قال وزير الخارجية الأمريكي إن الأمر متروك للطرفين لإيجاد طريقة لإنهاء أعمال العنف الأخيرة
توقعات سلبية لزيارة بلينكن للقدس.. مساعي واشنطن لإحتواء الحرب (تقرير)

أنهى "أنطوني بلينكن" وزير الخارجية الأمريكي، جولته في الشرق الأوسط دون تحقيق أي تقدم في الحد من التوترات بين الاحتلال الاسرائيلي والفلسطينيين، قائلاً إن الأمر “يعود إليهم بشكل أساسي” لإنهاء العنف بعد أيام من إراقة الدماء.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي في القدس، قال بلينكن إنه سمع بعض الأفكار الملموسة من الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفًا:"الأمر متروك لهم بشكل أساسي. وعليهم أن يعملوا معًا لإيجاد طريق للمضي قدمًا ينزع فتيل دورة العنف الحالية، وآمل أن يؤدي أيضًا إلى خطوات إيجابية لإعادة بناء بعض الثقة".
وكانت الزيارة مخططًا لها منذ فترة طويلة ولكنها جاءت في وقت حرج، حيث تعاني المنطقة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وفلسطين.
وأدت العملية الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين الأسبوع الماضي، وهي واحدة من أكثر الغارات دموية في الضفة الغربية منذ عقود، إلى مقتل 10 فلسطينيين من بينهما امرأة تبلغ من العمر 61 عاما، وفي اليوم التالي، قتل مسلح فلسطيني سبعة مستوطنين خارج معبد يهودي في القدس الشرقية
توقعات سلبية لزيارة بلينكن
وبعد لقائه بـ "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء الاحتلال في القدس أمس الاثنين، سافر بلينكن إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه محمد اشتية.
بعد تلك اللقاءات، أعرب بلينكن عن “أسفه للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم في تصاعد العنف خلال العام الماضي” ،وهو العام الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ أكثر من عقد من الزمن.
وكانت التوقعات بشأن زيارة بلينكن للمنطقة وقدرته على تهدئة الأوضاع سلبية للغاية، حيث كرر بلينكن تطلعات الحكومة الأمريكية الطويلة الأمد إلى "حل الدولتين" الذي يحصل بموجبه الفلسطينيون على دولة خاصة بهم وهي فكرة مرفوضة علناً، من قبل شخصيات يمينية متطرفة في الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وخلال الزيارة، أعلن وزير الخارجية عن مبلغ إضافي قدره 50 مليون دولار (40.6 مليون جنيه استرليني) لتمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين، وقال إنه طلب من زملائه في وزارة الخارجية من واشنطن البقاء هناك للقيام بمزيد من العمل. لكن لم يتم الإعلان عن أي مبادرة كبيرة.
زيارة بلينكن هدفها إحتواء الأزمة
وبدلاً من ذلك، يُنظر إلى زيارة بلينكن على أنها محاولة لاحتواء القضية، كجزء من جهود جو بايدن لضمان ألا تلقي الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية بظلالها على الأهداف الأوسع للولايات المتحدة، وخاصة هزيمة روسيا في أوكرانيا.
وفي رام الله، حث بلينكن عباس على مواصلة العمل مع إسرائيل بشأن القضايا الأمنية، والتي تم الحديث عنها كتعبير عن الغضب بعد غارة جنين.
وفي الأرض المحتلة، كان رد حكومة نتنياهو على عمليات القتل هو اقتراح تدابير جديدة تعاقب الفلسطينيين بشكل أكبر، بما في ذلك تسهيل هدم منازل عائلات الأشخاص الذين ينفذون الهجمات وهي الممارسة التي تمت إدانتها على نطاق واسع باعتبارها عقاباً جماعياً،وتريد الحكومة أيضًا أن تسهل على المواطنين الإسرائيليين حمل الأسلحة.