سياسي يمني يكشف لـ "الفجر" تاريخ علاقة الحوثي بإيران والقاعدة وداعش
تحدث الكاتب والمحلل السياسي اليمني نايف المدوري عن ميليشيات الحوثي الإرهابية بايران وتنظيم داعش.
◄علاقة الحوثي بإيران
حيث قال المدوري في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن علاقة الحوثي بإيران لم تكن وليدة اللحظة لقد بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، فمنذ الحرب الرابعة عام 2007م إلى الحرب السادسة والأخيرة 2010م بدأت تظهر تأثيرات حزب الله بشكل تدريجي على اساليب قتال الحوثيين، حينما ظهرت تسجيلات فيديو فيها عمليات عسكرية للحوثيين تماثل تلك التي كان يقوم بها حزب الله ضد اسرائيل، أضافة إن تركيبة الحركة من الداخل تماثل نظيرها حزب الله مثل المكتب السياسي للقيادة، وكذلك الشكل التنظيمي للتيار العسكري للحركة، كل هذا يعزز من حقيقة إن الحوثيين ماهم إلا ذراع من أذرع إيران في المنطقة ضف إلى ذلك بأن الدعم الإيراني للحركة الحوثية لم يقتصر على الدعم العسكري وحسب بل امتد إلى الدعم المالي والذي كان يأتي عن طريق الحوالات النقدية وخصوصا قبل سيطرت الحركة على الحكم لتعزيز مواردها.
وأضاف بأن إيران قامت بدعم الحركة الحوثية إعلاميا بتأهيل وتدريب عدد من الإعلاميين الحوثيين وبث عدد من القنوات التابعة للحركة من الضاحية اللبنانية وهي: المسيرة، والهوية، والإيمان.
وبعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 2014، أول ما قاموا به هو محاصرة مبنى الأمن السياسي، وقد زادت وتيرة الدعم الإيراني بعد سيطرت الحركة على العاصمة ابتدا بالاسلحة، والمسيرات والتكنولوجيا الصاروخية الإيرانية وإرسال الخبراء الإيرانيين واللبنانيين لتدريب الحوثيين ضمن طموحات إيران التوسعية لتهديد أمن الخليج والأمن القومي العربي ككل.
◄ علاقة الحوثي بتنظيم القاعدة وداعش
وأكد السياسي اليمني نايف محمد المدوري بأنه كان أول تعاون مباشر بين الحركة الحوثية والقاعدة في عام 2015م عندما دخلت الحركة الحوثية وسيط بين إيران وتنظيم القاعدة للافراج عن الدبلوماسي الإيراني الذي كان مختطفا لدى التنظيم مقابل إطلاق إيران خمسة من كبار تنظيم القاعدة في السجون الإيرانية.
وبعد عام من انطلاق عاصفة الحزم في 2016م عانت الحركة من نقص كبير في صفوفها، ولذلك دخلت في محادثات ومقايضة علنية مع التنظيم، وبعد نجاح الاتفاق بين التنظيمين الإرهابيين الحوثي والقاعدة أفرج الحوثيون عن 400 عنصر للقاعدة بالعاصمة صنعاء وتم نقلهم مباشرة للقتال في صفوف الحوثيين في محافظة مأرب، والحديدة والمناطق الحدودية للأراضي الجنوبية المحررة كالضالع، وكرش بمحافظة لحج، وعقبة الحلحل بمحافظة أبين.
ومنهم من تم تجهيزهم لأعمال إرهابية داخل الأراضي الجنوبية حيث نفذت عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة في أكتوبر عام 2021 هجوما إرهابيا بمنطقة حجيف بمديرية التواهي، وبتمويل وتوجيه من مليشيا الحوثي استهدف موكب محافظ محافظة عدن أحمد حامد لملس ووزير الزراعة والثروة السمكية اللواء سالم السقطري سقط على أثره خمسة قتلى وعدد من الجرحى.
فيما نفذت عناصر إرهابية تتبع تنظيم القاعدة هجومًا ارهابيا استهدف عددا من المدنيين بمحاذاة بوابة مطار عدن الدولي بمديرية خور مكسر محافظة عدن، سقط على أثره 5 قتلى 30 جريحا، وقد القي القبض على العناصر الإرهابية التي نفذت العمليتين وأدلت باعترافات أقرت بضلوع مليشيا الحوثي في التدبير والتخطيط للعمليتين الإرهابيتين لزعزعة الأمن والاستقرار في الأراضي الجنوبية حتى لا تستقر لأن ذلك يقودها إلى استعادة الدولة الجنوبية.
