العشر الأواخر من شهر رمضان.. قضاء نذر الاعتكاف في المسجد
أقترب شهر رمضان المبارك على الانتهاء، بعدما تساقطت أيامه واحدًا تلو الأخرى بعدما وصلنا إلى الثلث الأخير من الشهر الكريم وهي العشر الأواخر الذي يفصلنا عنها أيام قليلة.
ويعد الاعتكاف من أفضل الأعمال الصالحة في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، في الوقت الذي يزداد فيها بحث العديد من المسلمين حول شروط الاعتكاف وشروط المساجد التي تصلح لذلك.
وتستعرض بوابة "الفجر" الإلكترونية في هذا التقرير كل المعلومات حول نذر الاعتكاف في مسجد محدد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان.
قضاء نذر الاعتكاف في مسجد محدد
من نذر الاعتكاف في المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى وجب عليه الوفاء بنذره في المسجد الذي عينه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرجال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا" أما إذا نذر الاعتكاف في غير هذه المساجد الثلاثة فلا يجب عليه الاعتكاف في المسجد الذي عينه، وعليه أن يعتكف في أي مسجد شاء، لان الله تعالى لم يجعل لعبادته مكانا معينًا؛ ولإنه لا فضل لمسجد من المساجد على مسجد آخر إلا المساجد الثلاثة.
وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة"، وإن نذر الاعتكاف في المسجد النبوي جاز له أن يعتكف في المسجد الحرام لإنه أفضل منه.
رأي الفقهاء في المسجد الذي ينعقد فيه الاعتكاف
أختلف العديد من الفقهاء حول المسجد الذي يصح الاعتكاف فيه، فذهب أبو حنيفة واحمد وإسحاق وأبو ثور إلى أنه يصح في كل مسجد يصلى فيها الصلوات الخمس وتقام فيه الجماعة، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل مسجد له مؤذن وإمام فالاعتكاف فيه يصلح ".
في الوقت الذي ذهب مالك والشافعي وداود، إلى أنه يصح في كل مسجد لإنه لم يصح في تخصيص بعض المساجد شئ صريح، وقالت الشافعية الافضل أن يكون الاعتكاف في المسجد الجامع، لان الرسول صلى الله عليه وسلم اعتكف في المسجد الجامع، ولان الجماعة في صلواته أكثر، ولا يعتكف في غيره إذا تخلل وقت الاعتكاف صلاة جمعة حتى لا تفوته.