رمضان 2023.. تعرف على أسباب العصبية والقلق في الشهر الكريم
يفترض أن يكون شهر الصيام كما شرعه الدين شهرًا لتهدئة النفوس وزيادة الألفة بين البشر، والابتعاد عن العصبية والانفعال وكل ما يؤدي إلى المشاحنة والبغضاء، ولكن عند كثير من الأشخاص في مجتمعاتنا يكون الأمر عكسيًا؛ فيزداد لديهم في شهر رمضان معدل التوتر والعصبية، وما ينجم عنها من خلافات وأحيانًا مشاجرات خصوصًا في الفترة التي تسبق الإفطار.
فعلى الرغم من أن الصيام في شهر رمضان المبارك يتميز بالعديد من المزايا التي تساعد الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق والأرق، وتساهم في إيصالهم إلى حالة من الهدوء، إلا أن هناك بعض الدراسات والتقارير التي أجريت في بعض مجتمعاتنا العربية، التي تشير إلى ازدياد معدل الإصابات، والقضايا الجنائية الناجمة عن مشاجرات في شهر رمضان، وخصوصًا في الأيام الأولى من شهر رمضان، لهذا يجب علينا معرفة اسباب العصبيه الزائدة في رمضان لتجنبها.
وتنشر بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية أسباب العصبية في رمضان وطرق التخلص منها.
أسباب العصبية في رمضان
هناك أسباب عديدة للعصبية والانفعال في أثناء الصيام خلال شهر رمضان المبارك، منها ما يلي:
نقص الماء خلال الصيام
تشير دراسات عديدة إلى دور الماء في عمل الدماغ، حيث يشكل الماء 75 % من مجمل تكوين الدماغ، وقد يكون نقص الماء الشديد الذي يمكن أن يحصل لدى البعض خلال الصيام مسؤولًا عن اضطراب وظائف الخلايا الدماغية، وزيادة العصبية، والانفعال، والتوتر، وضعف التركيز، وقد يحدث أحيانًا في الحالات الشديدة بعض الهلوسة، كما أشارت الدراسات إلى قيام الدماغ بإفراز مواد معينة كرد فعل على نقص الماء الحاصل، ويبدو أن هذه المواد لها دور في زيادة التوتر والعصبية.
نقص الغلوكوز خلال الصيام
ثبت علميًا اعتماد الدماغ بشكل تام على الغلوكوز في حصوله على الطاقة على عكس غيره من الأنسجة، وأن أي نقص في مستويات غلوكوز الدم سينعكس أولًا على الدماغ، وقد يكون من أسباب العصبية الزائدة، كما تشير إحدى الدراسات اليابانية إلى الإرتباط بين نقص الغلوكوز في الدم وتزايد حالات العصبية والانفعال.
الانقطاع عن التدخين
إن الانقطاع المفاجئ عن التدخين في رمضان وخصوصًا لدى الأشخاص المعتادين على التدخين بكثرة، يؤدي إلى حدوث أعراض تسمى أعراض انسحابية، وهي تشمل كل من الأعراض النفسية كالاكتئاب، والأعراض العصبية كالتوتر العصبي والانفعال، وقد بينت دراسات عدة العلاقة بين الانقطاع المفاجئ عن التدخين وزيادة أعراض التوتر والعصبية في رمضان، حيث وجد أن النسبة الأعلى من الذين يعانون من العصبية في رمضان كانوا من الأشخاص المدخنين.
الانقطاع عن المنبهات
يشكل الانقطاع المفاجئ عن تناول المنبهات كالقهوة والشاي عند بعض الأشخاص المدمنين عليها عاملًا مؤثرًا في زيادة حالة التوتر والعصبية لديهم في رمضان، حيث قد بحثت إحدى الدراسات في العلاقة بين النقص المفاجئ لنسبة الكافيين في الدم خلال الصيام وشدة العصبية عند بعض الأشخاص الذين يكثرون عادة من تناول المنبهات، وذلك من خلال استخدام جهاز يقيس معدل التحفيز السلبي للدماغ يتم تركيبه على رأس الشخص ويبقى معه طوال الوقت.
