البابا تواضروس يصلي قداس "خميس العهد" في دير مارمينا بمريوط
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني قداس خميس العهد (الخميس الكبير) صباح اليوم في دير الشهيد مارمينا بمريوط، بالإسكندرية، بمشاركة نيافة الأنبا كيرلس آڤا مينا أسقف ورئيس الدير ومجمع رهبانه.
وبدأت الصلوات بصلاة باكر خميس العهد التي تشتمل على رفع بخور باكر، ثم باقي صلوات السواعي النهارية، تلاها صلاة اللقان، ثم القداس الإلهي، واختتمت الصلوات بصلاة الساعة الحادية عشرة من يوم الخميس.
وألقى قداسة البابا عظة القداس تحت عنوان "اجعلني شريكًا لنعمة أسرارك المحيية" ولفت خلالها إلى أن "خميس العهد" هو أحد الأعياد السيدية، والذي امتلأ بأحداث كثيرة في زمن السيد المسيح، حيث غسل الأرجل وأسس سر الإفخارستيا وصلى الصلاة الوداعية. وتناول قداسته قطعة من "صلاة الساعة التاسعة" بالأجبية، التي تشرح أسبوع البصخة وأحداث الصليب، من خلال:
١- "قدّس نفسي وأضئ فهمي"، والتي تُعبر عن أيام البصخة، وفيها نطلب من الله أن يُقدس النفس بالصلاة، وأن يضيء الفهم بالكتاب وكلمة الله.
٢- "اِجعلني شريكًا لنعمة أسرارك المحيية"، والتي تُعبر عن يوم "خمس العهد"، الذي أسّس فيه المسيح "سر الإفخارستيا"، الذي هو قوام الكنيسة وصلواتها، لأنه بممارسة سر التوبة وسر التناول يصير الإنسان عضوًا حيًّا في جسد المسيح، "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو ٦: ٥٦)، وهذا الجسد وهذا الدم الذي قُدم من أجل خلاص الإنسان هو ممتد في أثره عبر الزمان، ولذلك نطلب من الله قسطًا من النعمة في كل أيام العمر، ونطلب الشركة معه في أحداث هذا اليوم لكي نعيش بها من خلال صلاة القداس.
٣- "لكي ما إذا ذُقت من إحساناتك"، والتي تُعبر عن يوم "الجمعة العظيمة"، لأن إحسانات الصليب كثيرة، فهو يمنح خلاصًا وفداءً وقبولًا للتوبة وغفرانًا، ويمنح معونةً وتدبيرًا لحياة الإنسان وقوة، لذلك نطلب أن نتذوق هذه الإحسانات وعمل المسيح من أجل خلاص كل إنسان.
٤- "أُقدم لك تسبحة بغير فتور"، والتي تُعبر عن تسبحة "سبت النور"، والتي تجعل حياة الإنسان تسبحة على الأرض، وأفضل ما نقدمه لله تعبيرًا عن الشكر هو التسبحة، والتي تُمثل الشكل الرفيع للصلاة.
٥- "مشتاقًا إلى بهائك أفضل من كل شيء"، والتي تُعبر عن "أحد القيامة"، وفيها يشتاق قلب الإنسان إلى القيامة والتواجد في بهاء الله معه، "آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ" (رؤ ٢٢: ٢٠).
كما أوصى قداسته كل إنسان أن يقيم عهدًا جديدًا مع الله بدءًا من اليوم بقلب نقي، ويُكرر هذه الصلوات لأنها تُمثل روح أسبوع الآلام الذي يعيش معنا طوال العام.