الإسراء والمعراج.. رحلة ثبتت قلب النبي محمد
يحتفل المسلمون في كل عام في شهر رجب برحلة الإسراء والمعراج التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم خلال رحله صعوده إلى السماء السابعه، وأكدت دار الإفتاء المصرية أن ليلة السبت القادم هي ليلة الإسراء والمعراج وستبدأ من مغرب يوم الجمعة الموافق 17 فبراير، 26 رجب وحتي فجر ليلة السبت الموافق 18 فبراير، 27 رجب 1444 هجريًا.
ليلة الإسراء والمعراج
وتعد ليلة الإسراء والمعراج، هي الليلة التي أسري فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكه المكرمه إلى المسجد الأقصى في القدس علي ظهر (البراق) وهو دابه أمرها الله أن تكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة بصحبة أمين الوحي جبريل علية السلام.
وانتهت عنده سدرة المنتهي في السماء السابعة بجوار عرش الرحمن، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة النجم: "إذ يغشى السدرة ما يغشى"، وقد ذكر في القرآن الكريم سورة تحكي ما حدث في هذه الليلة وتؤكد على ما حدث فيها، وهي سورة (الإسراء) والتي تبدأ بقول الله تعالى: "سبْحان الّذي أَسْرَى بعبدِه لَيْلًا مِن المسجِدِ الحرامِ إلى المسجِدِ الحرامِ إلى المسجِدِ الأقصَى الذي باركْنَا حولَهُ لِنُرِيَهُ من آياتِنا إنّهُ هُوَ السّميعُ البصير".
أسباب رحلة الإسراء والمعراج
وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في السنة الثانية عشر من البعثة النبوية المشرفة، مرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بأحداث حزينة كثيره، فقد توفي عمه أبو طالب الذي كان يدفع عنه أذي قريش رغم أنه لم يؤمن به وهو أقل أهل النار عذابًا بسبب دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفيت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - وكذلك فرضت قريش عليه حصارًا قويًا، فأراد الله تعالى أن يواسيه ويكرمه بهذه الرحلة العظيمة التي تعد من أعظم معجزاته ـ صلي الله عليه وسلم - ولهذا يحيي المسلمون ليلة السابع والعشرين من شهر رجب ويحتفلون بذكرى حدوث هذا الحدث الجليل.
أحداث ليلة الإسراء والمعراج
وأرسل الله في هذه الليلة سيدنا جبريل عليه السلام لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعه البراق وهو مخلوق لا يوجد مثله على الأرض، فهو مخلوقٌ من مخلوقات الجنة، الذي يصفه (صلى الله عليه وسلم) فيقول: "أُتيتُ بالبُراق، وهو دابةُ أبيضٌ طويلٌ فوق الحمار ودون البغلِ يضع حافره عند منتهى طرفه فركبه الرسول مع جبريل عليه السلام حتى وصلا إلى بيت المقدس وتحديدًا المسجد الأقصى، ثم صلى فيه ركعتان، وأتاه جبريل عليه السلام بإناءٍ من الخمر وآخر من اللبن، فاختار عليه الصلاة والسلام إناء اللبن، فقال له جبريل اخترت الفطرة، وبعد ذلك عرجا إلى السماوات السبع.
ماذا رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج؟
رأي الرسول صلى الله عليه وسلم الأمين جبريل على هيئة الحقيقية حيث لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يره فيها بصورته الحقيقية فقد رأه قبل ذلك عدة مرات، كما تجسد سيدنا جبريل في هيئة الصحابي ديحيي الكلبي وذهب إلى الرسول وسأله عن أمور دينه في الحديث المشهور (ذات يوم طلع علينا رجل شديد بياض الثوب والشعر لايري عليه اثر السفر ولا يعرفه أحد فجلس إلى الرسول وسأله وكان يصدقه)، ووصل صلوات الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى وهي منزلة تقع في السماء السابعة عندها جنه المآوي بجوار عرش الرحمن، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة النجم: "إذ يغشى السدرة ما يغشى"، ووصول صلى الله عليه وسلم للبيت المعمور وهو البيت الذي يصلى فيه سبعون ألف ملكًا كل يوم مره واحدة في العمر ويأتي غيرهم حتي قيام الساعة ولا يدخلونه مرة أخري، وكلم الله تعالى النبي محمد في هذا اليوم وفُرضت الصلاة على المسلمين وكانت وخمسين صلاة حتي قابل الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا موسي وطلب منه الرجوع إلى ربه من أجل تخفيف الصلاة بسبب ضعف أمه النبي صلى الله عليه وسلم فظل النبي صلى الله عليه وسلم يصعد إلى وربه ويخفف خمس صلوات في خمس حتي وصل إلى خمس صلوات في اليوم الواحد فطلب منه موسي أن يرجع إلى ربه ويخفف فستحي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذهب فأخبره ربه أنه جعل الصلوات المفروضة خمس في العمل وخمسين في الأجر، ورأي النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء والمرسلين، ورأي الجنة والنار التي أخبر عنهما بقوله في الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.