تعهدت حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة في وقت سابق بمواصلة توسيع مستوطنات الضفة الغربية التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي
أسرار زيارة "أوستن" لتل أبيب وتصاعد العنف بالضفة
بعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر، اشتعلت خلالها نيران الحرب بين حركات المقاومة الفلسطينية وقوات أمن وجيش الاحتلال والتي سقط خلالها 76 فلسطينيا، و12 مستوطن وشرطي على الجانب الاخر، بحسب إحصاء لوكالة فرانس برس أستند إلى مصادر رسمية من الطرفين.
تأتي زيارة "لويد أوستن" وزير الدفاع الأمريكي وسط تصاعد أعمال العنف لتؤكد على التزام واشنطن الصارم بأمن دولة الاحتلال، على الرغم من معارضة واشنطن ما تسميه أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الفوضى الأمنية، بما في ذلك التوسع الاستيطاني والخطاب التحريضي.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره "يوآف جالانت"، قال أوستن إن التزامه بأمن إسرائيل "صارم من حديد"، لكن الولايات المتحدة ظلت "تعارض بشدة أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن،".
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي خلال زيارة قصيرة لتل أبيب ، في الوقت الذي قتلت فيه الشرطة الإسرائيلية ثلاثة نشطاء فلسطينيين مشتبه بهم في الضفة الغربية وأطلق مسلح من حماس النار على ثلاثة مستوطنين وأصابهم في شارع "ديزنجوف" الحيوي في تل أبيب.
استمرار الاحتجاجات وتحذيرات رئاسية من "نقطة اللاعودة"
وتعطلت زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل بسبب المظاهرات المستمرة ضد الإصلاحات القانونية التي يقترحها نتنياهو. يوم الخميس، قام آلاف المتظاهرين الإسرائيليين بإغلاق الطرق داخل مطار بن غوريون وما حوله، بالقرب من تل أبيب، مما أدى إلى تغيير مكان محادثات أوستن في اللحظة الأخيرة.
ونظم معارضو خطط الإصلاح تسعة أسابيع متتالية من الاحتجاجات التي من شأنها أن تمنح الحكومة نفوذا أكبر في اختيار القضاة وتحد من سلطة المحكمة العليا في إلغاء التشريعات.
وحذر "إسحق هرتسوغ " رئيس دولة الاحتلال، في خطاب تلفزيوني من أن الكيان المحتل وصل إلى "نقطة اللاعودة" ودعا الحكومة الائتلافية إلى إعادة النظر في التشريع المقترح، الذي يعتبر قوة تدعم الأحزاب القومية والدينية، قائلاً" ما يحدث أمر خاطئ، ويقوض أسسنا الديمقراطية ويجب استبداله بمخطط اخر لحماية الدولة، وذلك حسبما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وقبل ساعات قليلة من وصول "أوستن"، وبحسب بيان جيش الاحتلال شنت القوات الحدودية وقوات الأمن بشن هجوم وحملة اعتقالات على قرية "جبع" بجنين، وسقط خلالها اثنان من المطلوبين، وهما أحمد فشافشة وسفيان فاخوري من عناصر الجهاد الإسلامي، إضافة إلى نايف أحمد ملايشة، الذي أفرج عنه الشهر السابق على خلفية نشاط عسكري.
كما أدت غارة لجيش الاحتلال على جنين الثلاثاء الماضي لمقتل ستة فلسطينيين من بينهم منفذ هجوم أودى بإسرائيليين اثنين في نهاية فبراير، وثلاثة مقاتلين آخرين على الأقل قتلوا خلال عملية للجيش في شمال الضفة الغربية، وفي وقت لاحق من يوم الخميس، أدى إطلاق نار في تل أبيب على يد أحد أعضاء حركة حماس إلى إصابة ثلاثة أشخاص،
يأتي ذلك التصعيد بعد أن تعهدت حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة في وقت سابق بمواصلة توسيع مستوطنات الضفة الغربية التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.