"شبح شارون يعود بعد 22 عاما".. كل ما تريد معرفته عن إيتمار بن غفير الذي اقتحم المسجد الأقصى.. "متطرف على درجة وزير"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

اقتحم  وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير  مجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية الثلاثاء للمرة الأولى منذ توليه المنصب، مما أثار غضب الفلسطينيين الذين يرون في هذه الخطوة استفزازا  صريحا.

شارون يقتحم المسجد الأقصى عام 2000

ولم يكن هذا الاقتحام الأول من نوعه، حيث اشتعل فتيل انتفاضة الأقصى في 28 من سبتمبر عام 2000 لم يبدأ بسبب صاعقة من سماء صافية وليدة اللحظة، بل جاء بعد تراكمات عدة من قمع واحتلال واغتصاب للأراضي والعبث بمقدرات الشعب الفلسطيني، لا سيما بعد اقتحام أرئيل شارون للمسجد الأقصى المبارك.

شارون رفض بشدة مباحثات كامب ديفيد بين عرفات وباراك

وجاء اقتحام شارون للمسجد الأقصى بعد شهرين على محادثات باراك – عرفات في «كامب ديفيد» برعاية الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون التي عارضها شارون بشدة، وفي أوج بداية تفكك حكومة باراك على خلفية مسائل داخلية.

“متطرف على درجة وزير”.. من هو إيتمار بن غفير؟

وتنشر بوابة الفجر الإلكترونية، كل ما تريد معرفته عن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير، الذي اقتحم باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح أمس، من ناحية باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء الاقتحام، عقبا للتقارير الإسرائيلية التي أفادت بأن بن غفير تراجع عن اقتحامه للأقصى عقب جلسته  برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء الاثنين

ونشر موقع  "يديعوت احرنوت"  الإخباري، صورا لبن غفير وهو يتجول في الموقع تحت حراسة مشددة.

تحذير المعارضة الإسرائيلية من زيارة بن غفير

وكان زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لبيد، قد حذر من أن زيارة بن غفير قد تثير أحداث عنف.

وقال بن غفير، في بيان نشره المتحدث باسمه: "حكومتنا لن تستسلم لتهديدات حماس"، بعد أن حذرت حركة المقاومة الفلسطينية من أن هذه الخطوة "خط أحمر".

تلميذ مائير كاهانا

ولد بن غفير في الخامس من مايو 1976 في أحد أحياء مدينة القدس لأبوين من يهود العراق. 

وبدأ بن غفير في سن مبكر نشاطه في حركة "كاخ" اليهودية  التي أسسها الحاخام مائير كاهانا.

كان بن غفير أحد مساعدي القيادي في الحركة نوعم فريدمان في مستوطنة "كريات أربع" المقامة وسط الخليل.

وحصل بن غفير على بكالوريوس في الحقوق، وعمل كمحام ودافع عن عدد من القضايا البارزة وعلى رأسها قضايا المستوطنين آنذاك. 

وأدين في عام 2007 بالتحريض على العنصرية بسبب حمله لافتة كتب عليها "اطردوا العدو العربي". لكنه يقول الآن إنه لم يعد يؤيد إبعاد جميع الفلسطينيين وإنما من يعدهم "خونة أو إرهابيين".

ويقود بن غفير حزب "القوة اليهودية" الذي أسسه عدد من أتباع كاهانا عام 2012.

وفشل الحزب في دخول الكنيست في انتخابات عام 2013 و2015 سواء بالتحالف مع أحزاب أخرى أو بمفرده.

تولي بن غفير الأمن الداخلي 

وأقر حزب الليكود الإسرائيلي اليميني بزعامة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، أنه أبرم أول اتفاق ائتلافي مع حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف.

وكان هذا الاتفاق لا يمثل في وقتها  تشكيل حكومة جديدة كاملة ة، بيد أنه منح زعيم "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير، وزارة الأمن الداخلي ومقعدًا في مجلس الوزراء الأمني.

وقال بن غفير في بيان له عقب إبرام الاتفاق: "قطعنا خطوة كبيرة نحو اتفاق تحالف كامل، نحو تشكيل حكومة يمينية خالصة".

وبموجب الاتفاق تولى بن غفير حقيبة الأمن الداخلي، مع صلاحيات واسعة تشمل إدارة شرطة حرس الحدود في الضفة الغربية المحتلة.

وحصل الحزب أيضا على رئاسة لجنة الأمن الداخلي بالكنيست (البرلمان) ومنصب نائب وزير الاقتصاد.

ومَثّل صعود حزب "الصهيونية الدينية " اليميني المتطرف واحتلاله موقعًا بارزًا في المشهد السياسي الإسرائيلي أحد أكبر المفاجآت الانتخابات التي جرت في الأول من شهر نوفمبر 2022.

حزب الصهيونية الدينية

وحزب الصهيونية الدينية عبارة عن تجمع من الأحزاب الدينية المتطرفة وعلى رأسها القوة اليهودية. 

وتم جمع هذه الأحزاب في هذا الهيكل الجديد بمبادرة من نتنياهو لضمان عدم تشتت أصوات اليمين المتطرف، وبالتالي ضمان دخول هذه الأحزاب تحت اسم واحد في  الكنيست، ما تحقق في الانتخابات الأخيرة وفاق كل التوقعات.

فلسطين: القدس الشريف خط أحمر

وآثار اقتحام الوزير المتطرف داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح أمس، لباحات المسجد الاقصى المبارك، وسط حراسة مشددة ردود فعل غاضبة.
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية باقتحام وزير الأمن الإسرائيلي من تيار اليمين، إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى، ووصفته باستفزاز غير مسبوق.
كما أكدت أن هذا الاقتحام شرعنة لمزيد من الاقتحامات، واستباحة الأقصى من قبل المستوطنين، محملة حكومة نتنياهو مسؤولية عواقبها.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن اقتحام  بن غفير للمسجد الأقصى المبارك يغتبر تحدٍ لشعبنا الفلسطيني، وللأمة العربية والمجتمع الدولي، محذرا  من أن استمرار هذه الاستفزازات سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع.
وشدد على أن محاولات سلطات الاحتلال الاسرائيلي لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الاقصى، عبر تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا، مرفوضة ومصيرها إلى الفشل، مؤكدا ان القدس الشريف والمقدسات خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
ودعا الناطق باسم الرئاسة، الإدارة الأميركية، إلى تحمل مسؤولياتها وإجبار إسرائيل على وقف تصعيدها واقتحامات المسجد الأقصى قبل فوات الآوان.

أمريكا تعارض أي خطوة تستهدف الوضع القائم في الأماكن المقدسة بالقدس

وقال السفير الأمريكي لدى "إسرائيل" توماس نايدس: "إن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة الإسرائيلي بأنها تعارض أي خطوة تستهدف الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس".
وأضاف نايدس أنه "ليكن واضحا، نحن معنيون بالحفاظ على الوضع القائم، وأي عمل يمنع ذلك غير مقبول. وقلنا هذا الأمر بصورة واضحة لحكومة إسرائيل".