من المتوقع أن تقوم بريطانيا والاتحاد الأوروبي بتنسيق الرد على إعدام بريطاني من أصل إيراني متهم بالتجسس
أعدام "أكبري".. إدانات دولية وتحذيرات من التصعيد الإيراني
من المتوقع أن تقوم المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتنسيق لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية بعد إعدام مواطن بريطاني-إيراني، اليوم السبت،حيث تم استدراجه للعودة إلى إيران من قبل الأجهزة الأمنية.
وتم إعدام "علي رضا أكبري" والذي كان شخصية دفاعية بارزة في الحكومات الإصلاحية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، بتهمة التجسس لصالح جهاز المخابرات البريطاني"MI6"، وهي تهمة تنفيها عائلته.
جدوي التصعيد بين طهران ولندن
وفي أولى خطوات التصعيد التي من المرجح أن تزداد وتيرته، فرضت الحكومة البريطانية حظر سفر وتجميد أصول على المدعي العام الإيراني "محمد جعفر منتظري"، الذي وصفته وزارة الخارجية بأنه أحد أقوى الشخصيات في السلطة القضائية الإيرانية.
كما استدعت المملكة المتحدة القائم بالأعمال الإيراني، بينما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية "ستيفن شيركليف"السفير البريطاني في طهران، بسبب ما قيل إنه تدخل فاضح في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية.
وأبلغت السلطات الإيرانية "شيركليف" بإن الإجراءات الحاسمة لحماية الأمن القومي لجمهورية إيران الإسلامية لن يعتمد على موافقة الحكومات الأخرى، بما في ذلك إنجلترا"، فيما يدعي الإيرانيون أن أكبري تم تجنيده من قبل سفير بريطاني سابق.
وبحسب المراقبيين الدوليين، تعد الخطوات القادمة لبريطانيا سواء بمزيد من التصعيد وإغلاق الباب أمام لإعادة احياء الاتفاق النووي أو تجنب استعداء النظام الإيراني والصمت بشأن تطور البرنامج النووي الإيراني.
الحرس الثوري يشعل خلافات تشريعية داخل بريطانيا
فيما حذر " توم توجندهات" وزير الأمن البريطاني في تصريحات للجارديان، من الإنتقام الإيراني حال حظر الحرس الثوري الإيراني ووضعه على قائمة الإرهاب، قائلًا:" قتل مواطن آخر يظهر قسوة النظام الإيراني ويهدد بالمزيد من الإنتقام.
وبشأن حظر الحرس الثوري الإيراني والذي يعد كيان حكومي بموجب قانون الإرهاب البريطاني لعام 2000، وحذر "جوناثان هول" مراجع مستقل لتشريعات الإرهاب من خروج بريطانيا عن سياستها الثابتة والمستمرة لعقود في التعامل مع الإرهاب، مؤكداً أن الخطوات القادمة يجب وضعها في إطار موقفها السياسي وليس بناءًا على الموقف القانوني وهو الأمر الذي يمنح حكومة المملكة المتحدة بعض المرونة لإستهداف الحرس الثوري الإيراني.
وقال رئيس الوزراء البريطاني "ريشي سوناك" ردا على إعدام "أكبري": "لقد روعني إعدام علي رضا أكبري في إيران. لقد كان هذا عملاً قاسياً وجباناً، نفذه نظام همجي لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه. هذا الأجراء الهمجي يستحق الإدانة بأشد العبارات".
بيان تضامن ألماني فرنسي
وأصدرت " أنالينا بيربوك" وزيرة الخارجية الألمانية، و"كاثرين كولونا" وزيرة الخارجية الفرنسية، بيانات تضامن مع المملكة المتحدة.
وقالت "بيربوك": "إن إعدام علي رضا أكبري هو عمل غير إنساني آخر من قبل النظام الإيراني. نحن نقف مع أصدقائنا البريطانيين وسنواصل تنسيق عملنا بشكل وثيق ضد النظام ودعمنا للشعب الإيراني”.
وقالت "كولونا": "انتهاكات إيران المتكررة للقانون الدولي لا يمكن أن تمر دون رد، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعاملة المواطنين الأجانب الذين تحتجزهم البلاد تعسفياً. وتكرر فرنسا معارضتها الثابتة لعقوبة الإعدام في كل مكان وفي جميع الظروف، وتدين استخدامها السياسي في إيران".
ومن المتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ما يصل إلى 20 مسؤولاً إيرانياً، بمن فيهم وزير الرياضة، ولكن تحت ضغوطات الأحزاب اليمينية يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، ويدرس محامو الاتحاد الأوروبي عتبات الأدلة التي يجب استيفاؤها لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.
وتوقفت المحادثات النووية لعدة أشهر مع منع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة من الوصول إلى المواقع الرئيسية في إيران، ودون قطع المحادثات رسميًا قالت القوى الغربية إنه بينما يستمر قمع احتجاجات الشوارع الإيرانية، فإن الاتفاق النووي لم يعد محور اهتمامها، حيث يعتقد أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية، لكنها لا تستطيع حتى الآن تحويل هذه المادة إلى سلاح.