التوقعات تكسب.. أسعار النفط تسجل أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022
حققت أسعار النفط الخام مكاسب أسبوعية جديدة، حيث صعد خام برنت 2.8 في المائة والخام الأمريكي 1.8 في المائة بسبب تنامي الطلب الصيني، وقفزت الواردات النفطية الصينية في العام الماضي من النفط الخام الروسي 8 في المائة.
وتقرير "ريج زون" النفطي الدولي، أن الخام ارتفع إلى أعلى مستوى منذ منتصف نوفمبر الماضي، مسجلا أسبوعه الثاني على التوالي من المكاسب، وسط التفاؤل بشأن زيادة الطلب من الصين.
ولفت التقرير إلى أن نمو أسعار النفط الأسبوع الماضي جاء كرد فعل على توقعات واسعة لنمو الاستهلاك القياسي في الصين، ونتيجة اندفاع شراء من قبل أكبر تجار النفط في البلاد، وزيادة واردات النفط الخام بالتزامن مع بدء احتفالات العام القمري الجديد.
وأشار التقرير إلى أن انتهاء سياسات "صفر كوفيد" تفوق في تأثيره الإيجابي على المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل، وهو الذي كان قد أدى إلى انخفاض أسعار النفط الخام 10 في المائة في الأسبوع الأول من العام، ومع ذلك فإن هذه المخاوف من الركود لم تختف تماما.
وأوضح التقرير أن احتمالات رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تسببت في ابتعاد بعض التجار عن بعض الأصول مثل الأسهم والنفط، ما حد من ارتفاع الأسعار في الأسبوع الماضي.
ونوه التقرير بأنه في الأسابيع المقبلة ستراقب الأسواق من كثب آثار عقوبات الاتحاد الأوروبي على المنتجات المكررة الروسية التي سيتم تنفيذها في 5 فبراير المقبل، ويأتي الحظر في أعقاب فرض سقف أسعار على شحنات النفط الخام تم تطبيقه في العام الماضي من جانب مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
وأضاف التقرير أنه "في غضون ذلك دفعت الدول الأوروبية نحو خفض سقف أسعار النفط الخام من الإنتاج الروسي على نحو أكثر"، لكن الإدارة الأمريكية قالت "إنها تميل إلى معارضة هذه الخطوة".
وأشار التقرير إلى أن قانون حظر بيع الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي للصين قد لا يكون له تأثير كبير، لأن بكين ليست مشتريا كبيرا منها، مرجحا أن مبيعات الاحتياطي الاستراتيجي ستدر إيرادات أقل، لأن هناك عددا محدودا من المشترين المحتملين في السوق.
ولفت التقرير إلى أن الصين تحصل على نفطها بشكل متزايد من روسيا والشرق الأوسط ولديها الآن أكبر طاقة تكرير في العالم، مشيرا إلى أنه بينما تدير الحكومات الغربية ظهرها للنفط والغاز، ترحب الصين بأي إمدادات يمكنها الحصول عليها لتنمية اقتصاداتها.
وعد التقرير "أسواق الطاقة التي تعمل بحرية توفر الحلول الأكثر كفاءة وفاعلية لتحديات الطاقة والبيئة العالمية التي نواجهها".
من جانبه، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أنه يبدو أن المضاربين المراهنين على ارتفاع أسعار النفط قد اكتسبوا اليد العليا في الأسبوع الماضي مع استمرار تعافي الصين، ورفع كل من وكالة الطاقة الدولية وأوبك توقعات الطلب العالمي.
وأوضح التقرير أنه بغض النظر عن بناء المخزون الهائل في الولايات المتحدة، بدأت المكاسب السعرية في التنامي بسبب انتعاش الطلب في الصين، فيما رفعت كل من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما للطلب العالمي لعام 2023، مبررتين ذلك بأن النصف الثاني من هذا العام سيشهد نموا سريعا في الطلب الآسيوي.
وأشار التقرير إلى استمرار ارتفاع أسعار النفط على الرغم من بعض البيانات الاقتصادية المقلقة ومشكلات المصافي في الولايات المتحدة، لافتا إلى توقع وكالة الطاقة الدولية تسجيل مستوى طلب قياسي على النفط في عام 2023. وسلط التقرير الضوء على بيانات وكالة الطاقة الدولية التي تشير إلى أن رفع القيود المفروضة على فيروس كورونا في الصين سيدفع الطلب العالمي على النفط إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، مرتفعا من مائة مليون برميل يوميا في الوقت الحالي إلى ما يقرب من 104 ملايين برميل يوميا بنهاية عام 2023.
وأبرز التقرير تحذير عملاق الطاقة السعودي "أرامكو" من أنه على الرغم من التوازن النسبي في أسواق النفط حاليا "فإننا نواجه نقصا كبيرا في المعروض على المدى الطويل، إذا لم يبدأ الاستثمار العالمي في مشاريع المنبع في تجاوز المعدلات المتسارعة للنضوب الطبيعي في الحقول".
ونوه التقرير بتسجيل خام غرب تكساس الوسيط في مارس أعلى مستوى إغلاق له منذ أول ديسمبر الماضي، وسط توقعات زيادة الطلب الصيني، مشيرا إلى أن التجار تجاهلوا الأسبوع الثاني على التوالي من التراكمات الكبيرة في مخزونات النفط الخام الأمريكية ويخشون أن يدفع الاحتياطي الفيدرالي الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، إذا استمر في رفع أسعار الفائدة بقوة.
ولفت التقرير إلى تراجع أسعار العقود الآجلة للنفط الخام في وقت سابق الأسبوع الماضي وسط مخاوف من الركود، لكن سرعان ما انتعشت الأسعار بعد أن أظهرت أحدث أرقام التصدير التي نشرتها مبادرة بيانات المنظمات المشتركة أن الطلب الصيني على النفط ارتفع بنحو مليون برميل يوميا عن الشهر السابق إلى 15.41 برميل يوميا في نوفمبر الماضي وهو أعلى مستوى منذ فبراير من العام الماضي.
وأفاد التقرير بأن السوق النفطية وسعت مكاسبها بعد أن قال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية، "إن أسواق الطاقة قد تكون أكثر شدة في عام 2023، خاصة إذا انتعش الاقتصاد الصيني، بينما تعاني صناعة النفط الروسية في ظل العقوبات".
وأبرز التقرير تأكيد "أوبك" أن الطلب الصيني على النفط سينتعش هذا العام بسبب تخفيف قيود جائحة كورونا في البلاد ودفع النمو العالمي، ما يدعم الحالة المتفائلة بشأن آفاق الاقتصاد العالمي في عام 2023.
وأشار التقرير إلى تسجيل مخزونات النفط الخام الأمريكية الأسبوع الماضي زيادة كبيرة فاجأت المحللين، حيث ارتفعت المخزونات في مركز التخزين كوشينج في أوكلاهوما، بينما ارتفعت أسعار النفط الخام في مكاسب قوية جديدة.
من ناحية أخرى، وفيما يخص أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الجمعة، مسجلة المكاسب الأسبوعية الثانية على التوالي.
وعند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 1.7 في المائة إلى 87.63 دولار للبرميل، مسجلة مكاسب أسبوعية بنحو 2.8 في المائة.