آداب زيارة المسجد النبوي
هناك آداب زيارة المسجد النبوي ينبغي على الزائر التحلي بها، ويستحب ترديد دعاء دخول المسجد النبوي الذي روي عَنْ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ويجوز للحائض زيارة المسجد النبوي ولكن بشروط، وذكرت السنة النبوية أيضًا فضل زيارة المسجد النبوي، وأيضًا أدعية زيارة المسجد النبوي، وأحكام زيارة المسجد النبوي.
ذكر العلماء عددًا من آداب زيارة المسجد النبوي، ومنها أنه على المسلم الذي يحضر إلى المسجد النبوي أن يكون طاهر البدن والثوب، وألا يأكل طعامًا يؤذي الناس كالثوم والبصل، وأن يسير بخشوع وسكينة وألا يزاحم المُصلين، أو يرفع صوته في المسجد النبوي، يستحب لمن يذهب المسجد النبوي ماشيًا أن يقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا وَاجْعَلْ أَمَامِي نُورًا وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، اللَّهُمَّ وَأَعْظِمْ لِي نُورًا» (رواه الإمام مسلم).
دعاء زيارة المسجد النبوي
إذا وصل الزائر المسجد النبوي فيدخل برجله اليمني ويقول دعاء زيارة المسجد النبوي: «أَعوذُ باللهِ العَظيـم وَبِوَجْهِـهِ الكَرِيـم وَسُلْطـانِه القَديـم مِنَ الشّيْـطانِ الرَّجـيم، بِسْمِ اللَّهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله، اللّهُـمَّ افْتَـحْ لي أَبْوابَ رَحْمَتـِك»، أو يقول: «بِسْمِ اللَّهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله، اللّهُـمَّ افْتَـحْ لي أَبْوابَ رَحْمَتـِك، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ».
وبعد أن يقول دعاء دخول المسجد النبوي يصلي ركعتين تحية المسجد، وصلاة تحية المسجد سُنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ.
أدعية زيارة المسجد النبوي
يستحب بعد دخول المسجد النبوي أن يصلّى الزائر تحية المسجد ويستقبل قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويستدبر القبلة على نحو أربع أذرع من جدار قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وسلَّم مقتصدًا، لا يرفع صوته، ويقول دعاء زيارة قبر الرسول وهو: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللّه! السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللّه مِنْ خَلْقِهِ! السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ! السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ! السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلىٰ آلِكَ، وأصْحابِكَ، وأهْلِ بَيْتِكَ، وَعَلىٰ النَّبيِّينَ وَسائِرِ الصَّالِحِينَ؛ أشْهَدُ أنَّكَ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وأدَّيْتَ الأمانَةَ، وَنَصَحْتَ الأُمَّةَ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أفْضَلَ مَا جَزَىٰ رَسُولًا عَنْ أُمَّتِهِ»، وقال الحافظ بن حجر قال عن هذا الحديث: لم أجده مأثورًا بهذا التمام.
وورد عن ابن عمر بعضه، أنه كان يقف علىٰ قبر رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- ويقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عُمَر» وهو موقوف صحيح. وعن مالك يقول: «السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته». وهذا الوارد عن ابن عمر وغيره، مال إليه الطبري فقال: وإن قال الزائر ما تقدم من التطويل فلا بأس به؛ إلا أن الاتباع أولىٰ من الابتداع ولو حَسُنَ.
وإن كان قد أوصاه أحدٌ بالسَّلام علىٰ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «السَّلام عليك يا رسولَ اللّه من فلان بن فلان!»، ثم يتأخرَ قدر ذراع إلىٰ جهة يمينه فيُسلِّم علىٰ أبي بكر رضى الله عنه، ثم يتأخرُ ذراعًا آخرَ للسلام علىٰ عُمر بن الخطاب، ثم يرجعُ إلى موقفه الأوّل قُبالة وجهِ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فيتوسلُ به في حقّ نفسه، ويتشفعُ به إلىٰ ربه سبحانه وتعالى، ويدعو لنفسه ولوالديه، وأصحابه وأحبابه، ومَن أحسنَ إليه وسائر المسلمين، وأن يَجتهدَ في إكثار الدعاء، ويغتنم هذا الموقف الشريف، ويحمد اللّه تعالىٰ، ويُسبِّحه ويكبِّره ويُهلِّله، ويُصلِّي علىٰ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- ويُكثر من كل ذلك".
ثم يأتي الروضةَ بين القبر والمنبر، فيُكثر من الدعاء فيها، فقد روىٰ البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ»، ويستحب للمسلم الصلاة في الروضة الشريفة، وعن معنى الحديث السابق ذكر العلماء 3 أقوال، الأول: إن الروضة الشريفة حقيقة من الجنة، وستنتقل يوم القيامة إلى مكانها في الجنة، والثاني: إن العبادة في الروضة الشريفة طريق لدخول فاعلها الجنة، والثالث: إن الروضة الشريفة تتحصل فيها السعادة بالعبادة التي يؤديها المسلم فيها، كما يحصل له ذلك في الجنة ورياضها.
وردت أحاديث تدل على فضل زيارة المسجد النبوي وفضل الصلاة في المسجد النبوي، فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «أنا خاتم الأنبياء، ومسجدي خاتمُ مساجدِ الأنبياء، أحقُّ المساجد أنْ يُزار ويُشدَّ إليه الرَّواحِل المسجدُ الحرامُ ومسجدي».
وفي الترمذي عن أنسٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَن صلَّى في مسجدٍ أربعين صلاةً كتَب الله له براءةً من النار، وبراءةً من العَذاب، وبراءةً من النِّفاق». وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَن دخَل مسجدَنا هذا ليتعلَّم خيرًا أو ليُعلِّمه، كان كالمجاهد في سبيل الله.
«وفي الصحيحين عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صَلاةٍ فيما سِواه إلا المسجد الحرام». وفي صحيح مسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألف صلاةٍ فيما سِواه إلا المسجد الحرام».
وفي الصحيحين عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال «ما بين بيتي ومِنبَري روضةٌ من رياض الجنَّة»، وفي رواية عند أحمد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وإنَّ منبري على ترعةٍ من ترع الجنَّة»، وعن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال «لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» متفق عليه.