المطران عطا الله حنا: الصوم ليس فقط انقطاعا عن الطعام أو الشراب
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم في كنيسة القيامة وفدا من الزوار والحجاج الأرثوذكس الذين يزورون الاراضي المقدسة في هذه الايام حيث رحب بزيارتهم وقدم لهم التهنئة بمناسبة حلول الصوم الاربعيني المقدس، الذى بدأ أمس،ليتقبل الله صومنا وأدعيتنا وصلواتنا الحارة في هذا الموسم الشريف المقدس.
وقال إن الصوم هو ليس فقط انقطاعا عن الطعام أو عن الشراب فالانقطاع هو جانب مهم من جوانب الصوم ولكنه يجب أن يكون مقرونا بالرحمة والمحبة والعودة إلى الأحضان الإلهية.
نقول دوما بأن الله محبة وكيف يمكن أن يتقبل الرب الإله صلواتنا وأدعيتنا وأصوامنا إذا لم تكن مقرونة بالمحبة الحقيقية، والمحبة ليست مقرونة أو مشروطة في المسيحية فنحن نحب كل إنسان ونتمنى الخير لكل إنسان بما في ذلك الضالين والخاطئين والذين ندعو من أجل رشدهم وهدايتهم وعودتهم إلى الطريق القويم.
الكراهية والعنصرية ليست من أدبياتنا فايماننا يعلمنا التسامح واحترام الآخر حتى وإن اختلفنا معه في الدين أو المعتقد أو الخلفية الثقافية، وأن احترام الآخر ومحبته لا يعني القبول بما ينادي به، فنحن نحترم الإنسان كإنسان لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله ولا يمكننا ان نقبل بأي انحراف أو أخطاء أو تجاوزات أيا كان شكلها.
القديس بايسيوس كان دائما يقول بأن الخاطىء هو ابننا، أما الخطيئة فهي عدونا فنحن نقبل الإنسان الخاطىء ولكننا لا نقبل الخطيئة والمعاصي بكافة أشكالها وألوانها.
في هذه الأرض المقدسة التي أتيتم إليها من أجل الحجيج والصلاة في أماكنها المقدسة هنالك مظالم يتعرض لها شعبنا الفلسطيني ونطلب منكم أن تصلوا من أجل هذا الشعب ومن أجل أن تتحقق العدالة في هذه الأرض فأرض السلام متعطشة للعدالة والتي بدونها لا يمكن أن ينعم الإنسان بالسلام الحقيقي.
القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وهي مدينة لها خصوصيتها وما تتميز به وهي مدينة تختلف عن أية مدينة أخرى في هذا العالم ولكن في القدس هنالك احتلال وظلم واستهداف للفلسطينيين المسيحيين والمسلمين وهنالك تآمر على الحضور الفلسطيني في هذه البقعة المقدسة من العالم.
المسيحية تحثنا على أن نكون إلى جانب كل إنسان مظلوم ومتألم في هذا العالم ولذلك وجب علينا جميعا أن نكون مع الشعب الفلسطيني ومع كافة الشعوب المقهورة والمظلومة التي تعاني من الحروب والعنصرية والعنف.
نرفض مظاهر العنف والإرهاب والقتل، فالإنسان خُلق لا لكي يكون قاتلا بل لكي يكون فاعلا للخير، علموا أبناءكم أن يكونوا دائما فعلة خير في هذا العالم ورسالتنا اليكم وأنتم تزورون مدينة القدس بأن أحبوا بعضكم بعضا ودافعوا عن القدس وعن فلسطين الأرض المقدسة ونادوا بأن تتحقق العدالة المغيبة في هذه البقعة المقدسة من العالم.
قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن أهدافها ورسالتها ومضامينها كما ومجيب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.