تعرف على القوس الأثري بدير أبو مقار

يعتبر دير القديس الأنبا مقار ببرية شيهيت بوادى النطرون أحد أشهر وأقدم الأديرة القبطية فلم يعرف على وجه التحديد تاريخ تأسيسه ولكن الحياة الرهبانية بدأت فيه فى الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادى.

وتبلغ مساحة دير أبو مقار الإجمالية نحو 11.34 كيلومترًا شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي على سبع كنائس، وملحق بالدير متحف صغير ومشفى ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.

وعندما يدخل الزائر لدير الأنبا مقار الأثرى بوادى النطرون، من بوابة الدير، فإنه يجد أمامه وهو نازل لمنطقة الكنائس الأثرية، سلم يقع فى منتصفه قوس أثرى كبير مبنى بالطوب الأحمر. هذا القوس أُقيم غالبا في زمن "البابا بنيامين الأول" البطريرك ٣٨ (٦٢٠م) في منتصف القرن السابع، ليكون الواجهة الرئيسيةَ لمدخل الدير، حتى القرن التاسع الميلادى تقريبًا.
اكتشف هذا القوس خلال عمليات التعمير الكبيرة التى قام بها "القمص متى المسكين" وأبنائه فى الدير، عقب إرسالهم له عام ١٩٦٩م فى عهد "قداسة البابا كيرلس السادس" حلًا لأزمة تركهم لديرهم (السريان) وإقامتهم لسنوات فى صحراء وادى الريان بالفيوم.

للأسف خلال هذا التطوير تم هدم السور الأثرى للدير بدلًا من ترميمه، لكن أثناء إزالته عثر على هذا القوس الجميل مدفونًا داخله. وكان السور القديم مكون من عدة طبقات متلاصقة أُضيفت الواحدة تلو الأخرى على مر الزمن للتدعيم، نظرًا لتصدعه بسبب إقامة دورات المياه إلى جواره مباشرة‏.‏
بعد اكتشاف القوس تم تفريغ الحجارة من داخله (فقد كان مسدودًا) ومن حوله، وخوفًا من إنهياره قام الرهبان على مدى ستة أشهر، بدعمه بطبقة حاملة من الخرسانة المسلحة من أسفل ومن أعلى ومن الاجناب، مع إضافة كتفين من الحجر.