بطريقة مثيرة للضحك.. إيران تنفي وجود زعيم القاعدة على أراضيها
تعيش إيران حالة من القلق الداخلي بسبب الاحتجاجات الشعبية في إيران منذ أكثر من 4 أشهر، خاصة بعد وفاة الفتاة مهسا أميني، وذلك بالتزامن مع سعي طهران إطلاق برنامجها النووي تحت" شعار ذرة من أجل السلام".
تتهم الولايات المتحدة الأمريكية أن إيران تأوي زعيم القاعدة الجديد في بلادها، والذي لم يعلنه التنظيم "أميرا" رسميًا بعد، وذلك بسبب الحساسية إزاء مخاوف سلطات طالبان في أفغانستان.
سيف العدل زعيم القاعدة
وفي السياق ذاته، يحاول تنظيم القاعدة الإرهابي على قدم وساق الظهور بقدرات مالية وقتالية، خاصة بعد تولي المقيم في إيران محمد صلاح زيدان الملقب بـ "سيف العدل" قيادته، ويوضح متخصصون في ملف التنظيمات الإرهابية صورة لهذه القدرات الجديدة للتنظيم، حسب سكاي نيوز عربية
وقال المتخصصون في ملف التنظيم الإرهابي إن هذه القدرات مشتقة من تاريخ زعيمه الجديد الذي يخاف زعيمه السابقين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وإلى الآن أن يعلن تنظيم القاعدة عن مقتل الظواهري الذي قتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة استهدفت منزله بالعاصمة الأفغانية العام الماضي.
وأشارت تقارير الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن محمد صلاح الدين زيدان "سيف العدل"، أصبح الزعيم الحالي للتنظيم، وفي المقابل لم يؤكد التنظيم تعيينه زعيما للقاعدة، فلم يعلنوا تماما عن أيا من فروعه البيعة كما هو متبع لدى القاعدة في تأكيد البيعة للأمير.
تاريخ حافل بالإرهاب المسلح
يعتبر سيف العدل واحد من المخططين فعليًا لهجمات 11 سبتمبر 2001، والذي استهدف برجي التجارة العالمي بالولايات المتحدة، وفقا لمركز "صوفان" الأمريكي، كما أنه ساعد في تحويل القاعدة من مجموعة رجال الميليشيات المناهضة السوفييت إلى منظمة إرهابية قتالية.
وتثق القاعدة به أكثر من زعيمها الأسبق أسامة بن لادن، ومبعوثه إلى الدول والجماعات التي كان التنظيم يتودد إليها إضافة إلى الأماكن التي سعت فيها إلى توسيع عملياتها من اليمن إلى الصومال إلى إيران، وهو ما يمنحه الثقل بين قيادات وأعضاء وفروع التنظيم.
ومن جانبه، قال أحمد سلطان الباحث في الحركات الراديكالية، إن سيف العدل لديه خبرة في إعداد التنظيم وتجديد قدراته على التمويل والتمويل وشن الهجمات الإرهابية، حيث أنه كان قائد اللجنة العسكرية للقاعدة قبل 11 سبتمبر، ودرب أعضاء القاعدة في أفغانستان، مما جعله يحظى بشعبية بين أعضاء التنظيم.
أمير جديد ومهام قادمة
وفيما يتعلق بمهامه، فتأتي في أولها إعادة بناء القدرات المالية للتنظيم الإرهابي وإعادة القدرات العسكرية لأفراد التنظيم إلى جانب تنفيذ العمليات الإرهابية الغاشمة.
ومن مهامه الملقاه على عاتقه، أنه سيتولى مهمة تدريب التنظيم على استخدام الأسلحة المتطورة بتولية التدريب على استخدام الصواريخ ضد الطائرات العمودية الهجومية الروسية من طراز "ميل مي 24" المدعمة برشاشات ثقيلة، وأيضا على استخدام المتفجرات في تدمير الأبنية ونصب الكمائن.
وعلى صعيد آخر، ذكر فضل القاهر قاضي الصحفي والباحث الأفغاني، أن سيف العدل سيكون أكثر شراسه من سابقيه.
إيران تنفي ورسالة ساخنة لواشنطن
وفي الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة أن وجود الزعيم القاعدة الجديد في إيران، جاءت إيران لتنفي وجود زعيم القاعدة على أراضيها.
ووجهت إيران رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونشر حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "توتير" قائلًا":" ننصح مسؤولي البيت الأبيض بوقف لعبة فوبيا إيران الفاشلة، وإثارة الضحك في أخبار زعيم القاعدة وربطها بإيران".
وتابع عبد اللهيان، أن مؤسسي القاعدة وداعش مسؤولون عن تنامي الإرهاب في العالم، مضيفًا أن قيام واشنطن بالحديث عن وجود سيف العدل في إيران بأنها "إعطاء لعنوان خاطئ!".
ورفض ممثلي إيران في الأمم المتحدة، ادعاء المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس حول وجود زعيم تنظيم القاعدة في إيران"، معتبرًا "نشر مثل هذه المعلومات الكاذبة يعيق الجهود لمحاربة الإرهاب".
واعتبر نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن وجود سيف العدل في إيران سيوفير ملاذ آمن للقاعدة، موضح أنه مثال آخر على دعم إيران المكثف للإرهاب والأنشطة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط".
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الأمريكية في بيان رسمي في أغسطس عام 2022 عن مقتل الظواهري في غارة أمريكية استهدفت منزله في كابول، واكدت طالبان الهجوم، لكنها قالت إنه لا يوجد دليل على مقتل زعيم القاعدة في كابول.
الصراع الأمريكي الإيراني
انقلبت العلاقات الأمريكية الإيرانية بعد الثورة الإيرانية، فبعد أن تصاعدت أحداث الثورة وحرق المتظاهرين الإيرانيين للسفارة الأمريكية وهتفاتهم "الموت لأمريكا" ومنذ هذه اللحظه انقطعت العلاقات بين البلدين.
وفي المقابل استغلت أمريكا علاقتها بالعراق وورطتها في حرب مع إيران استمرت نحو 8 سنوات، نتج عنها ما يقرب من مليون قتيل وخسائر مالية فادحة قدرت خلالها بـ400 مليار دولار أمريكي.
وفي تلك الفترة خرجت العراق من الصراع الدائر بين إيران وامريكا متكبدة خسائر كبيرة، ودفع العراق ثمن خلافات واشنطن مع طهران بعد علاقات دفء حميمة بين البلدين، انتهت فى أعقاب الثورة الإيرانية 1979.