وعندما يتعرض المريض لموقف يثير العصبية، فإن الجهاز يقيس شدة التحفيز السلبي أي شدة العصبية، ويتم ربطها مع نسبة الكافيين الموجودة في الدم، وكانت الخلاصة تشير إلى وجود ارتباط عكسي بين شدة العصبية ونسبة الكافيين في الدم، أي أنه كلما كانت نسبة الكافيين في الدم أقل كلما كانت شدة العصبية أكثر.
اضطراب عادات النوم في رمضان
تشير الدراسات إلى أن اضطراب عادات النوم في رمضان لدى بعض الأشخاص يؤثر على الساعة البيولوجية الطبيعية لديهم، مما يؤثر سلبًا على المزاج والحالة النفسية، فتصبح لديهم حالة من التوتر والعصبية.
نصائح للتغلب على العصبية في رمضان
هناك العديد من النصائح التي من شأنها المساعدة في السيطرة على العصبية والانفعال في شهر رمضان منها:
إدراك جوهر الصوم
يعد الصوم فرصة ثمينة لضبط النفس، وتعويدها على السكينة والهدوء، وحب الآخرين واستيعابهم، وليس العكس الذي قد يحدث نتيجة ردود الافعال العصبية التي قد تؤدي لإفساد الصوم والغاية المرجوة منه، حيث يجب التركيز على استغلال شهر رمضان في الخير والطاعة.
قراءة بعض القصص القرآنية الملهمة
تعتبر القصص القرآنية مصدر إلهام لمساعدتنا في مواجهة أصعب تحديات الحياة، وقراءة بعض من هذه القصص تساعد في تنمية النظرة الإيجابية للتعامل مع المشاكل بشجاعة وصبر.
الإكثار من ذكر الله والدعاء بتضرع
يساهم الذكر في حل المشاكل وتخفيف التوتر والقلق، حيث وعد الله من يدعوه بالإجابة، لذا ينبغي على كل مسلم التأدب مع الله وطلب المساعدة والعون منه.
ممارسة بعض الهوايات
تعد واحدة من أفضل الطرق لتزويد الشخص بالشعور بالرضا عن نفسه هي أن يكون شخصًا مبدعًا، فالقيام بممارسة بعض الهوايات أو الحرف والفنون تساهم في صرف الانتباه عن المشاعر المتهيجة، وتساعد في تخفيف الشعور بالغضب.
التنفس بعمق
يجب على الشخص في حال شعر بالتوتر محاولة التنفس بعمق والحصول على وقت للاسترخاء، فقد وجدت الدراسات أن التنفس العميق والاسترخاء المباشر لهما دور كبير في التخفيف من الأفكار والمشاعر السلبية وحالة التوتر والعصبية.
ممارسة تمارين اليوجا
أثبتت دراسات على مستوى العالم أن الاستعانة بتمارين اليوجا هي من أنجح طرق العلاج النفسي، حيث تقوم بإعطاء راحة للجسد، وهدوء في النفس، وتأمل فكري وروحي عميق، وكل ذلك من شأنه أن يخفف كثيرًا من حالة التوتر والعصبية لدى الإنسان، كما يساعده على أن يصبح أكثر إيجابية مع الآخرين.
ممارسة التمارين الرياضية
تشير الدراسات الحديثة إلى أن ممارسة الرياضة تساهم في تخفيف التوتر، وتعزيز النوم الصحي.
الحصول على قسط كافٍ من النوم
لقد وجدت الدراسات أن النوم الكافي يساهم في تعزيز عمل الدماغ، والتخفيف من التوتر والعصبية.
اتباع نظام غذائي صحي
حيث وجدت دراسة حديثة أن الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن، وكذلك الالتزام بمواعيد الوجبات يقللان من حالة التوتر والعصبية.