أثر المداومة على ذكر الله و التقرب إلية في حياة المسلم
فضل المداومة على ذكر الله وأثرها في حياة المسلم
إن المداومة على الذكر تحيي القلوب وتوقظها، وتبعث الطمأنينة والسكينة في النفوس، وتورث أصحابها حالة من الرضا والأنس وهدوء البال،يقول تعالى: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد:28). أي -كما يقول ابن كثير- أي تطيب وتركن إلىجانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولى ونصيرًا، ولهذا قال: “أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
كما أن تلك المحاورة بين الله سبحانه وبين ملائكته الكرام إظهارًا لفضل مجالس الذكر، وبيانًا لمكانة الذاكرين عند ربهم، وما أعده لهم منالأجر العظيم والثواب الجزيل.
و في صحيح مسلم حديث عن أبي هريرة عن النبي قال: “إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة، فضلا (أي أن هؤلاء الملائكة السيارة لا وظيفةلهم وهم زائدون على الحفظة)، يبتغون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملأواما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، قال: فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنامن عند عباد لك في الأرض، يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك قال: وماذا يسألونني؟ قالوا: يسألونك جئتك، وهل: رأواجنتي؟ قالوا: أي يا رب! قال: فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟قالوا: لا قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا، قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم قال: فيقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم”.
وصف القرآن الكريم للمواظبين على ذكر اللة من الرجال
و وصف القرآن الكريم ذلك النوع من الرجال الذين يعمرون بيوته، ويسبحونه بالغدو والآصال بأنهم “لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللهوإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار” (النور: 37)، كما وضح من ذلك السياق أن الآية المراد منها بقوله تعالى {عن ذكر الله} غير الصلاة لأنه يكون تكرارا كما يقول الإمام القرطبي، فما هو المراد بالذكر هنا؟ يستظهر من أقوال المفسرين أنه كلذكر لله أي الذكر المطلق، فهؤلاء الرجال الموصوفون في هذه الآية بأن تجارتهم وبيوعهم لا تشغلهم عن ذكر الله هم الذين استجابوا لله فيتحذيره “يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون” (المنافقون:9).
كما أن تأتى فضائل ذكر الله والمداومة عليها بأثر إيجابي واضح في حياة الشخص الذي يداوم على الفعل ذاته، كما يظهر علية دائمًاشعور الطمأنينة والرضا بما قسمة الله له من أرزاق مختلفة وبكل ما يحدث في حياتة،كما تأتي أهمية الذكر من كونه الرافد الدائم، للمخزون الإيماني، والمحرك الموقظ لدواعي الطاعة، وتعترضه عقبات الطريق، ويقعده طائف الشيطان ولماته، إن العبد حينما يكون ذاكرا لله في كل أحيانه قد شغل نفسه وألذمها بأذكارها وأوراد من تسبيح وتحميد وتهليل وصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومداومة على المسنون من الأذكار فإن ذلك يبقي قلبه حيا،ويديم إيمانه نضرا يقظا، فإذا ما اعترته أهواء النفس البشرية التي بين جنبيه، أو اجتالته الشياطين التي لا تفتر عن محاربته وعداوته،انتفض ذلك القلب الذاكر شامخا بإيمانه، مستعليا على شهوات نفسه، مدافعا لنفثات الشيطان وهمزاته.
و أيضًا يتقبل الأقدار بصدر رحب وبقلب مطمئن كما في قولة تعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "، وأن كثرة ذكر الله من أحب الأعمال لدية فمن ذكر الله مخلصًا بقلب صافي أكرمة الله في حياتة وضاعف لة الأجر.
و الدلالة على هذا أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة؟قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة،وكل تكبيرة صدقة).
فضل كثرة ذكر الله
- الفوز بمغفرة ورضا من اللة كما جاء في قولة سبحانه وتعالى « وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًاعَظِيمًا) [الأحزاب:35].
- رفعة المنزلة في الآخرة: ورد عن بعض الصحابة كعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- وغيره قالوا: « كان إدريس-عليه السلام- خياطًا، يخيط الأقمشة، قالوا: ما غرس الإبرة في مكان - يعني ما بين الثقبين- إلا قال: سبحان الله،فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكانًا عليًا، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب! وقد رفعتني في الدنيا رفعةً ما بعدها رفعة- نبي من الأنبياء، ورسول من الرسل- قال: لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلةفوجدتك دائمًا أكثر الناس تسبيحًا واستغفارًا.
- كتابتة في صحفة من الذاكرين فقد ذكر عن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « مَن استَيقظَ مِن اللَّيلِ وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّيا ركعتَينِ جميعًا كُتِبا مِن الذَّاكرينَ اللَّهَ كثيرًا والذَّاكراتِ»، [صحيح أبي داود].
فوائد ذكر اللة تعالى
فوائد ذكر الله كثيرة وليس لها إحصاء ومنها:
- زيادة الأجر وثقل الميزان
- حياة للقلب والطمأنينة
- النصر على الأعداء
- الحفظ من كل مكروه
- زوال الهم والغم
- نزول الرحمه والسكينة في القلب
- النور في الوجة
- قوة الوقوف امام الاعداء
- رفعة المنزلة في الدنيا والأخرة
- جلب الرزق والخيرات
أنواع ذكر اللة تعالى
ذكر الله تعالى ليس مقتصر على الحمد والاستغفار والتكبير والتهليل ولكن الصلاة على الحبيب المصطفي من الذكر والمجالس إذا ذكرفيها اسم الله ذكر والتأمل في جمال خلق الله ذكر والتدرع لله تعالى ذكر والدعاء والتوسل لله تعالى ذكر والصلاة ذكر والأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ذكر ومناجاة الله ذكر وكل ما يفعلة الإنسان للتقرب من الله تعالى ذكر.
ما هو أحب ذكر عند الله عز وجل
أحب الذكر "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، مع التسبيح والتحميد والتكبير، يقول ﷺ: أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ويقول: الباقيات الصَّالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.