبة الإبنة أو عائلة تستضيف عائلة أخرى على غذاء أو عشاء وتخاف العائلة المضيفة من أن يظهر شيىء فى البيت غير مرتب أو فى غير موضعه أو تظهر (لوحة) على الحائط غير معتدلة بالنسبة لخلفيتها أى (معووجة) - كل هذا يتم فى كل البيوت المصرية خاصة والعربية عامة أما البيت المصرى فنحن نتذكر أيام الأجازات الرسمية كالأعياد الدينية "فطر، وأضحى،وفصح،وعيد الميلاد المجيد" تقوم الأسر فى البيوت بنظافة زيادة، وغسيل الستائر، ورفع السجاجيد، وتنظيف الأسقف وأركان البيت ( بالزعافة ) – كما "تطلق عليها أمي الله يرحمها" – وحينما يكون اليوم جمعة – ياويل بعض الأسر المصرية – حينما – نسمع ضجيج نظافة السجاد ورفع المراتب من علي الأسرة – ووضع الألحفة في البلكونات، فاليوم الجمعة أي نظافة الإسبوع، هكذا البيوت المصرية، تبدأ يوم الأجازة مبكرًا "بالقلق"
وربما كالعادة فإن الموظف المصري الخارج من البيت المصري – قد أصابته نفس ( العادة ) حيث لا يتحرك الموظف المسئول في المحليات – نحو نظافة شارع أو ترتيب رصيف إلا في المواسم – والمواسم لدي الموظف العام – هي موسم زيارة الموظف الأكبر للموقع – أو للشارع – أو حلول ضيف من المركز أو المحافظة أو ربما من خارج البلاد – وهنا الموقف سوف يكون – إهتمام فوق العادة – وهذا ما حدث فى جامعة القاهرة – والمنطقة المحيطة بمناسبة تحديد الجامعة مقرًا أو منبرًا لإلقاء خطاب "أوباما" للعالم الإسلامى ،إلا وأن إتخذت سلطات الجامعة والمحافظة وبمعاونة كاملة من مجلس الوزراء – قرارًا بأن يعاد "ترتيب" البيت فى هذه المنطقة عادت ( ريما لعادتها القديمة ) – الكل آخذ ( المقشات والزعافات ) – وأدوات الطلاء، والتلميع، والتنفيض – وبدأ الجميع بالعمل – الذى بعده – سوف تعود الأشياء لطبيعتها، ولعل الأشجار التى تم زرعها – والزهور التى تم غرسها – هذه الأحياء من المزروعات تحتاج لرعاية مستمرة من الجامعة أو من هيئة تدريسها أو طلابها – خاصة أن جامعة القاهرة –تضم بين كلياتها – أقدم كلية زراعة في الشرق الأوسط، وهي اليوم بلا عمل - !! للأسف الشديد، فلتهتم الكلية بتلك الزراعات التي جائت تكريمًا لوجه الرئيس (أوباما) وكذلك الطرق والأسفلت والأرصفة الحديثة، يجب أن تخلق الجامعة "إليه" للحفاظ عليها – وكذلك علم مصر – رمز الأمة – والذي يرفرف علي قبة الجامعة – نرجوا أن تحافظ الجامعة علي نظافته، وتغييره كل ثلاث شهور – وهو الزمن الإفتراضي لقطعة قماش في ساري علي قبة الجامعة – تسمي علم الأمة – علم مصر وتحيا مصر حرة مستقلة!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
Hammad [email protected]