أبو الغيط: نحاطب العالم لنسمعه صوت الفلسطينين الخاضع للاحتلال
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن حل الدولتين، وهو البديل العقلاني الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذا الحل يتعرض لتقويض ممنهج ومستمر على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو الغيط خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر دعم القدس المنعقد بمقر الجامعة إن القضية الفلسطينية والقدس استطاعت أن تجمع العرب مثلما لم تجمعهم قضية أخري.
وأضاف أن القدس حاضرة في الوجدان العربي والإسلامي، حتى وهي تحت الاحتلال، فقد شهد التاريخ احتلالها من قبل، ثم ما لبث وجهها التعددي الحضاري المتسامح أن عاد مُجددًا، ناصعًا جليًا، وشاهدًا على ما تمثله هذه البوابة بين الأرض والسماء من مكانة خاصة لدى أتباع الديانات السماوية جميعًا.
و تابع: "لكن القدس اليوم تئن تحت الوطأة الثقيلة لاحتلال غاشم لا يكتفي بالاستيلاء على الأرض، وإنما يسعى أيضًا لتبديل الهوية وسرقة الذاكرة، وطمس التاريخ.
وأشار أبو الغيط لقرار تنفيذ هذا المؤتمر، الذي اتخذته القمة العربية في الجزائر في نوفمبر الماضي، بدعم صمود أهل المدينة المقدسة.
كما أشار لصمود أهلنا في القدس، والصامدين بكرامة في مواجهة سياسات وإجراءات إسرائيلية بالغة التطرف تهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية، وطمس الوجه التعددي للمدينة.. وتهويدها، بشرًا وحجرًا وإفراغها من سكانها الفلسطينيين، عبر القمع وتضييق الخناق وهدم المنازل وغير ذلك من الإجراءات المنافية للقانون الدولي الإنساني.
و أكد على أن الهدف من المؤتمر هو تعزيز صمود المقدسيين على أرضهم لأنهم أصحاب هذه الأرض.. تلك بيوتهم التي يُراد إخراجهم منها على مرأى من العالم كله.. وهذا هو تاريخهم الذي يُراد محوه.. تاريخهم وتاريخنا جميعًا.. كما أعرب عن تطلع العرب، مسلمين ومسيحيين، إلى المدينة المقدسة بخشوع بالغ ومحبة راسخة في القلوب.. لأنها جزء من ذاتنا وهويتنا الدينية والحضارية والقومية".
كما خاطب من خلال المؤتمر، العالم كله قائلا: "نحن نسمعه صوتنا: القدس مدينة تحت الاحتلال بواقع القانون الدولي،لا مجال للجدل في هذا،ولا يُمكن تغيير وضعها التاريخي أو مركزها القانوني بإجراءات أحادية، أو باستعراضات سياسية لا هدف لها سوى مكاسب داخلية يسعى لها أعضاء في حكومة يمينية متطرفة يهدفون لتسجيل النقاط مع ناخبيهم.
و تابع:" نريد من العالم أن يرى الواقع على حقيقته، المخجلة والمُفزعة، وأن يُدرك خطورة ما يسعى الاحتلال إلى تكريسه في القدس الشرقية، وفي البلدة القديمة، وفي الأقصى المبارك،وهنا أقول إن التطرف لا يولِد إلا تطرفًا مضادًا.. والسعي إلى "تقسيم" الأقصى وطمس وجهه الإسلامي والعربي، لن يقود سوى إلى إذكاء الاضطرابات والعنف بلا نهاية.
و مضى قائلا:" نخاطب العالم كله من خلال هذا المؤتمر، بمحاوره الثلاث؛ السياسي والقانوني والتنموي، لكي نسمعه صوت الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال، والعرب الذين يدعمون صمودهم النبيل،ونقول إن تعزيز هذا الصمود هو واجب ومسئولية على كل العرب،بل هو واجب على محبي السلام وداعمي التسامح والانفتاح في العالم على اتساعه، فالقدس جزء عزيز من تراث الإنسانية وإرثها الحضاري، وضمان استمرار الوضع التاريخي والقانوني فيها دون تغيير لحين التوصل إلى سلام دائم ونهائي هو صمام أمن للاستقرار الإقليمي والعالمي.
وأكد الأمين العام على ضرورة أن توصيل رسالة للعالم أجمع بأن القدس، بأهلها وتراثها ومقدساتها، تتعرض للخطر، وأن استمرار الأوضاع الحالية، واستمرار السياسات القمعية التي يتبعها الاحتلال، سيفضي إلى مزيد من التوتر والعنف والكراهية.
و أضاف أن حل الدولتين، وهو البديل العقلاني الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يتعرض لتقويض ممنهج ومستمر على يد الاحتلال الإسرائيلي، ومن دون أفق لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم والشامل في منطقتنا، فإننا لا نترك للفلسطينيين سوى الإحباط واليأس، داعيا محبي السلام في العالم إلى السعي والعمل بجدية من أجل إنقاذ حل الدولتين من أيدي المتطرفين وكارهي السلام.