رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجري محادثات يصفه بالـ “بناءة” في إيران
لعبة العقوبات الغربية وتقدم البرنامج النووي الإيراني (تقرير)
عقب زيارة "رافائيل جروسي" رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران وسط جمود في المفاوضات بشأن إحياء اتفاق النووي الإيراني 2015، والتي وصفها المحللون بالمناقشات البناءة.
والتي جاءت بعد نشر وكالة فرانس برس تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، يؤكد اكتشاف جزيئات اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إل 83.7% – وهذة النسبة تقارب 90% لإنتاج قنبلة ذرية – في مفاعل "فوردو" ثاني أكبر المحطات النووية الإيرانية الغير معلن عنها.
وجاء هذا الاكتشاف بعد أن أدخلت إيران تعديل جوهري علي الربط بين مجموعتي أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، دون إعلان ذلك للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أهداف الزيارة غير المعلنة
وكان في استقبال "جروسي" أمس الجمعة في مطار مهر آباد الدولي" بهروز كمالوندي" المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والتقى في وقت لاحق برئيس الوكالة.
وقال "جروسي" عقب لقاءة "محمد سلامي" رئيس الوكالة الدولية خلال مؤتمر صحفي، إنه من خلال إجراء مناقشات بناءة والتوصل إلى اتفاقات جيدة سنمهد الطريق لاتفاقيات مهمة”.
وكشف مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس إن "جروسي" سيلتقي بالرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" خلال زيارته لإعادة إطلاق الحوار حول النشاط النووي الإيراني وإعادة ضبط العلاقة على أعلى المستويات، مؤكدا أن الزيارة الهدف منها كان تأمين مزيد من الوصول والتوغل داخل مفاعل فوردو ومزيد من عمليات التفتيش.
نفي إيراني وتحذيرات فرنسية من قدرات طهران النووية
وتنفي طهران رغبتها في امتلاك أسلحة نووية، حيث أكد "ٍسلامي" أن طهران لم تقم بأي محاولة لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تتجاوز 60%، مؤكدًا أن نسب التخصيب التي جاءت بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ربما تكون تقلبات غير مقصودة وأحدثت تلك النسبة أثناء عملية التخصيب.
وعقب "محمد سلامي" قائلًا:" أطالب الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي بالوفاء بالتزاماتهم الموجبة بخطة العمل الشاملة المشتركة لإعادة إحياء الاتفاق النووي وعدم التركيز فقط على التزامات إيران".
وحذرت فرنسا، إحدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، من التطور الجديد لبرنامج النووي الإيراني مؤكدة أن التطور "غير مسبوق وخطير للغاية"، وذلك حسب تصريحات "ان كلير لوجندر" المتحدث باسم الخارجية الفرنسية.
جدير بالذكر أن القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني، بما في ذلك حد التخصيب بنسبة 3.67% لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.
وفي نوفمبر الماضي، انتقدت الدول الغربية إيران لعدم تعاونها بعد العثور على آثار لليورانيوم المخصب في ثلاثة مواقع غير معلنة، وكانت آخر مرة زار فيها "جروسي" إيران في مارس من العام الماضي، في رحلة ركزت على تلك المواقع، ويُنظر إلى زيارة جروسي الأخيرة في إيران على أنها مؤشر آخر على إمكانية اتباع نهج قائم على الحوار لحل الأزمة النووية.
واعتمادًا على نتيجة رحلة جروسي ستقرر الولايات المتحدة، وكذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ما إذا كانت ستقدم مشروع قرار يفرض رقابة على إيران إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي من المقرر أن يجتمع الأسبوع المقبل في فيينا.
وانسحبت الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق في عام 2018 في عهد "دونالد ترامب" وأعادت فرض العقوبات، مما دفع إيران إلى تعليق تنفيذ التزاماتها، وبدأت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق في عام 2021 لكنها توقفت منذ العام الماضي.