◄ جرائم الحوثي بحق الشعب اليمني
بالنسبة لجرائم الحوثيين وانتهاكاتهم ضد الشعب اليمني فهي كثيرة ومتنوعة، فقد طالت كافة شرائح المجتمع ابتدا بالأطفال فلم يعد حرمان الأطفال من حقوقهم التي كفلتها القوانين الدولية في التعليم، والغذاء، والدواء والأمن بل وصل الحال في المليشيا الحوثية إلى اقحامهم في الصراع الدائر في اليمن منذ 8 سنوات.
وكذلك الانتهاكات الموجهة ضد المرأة، وكبار السن، وقصف المدنيين في القرى، والمناطق الآهلة بالسكان، ومخيمات النازحين، وزراعة مئات الآلاف من الألغام في المزارع والطرقات والمنازل والجبال، وكذلك الالغام البحرية غير آبهة بالنتائج أو مراعية للعواقب، وقطع رواتب الموظفين، وتعذيب السجناء، وتفجير دور العباد، ومنازل المعارضين السياسيين والمشايخ، ومصادرة ونهب ممتلكاتهم، وغيرها من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب.
أما جرائم التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش فهي تتشابه إلى حد ما مع الحركة الحوثية مع اختلاف الطريقة أو الوسيلة في التعامل مع المواطنين حيث تستخدم الجماعات الإرهابية السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لحصد أرواح الأبرياء بينما يتشابه التنظيمان الإرهابيان الحوثي والقاعدة في زراعة الألغام بكافة أشكالها، وقصف وترويع الآمنيين، والانتهاكات الموجة ضد الأطفال والنساء، ومصادر ونهب ممتلكات المعارضين لحكمهم.
◄أحكام الإعدام الحوثية
وأشار في حديثه بأن المحكمة التي أصدرت الحكم بحق أبناء محافظة صعدة هي نفسها التي قضت بإعدام 9 أفراد من أبناء تهامة، في جريمة أعادت لليمنيين الذاكرة للحكم الأمامي الكهنوتي وجرائمه بحق الشعب اليمني، وهذه المرة شملت 16 فردا منهم 7 أفراد تم اختطافهم من محافظة صعدة شمال صنعاء وتم الحكم عليهم بالإعدام إلى جانب 9 آخرين غيابيا، فهده المحاكم تفتقر إلى الشرعية والمشروعية وأبسط معايير المحاكم العادلة التي تبدأ من حالة الضبط مرورا بأجهزة الأمن والنيابة العامة إلى أن تصل إلى يد القضاء، وتلك الأحكام التي تصدرها الجماعة الحوثية هي أحكام جائرة وخارجة عن إطار القانون وهي مجرد قرارت سياسية تخرج من المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين فيتلقفها من يدعون القضاء ليقومون بقرائتها، والهدف منها هو إرهاب الشعب اليمني بحيث لا يقف أحدا أمامها في تنفيذ مشروعها السلالي، كما أن تلك الأحكام الخارجة عن إطار القانون ما كانت لتقوم بها الحركة الحوثية لؤلاء التراخي الذي ابداه المجتمع الدولي تجاهها.
وتابع المدوري بأنه لم يعد الحوثي يهدد الشعب اليمني وحسب بل أصبح يهدد مصالح الإقليم والعالم من خلال استهداف الشركات النفطية الأجنبية في محافظتي حضرموت وشبوة، وكذلك استهداف الشركات النفطية في المملكة العربية السعودية، كما تقوم الحركة الحوثية باستهداف الملاحة البحرية قبالة اليمن.
حيث تعرضت السفن التجارية في البحر الأحمر لاعتداءات إرهابية مما شكل تهديد ل 13% من حجم حركة التجارة الدولية سنويا قبالة مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين في انتهاك يرقى إلى جرائم حرب، كما تقوم ميليشيات الحوثي الإرهابية أيضا في أعمال القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال وفي خليج عدن ترقى إلى جرائم حرب بالمخالفة للقانون الدولي والقوانين المحلية والاتفاقيات والمعاهدات التي صادقت عليها اليمن، مؤكدًا بأنه قد تنوعة جرائم الحركة الحوثية بين استهداف لسفن الشحن التجارية الدولية، والسفن العسكرية، واستخدام شواطئ البحر الأحمر لعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، وزراعة الألغام البحرية في البحر الأحمر، والاعتداء على الصيادين اليمنيين ونهب ممتلكاتهم.
واختتم تصريحاته لـ "الفجر" بأن ميليشيات الحوثي الإرهابية قامت أيضا باستهداف الموانئ السعودية ومنشآت نفطية هامة، ومطارات مدنية ومناطق سكنية، وبذلك لم يعد الحوثيين يهددون الشعب اليمني وحسب، بل تهدد العالم والأقليم.