تعرف على ما يحدث في ليلة القدر وماهي فضائل تلك الليلة؟
يخطر سؤال على بال الكثير من المسلمين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، حيث تسأل الناس عما يحدث في ليلة القدر، ومع اقتراب ليلة القدر وكثرة الدعاء فيها يزداد البحث عن هذا السؤال، وليلة القدر تعني المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهرٍ، والمقصود منها الاجتهاد في العبادة والاستزادة من عمل الخير من صلاة وزكاة واستغفار وقراءة للقرآن وطلب الرحمة من الله؛ لأنه يقبل في هذه الليلة ما لا يقبله في غيرها من الليالي، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويستغفرون لهم.
ولعظم فضل هذه الليلة أخفاها الله سبحانه وتعالى عن عباده وطلب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أن يتحروها في العشر الأواخر من رمضان؛ لِيَجِدَّ في طلبها، من أجل الحصول على مافيها من خير، وقال الله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۞ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾
وفيما يلي تستعرض لكم بوابة الفجر من خلال التقرير التالي ماذا يحدث في ليلة القدر، وماهي هي فضائل تلك الليلة.
ماذا يحدث في ليلة القدر؟
وتحدث الكثير من الأمور العظيمة في تلك الليلة منها:
نزول الملائكة
تنزُّل الملائكة وجبريل إلى الأرض في ليلة القدر، وليلة القدر هي من الليالي التي تتنزّل فيها الملائكة بالرحمة والخير من عند الله -تعالى-، وهم ينزلون على عباد الله الذاكرين له، والقائمين لعبادته؛ فيسلّمون عليهم، ويدعون لهم، فتحلّ عليهم البركات.
وينزل في مقدّمتهم الملك جبريل -عليه السلام-، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).
ولا تبقى بقعة في الأرض في هذه الليلة المباركة إلّا وفيها ملك نزل بأمرٍ من الله -تعالى- حتى تضيق الأرض بهم.
أقرأ أيضا.. شهر رمضان 2023.. تعرف على موعد الاعتكاف وماهي مدتة وأحكامة
وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى).
وقِيل في الحكمة من تنزُّلهم إنّه شرفٌ لهم بالنزول إلى الأرض؛ لزيارة العباد الذين أحبّهم الله -تعالى-، ونزول الملائكة إلى الأرض سببٌ لنَشر البركات، وحِفظ المؤمنين من كلّ سوء في أنحاء الأرض.
توزيع الأرزاق والآجال
وفي هذه الليلة يأمر الله -سبحانه وتعالى- الملائكة بكتابة مقادير الخلائق التي ستقع في العام نفسه، ونسخها في اللوح المحفوظ، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
كتَابة الأعمار
وتُكتَب في هذه الليلة مقادير الصحّة والمرض، والأمن والحرب، والغنى والفقر، والأرزاق، والأحوال جميعها، وكلّ ما أراده الله -سبحانه وتعالى- أن يقع في السنة، ولا يُعَدّ هذا عِلمًا بالغيب.
وقال -تعالى-: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، ولكن الله يُطلِع من شاء من خَلقه على ما يشاء من أمر غَيبه في السنة نفسها، ويُطلعهم عليه؛ ليُؤدّي كلّ مَلَك وظيفته من توزيعٍ للأرزاق، وقَبضٍ للأرواح، وغير ذلك من الوظائف التي أمرهم الله -سبحانه وتعالى بها.
انتشار السلام
ويَعُمّ السلام، والأمن، والأمان، والسكينة، في ليلة القدر، وقد وُصِفت ليلة القَدر بالسلام؛ لأنَّه لا يحدث فيها إلّا كلّ أمر فيه خَير وراحة للمؤمنين منذ غياب شمس هذا اليوم، حتى طلوع فجر اليوم التالي.
مغفرة الذنوب
وتُغفَر فيها ذنوب كلّ من قامها بإخلاصٍ لله -تعالى- دون رياء، أو رغبة منه في إشهار سُمعته بين الناس؛ فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
فضل ليلة القدر
وتُعَدّ ليلة القَدْر ليلةً من الليالي العظيمة المباركة في الإسلام؛ حيث اختصّها الله -سبحانه وتعالى- دون غيرها من الليالي بنزول القرآن الكريم فيها، وأنّ الأجر المُترتّب على العمل الصالح فيها ليس كالأجر المُترتّب على العمل الصالح في غيرها من الليالي، فالأجر فيها يكون مُضاعف، ويزيد العمل فيها عن عمل ألف شهر، وخير ما يؤدّيه المسلم فيها الاجتهاد في الطاعات والعبادات؛ من صلاةٍ، ودعاءٍ، وتسبيحٍ، وقراءة للقرآن، بالإضافة إلى أنّ قيام ليلة القَدْر أحد أسباب غفران الذنوب، ولكن وقت هذه الليلة غير مُحدَّد بليلةٍ مُعيَّنةٍ، وإنّما هي إحدى الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وقِيل إنّها تكون في الليالي الوتريّة من العشر الأواخر من رمضان.