أكاديمي بجامعة عدن لـ "الفجر": الحوثي استغل الهدن لإعادة تموضعه وتخزين السلاح.. وهذا هو الحل للأزمة اليمنية (حوار)
◄ استمرار الحوثي بالتنصل من التزاماته يعني بقاء فتيل الحرب ومزيدا من المعاناة
◄ ما يحدث في الجنوب العربي شيء مؤلم منذ ربع قرن من الزمن على مسمع ومرأى العالم
◄الحوثي امتداد طويل لتاريخ من التنصلات بوجه حديث ومعاصر
◄حزب الإصلاح أفسد فعلا الحياة في اليمن
◄مصير الجنوب العربي واضح وضوح الشمس “استعادة دولته”
قال الدكتور صالح علي حسن القطوي عضو هيئة التدريس بجامعة عدن، إن استمرار الحوثي بالتنصل من التزاماته يعني بقاء فتيل الحرب ومزيدا من المعاناة ومزيدًا من المؤامرات التي لا تصب لا في صالح الشعب اليمني ولا في صالح المنطقة وشعوبنا العربية.
وأضاف القطوي في حوار خاص لـ "الفجر"، بأن ما يحدث في الجنوب العربي أو ما كان يعرف ب" ج. ي. د. ش" شيء مؤلم، منذ ربع قرن من الزمن، على مسمع ومرأى العالم، وكأن دولتنا وشعبنا نسيا منسيا.
وإليكم نص الحوار:-
◄ما زال الحوثي يواصل خروقاته.. كيف قضى الحوثي على سبل السلام باليمن؟
أولا لولا جنون هذه المليشيات الطائفية والإرهابية ما كان “اليمن” بهذه الوضعية المؤلمة، ولكان في غنى عن “ثمان سنوات” من الحرب والدمار والعنف والقتل والتنكيل فهذه المليشيات لا تجيد صنع السلام ولا تريد سبله بأي وجه كان، لا في الداخل اليمني ولا في الخارج مع الأشقاء ودول الجوار.
فالحوثي منذ زمن بعيد يلعب لعبته بدعم خارجي وما زال يمارس اللعبة نفسها بدليل خروقاته المتواصلة التي تقوض كل سبل السلام التي سعت دول التحالف العربي وممثلو الأمم المتحدة لأجل إرسائه.
وتعنت هذه المليشيات يعني تفويت السلام لأن السلام بالنسبة له سيشكل لها عزلة في الداخل والخارج وعودة الحوثي إلى وضعه الطبيعي كمجاعة أو حزب ولذلك لا يفكر في صنع السلام، بقدر ما يفكر في استمرار الحرب، فهي الشريان الذي يتغذى منه وتمده بالحياة والبقاء على الأرض.
◄تنصل الحوثي من الهدن يكشف الوجه المراوغ للميليشيات.. فهل يملك الحوثي قراره؟
الحوثي امتداد طويل لتاريخ من التنصلات بوجه حديث ومعاصر والسبب طبيعة المعتقد المذهبي الشيعي السلالي، القائم على التقية وجملة من الكذب والمراوغات التي تمكنه من وئد “الهدن” في الميدان، وكل أوجه الحوارات التي دارت هنا وهناك والسبب أنه ربيب تلك الأفكار والمعتقدات المريضة وأداة تحركها أجندات خارجية إقليمية ودولية لزعزعة الأمن في المنطقة وابتزاز حكوماتها، فإيران من جهة وتوطؤ الغرب والأمم المتحدة من جهة أخرى.
ومن ثم فهو لا يملك لا قراره لا في الميدان والهدن التي قدمت له ولا يريد أن يدخل في حوار صريح وواضح إلا متى ما رضت عنه تلك القوى التي يستمد منها سياسته وتعاملاته مع الآخرين فكيف لو ملك القوة والقرار ؟! ربما لجعل من اليمن والخليج وباب المندب جحيما يصعب التعايش معه.
◄استمرار مليشيات الحوثي في التنصل من تنفيذ التزاماتها يقوض الهدنة.. كيف استغلت المليشيات الحوثية الهدن المنعقدة باليمن؟
استمرار الحوثي بالتنصل من التزاماته يعني بقاء فتيل الحرب، ومزيدا من المعاناة ومزيدا من المؤامرات التي لا تصب لا في صالح الشعب اليمني ولا في صالح المنطقة وشعوبنا العربية وقد رأينا على مدى السنوات الماضية تلكؤ الحوثي في حواراته وتصريحاته حبا في الحرب لا في صنع السلام وحبا في زرع الألغام لا في خلق الوئام.
كما استغلت هذه المليشيات الحوثية “لتهريب السلاح وتخزينه، وإعادة تموضعها السياسي والميداني، وفرض شروطها ذات الصلة بتهديد المنطقة” ومقايضتها بأسلوب ليئم ولشكل مراوغ، واستغلال التعاطف الإقليمي والدولي لصالحها سواء بسبب الوضع الإنساني في المناطق المسيطرة عليها أو خارجها والسبب أنها لا تريد السلام إلا متى ما أذن لها أسيادها في الخارج.
