فضائل ليلة النصف من شعبان
يعد شهر شعبان شهر عظيم، ويبادر المسلمين في هذا الشهر بالعبادة، ولكن هناك مفاهيم خاطئة لدى بعض المسلمين حول هذا الشهر تستعرضها بوابة الفجر الإلكترونية فيما يلي.
أحاديث لا تثبت في ليلة النصف
وردت بعض الأحاديث ولكنها لم تثبت في ليلة النصف من شهر شعبان، ومن هذه الأحاديث الآتي:
• «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها».
• «يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة».
• «من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشرونه».
• «من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه في يوم تموت القلوب».
هل ليلة النصف من شعبان هي الليلة المباركة في الدخان؟
يعتقد بعض الناس أن الليلة المذكورة في الآية: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ»، هي ليلة النصف من شعبان، وهذا خطأ، وقد دل القرآن الكريم على أنّ نزول القرآن كان في ليلة القدر، قال تعالى «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، وليلة القدر ليست في شعبان، وإنما في رمضان، لقوله تعالى «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ».
آراء في حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة
من السلف –كما ذكر ابن تيمية والهيتمي – من كان يعظم ليلة النصف من شعبان، ويجتهد فيها، ومنهم من نهى عن ذلك، قال الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى:" وأما الصَّلَاةِ الْمَخْصُوصَةِ لَيْلَتهَا – ليلة النصف - وَقَدْ عَلِمْت أَنَّهَا بِدْعَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ يُمْنَعُ مِنْهَا فَاعِلُهَا، وَإِنْ جَاءَ أَنَّ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَمَكْحُولٍ وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَلُقْمَانَ وَغَيْرِهِمْ يُعَظِّمُونَهَا وَيَجْتَهِدُونَ فِيهَا بِالْعِبَادَةِ، وَعَنْهُمْ أَخَذَ النَّاسُ مَا ابْتَدَعُوهُ فِيهَا وَلَمْ يَسْتَنِدُوا فِي ذَلِكَ لِدَلِيلٍ صَحِيحٍ وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ أَنَّهُمْ إنَّمَا اسْتَنَدُوا بِآثَارٍ إسْرَائِيلِيَّةٍ وَمِنْ ثَمَّ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَكْثَرُ عُلَمَاء الْحِجَازِ كَعَطَاءٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَفُقَهَاء الْمَدِينَة وَهُوَ قَوْلُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ قَالُوا: وَذَلِكَ كُلُّهُ بِدْعَةٌ؛ إذْ لَمْ يَثْبُت فِيهَا شَيْءٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ".
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الأمر المحدث، والمحدث ما لا دليل فيه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» رواه البخاري ومسلم.
فلا يشرع أن يخص المرء ليلة النصف من شعبان بصلاة وقيام، ولا يومها بصيام، ففرق بين فعل العبادة، وبين تخصيصها بزمان أو مكان، قال رسولنا عليه الصلاة والسلام مؤصلا ذلك: «لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ» رواه مسلم.
أما الدعاء فقد ثبت ما يدل على مشروعية الإكثار منه فيها.