لماذا لمعت دراما العائلات زهيدة التكلفة في مصر؟
اعتبر نقاد أن سبب نجاح دراما العائلات مؤخرًا هو المناخ العام الذي تعيشه البلاد من ظروف اقتصادية صعبة وضغوط اجتماعية عديدة، لذلك لاقت المسلسلات التي تناقش المشاكل العادية للأسرة المصرية في قالب كوميدي خفيف ترحيبا كبيرًا.
فبرغم أن تكلفة إنتاج تلك المسلسلات متواضعة مقارنة بغيرها من القوالب الدرامية الأخرى، إلا أن استطاعت المسلسلات العائيلة السيطرة على الموسم الشتوي الأخير وكذلك الأشهر التي سبقته، مثل مسلسلات “أبو العروسة الجزء الثالث” الذي يحقق نجاحا كبيرا منذ الجزء الأول، ومسلسلات “العائلة دي”، “إيجار قديم”، و“اتزان” وغيرهم.
وتناقش المسلسلات العائيلة، ما يحدث داخل الأسر المصرية من أزمة البطالة وتأخر الزواج وتكاليفه العالية، والخلافات بين الجيران، وكذلك خلافات الأزواج والعائلة والأصهار، إضافة إلى مشاكل إسكان الشباب والتعليم خاصة الدروس الخصوصية في قالب درامي كوميدي خفيف.
جانب هادئ للجمهور
تقول الناقدة الفنية حنان شومان، إن سبب استحسان الجمهور لمثل هذه الأعمال مؤخرا يرجع إلى الضغوطات التي يعيشها المشاهد خاصة المصري حاليا خلال حياته اليومية، لذلك تمثل هذه النوعية من المسلسلات نوع من الراحة تشبه “الاستماع إلى موسيقى هادئة في وسط الصخب”.
وأضافت شومان لـ "الفجر"، أن "هذه المسلسلات أصبحت الجزء الهادي من حياة المشاهد المصري المطحون في ضغوطات الحياة، بقى يرجع آخر يوم عمل مليء بالصراعات مع الحياة عشان يتفرج على حاجة هادية لأنه وجدها مختلفة كتير عن القوالب الدرامية اللي بتناقش حوادث القتل والاغتصابات والمحدرات وأعمال البطجة وغيرها”.
وحول نجاح تلك الأعمال رغم تكليف إنتاجها الزهيدة، ترى الناقدة الفنية، أن تلك المسلسلات تشبه المشاكل الخفيفة للمصريين، بعيدا عن مشاكلهم الكبيرة السابق ذكرها، فضلا عن أماكن التصوير والتي تكون غالبية مشاهدها داخل منزل الأسرة من الحياة اليومية التي تتشابه مع جزء كبير من حياة المشاهد الأسرية.
البطولة الجماعية سبب
ويرى سمير الجمل، الناقد الفني، أن السبب في نجاح دراما العائلات مؤخرًا يرجع في أن تلك المسلسلات تعتمد غالبا على فكرة البطولة الجماعية، فأصبحت أذهان الجمهور تتعلق بكل ممثلي العمل وأدوارهم المختلفة.
وأوضح الجمل لـ "الفجر": “مثلا في مسلسل (العيلة دي) تجد المشاهد ينتظر رؤية (المهندسة دلال) التي تجسد شخصيتها الفنانة وفاء عامر، وكيف ستقوم بمجاراة (مسعود) رجل الأعمال الذي يريد منها التوقيع على أوراق تخص المناقصات مقابل رشوة مالية، في نفس التوقيت يترقب مشاهدة (دهب) التي تجسد شخصيتها الفنانة إنعام سالوسة والدة زوج (دلال) التي تعيش معها، ومواقفها الكوميدية مع (دويدار شقيق دلال) الذي يجسد شخصيته الفنان محمد ثروت، وباقي طاقم العمل".
وعن تكرار هذه النوعية من المسلسلات مؤخرا، يقول الناقد سمير الجمل، إن نجاحها دفع بعض المؤلفين لكتابة أعمال مشابهة معتمدا على نجاح الأعمال التي سبقتها، لذلك تعددت تلك المسلسلات مؤخرا.
وأكد على أن نجاح دراما العائلات برغم تكرارها جاء من ضمن أسبابها أيضًا أن تلك القوالب بها ما يشبه حياة غالبية المواطنين بالإضافة إلى البطولة الجماعية التي تفوقت على النجم الأوحد للعمل خاصةً في هذا النوع الدرامي.