◄ماذا يحدث في جنوب اليمن.. وما مصير القضية الجنوبية؟
ما يحدث في الجنوب العربي أو ما كان يعرف بـ" ج. ي. د. ش شيء مؤلم، منذ ربع قرن من الزمن، على مسمع ومرأى العالم، وكأن دولتنا وشعبنا نسيا منسيا فزادت معاناة الشعب الجنوبي أضعافا مضاعفة.
والأسباب في نشوء هذه الأوضاع المتردية في الجنوب كثيرة، منها العقلية اليمنية ممثلة بحكوماتها السابقة والحالية التي تنظر للجنوب كـ "غنيمة وفيد ومائدة" نزل لهم من السماء مع موائد بني إسرائيل، فلا هي نظرت للوحدة بعين الإخاء ولا تركت رحمة الله تنزل بفك الارتباط، والسبب السياسة الخارجية والإقليمية التي تريد محو أي أثر للدول الصديقة لما كان يعرف بالاتحاد السوفتي سابقا، برغم ما قدمه شعبنا الجنوبي من التضحيات في سبيل إرساء سبل الأمن والسلام في باب المندب والمنطقة المطلة القرن الأفريقي وبحر العرب والخليج.
كما تظل القضية الجنوبية “محور” الصراع ومحل الحل والربط وبدونها لن تستقر المنطقة على الزمن القريب والبعيد، فنحن دولة بمواثيق الجامعة العربية والأمم المتحدة وإن تغاضى العالم عن قضيتنا.
أما عن مصير الجنوب العربي واضح وضوح الشمس “استعادة دولته” مهما كلفه الزمن من جهد وتضحيات، لن يسفط حق بالتقادم ولا ضاع حق وراءه مطالب ولن يجرب المجرب مع الشمال تحت أي مسمى والمؤشرات على مصيره في انتزاع الحرية وفك الارتباط كثيرة منها وقوف دول التحالف العربي إلى جوارنا، ووقوفنا إلى جوارها في دحر مليشيات الحوثي قبل أن تمكن إيران نفسها في السيطرة على الجنوب والشريط الساحلي الممتد من الخليج العربي مرورا ببحرب والعرب وباب المندب وحوض البحر الأحمر، ثم التضحيات التي قدمها شعبنا.
وكذلك التوافقات الداخلية “التصالح والتسامح” فيما بين جميع كتل الطيف الجنوبي الجنوبي، ثم تأسيس المجلس الانتقالي بقيادة الشخصية الوطنية البارزة المناضل عيدروس بن قاسم الزبيدي نحن شعب لنا “علم ودولة”، رفعنا علمها خلال سنوات من النضال ولم يبق أمامنا سوى "فك الاتباط وإعلان الدولة بالتوافق مع تلك الدول التي ينبغي أن تحترم شعبنا وحريته وتلتزم بتعهداتها في السر والعلن، ولا رجعة عن تقرير المصير.
◄كيف أفسد " حزب الإصلاح " الحياة.. وكيف خدم الإخوان الأجندات التى تريد الدمار لليمن؟
أولا ما يعرف بحزب التجمع اليمني للإصلاح من الصعب أن نطلق عليه “حزب” لأنه في حقيقة الأمر “كأصبع في كف أشل” وهو لا يقل خطورة عن أي حزب يمني أو إخواني في أي دولة.
وقد رأينا وشاهدنا كم قدمت مصر من تضحيات بسبب تلك النتوءات التي دربتها وخلفتها جماعة الإخوان في جسد الشعب المصري والأمة والجماعة لأن الإسلام دين واحد لا أحزاب وجماعات وأرباب متفرقة.
وقد أفسد حزب الإصلاح فعلا الحياة في اليمن بشطريه، لا أقول الحياة المعيشية فحسب وإنما الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية "فظاهره الرحمة ومن قبله العذاب"، ولم يعرف الجنوب العربي في تاريخه الطويل مجازر دموية كتلك التي تبنتها هذه الجماعة بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وبطرق جبانة وباردة، ومثله بقية جماعات وأحزاب الشمالولو عدنا إلى الوراء قليلا لرأينا أن هذه الأحزاب كيف تكونت تحت مسميات تابعة وقبلية وكيف تعاملت مع مشاهد الحياة السياسية في الداخل والخارج.
◄ما هو حل الأزمة اليمنية بعد أكثر من ٨ سنوات على الحرب؟
عودة الجنوب العربي إلى ما قبل عام تسعين، وإلى حاضنته العربية وسيادته على أرضه وبلاده، فلو عاد الجنوب العربي إلى وضعه الطبيعي انتهت الأزمة، فاليمن الشمالي لقياداته وشعبه لا يملك من “الدار الجنوبي” ذرة واحدة.