بيزنطيو مصر يحيون ذكرى القدّيسة البارّة في الشهيدات أنيسيّا
تحتفل كنيسة الروم الملكيين البيزنطية، بتذكار القدّيسة البارّة في الشهيدات أنيسيّا التي استشهدت القديسة أنيسيّا في مدينة تسالونيكي في عهد الإمبراطور مكسيميانوس، في أوائل القرن الرابع.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد حذّر الرّب يسوع تحذيرًا علنيًّا في بدء عظته على الجبل حيث عرض للناموس الذي أعطاه الله على جبل سيناء في العهد الأوّل على ضوء نعمة العهد الجديد: "لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ الشَّريعَةَ أَوِ الأَنْبِياء ما جِئْتُ لأُبْطِل، بَل لأُكْمِل".
الرّب يسوع، مسيح إسرائيل والأعظم في ملكوت السموات، كان يرى من واجبه أن يتمّ الناموس على حدّ قوله عاملًا به كاملًا حتّى في أدقّ أحكامه وهو وحده استطاع أن يقوم بذلك قيامًا كاملًا... أنّ الإتمام الكامل للناموس لم يكن باستطاعة أحد غير المشترع الإلهي الذي ولد خاضعًا للناموس في شخص الابن. مع الرّب يسوع، لا يظهر الناموس محفورًا على لوحَين من حجر ولكن في أعماق قلب الخادم الذي، إذ يُصدِر الحكم حسب الحقّ قد أصبح هو عهدًا للشعب. لقد أتمّ الرّب يسوع الناموس إلى حدّ أنّه حمل لعنة الناموس التي لحقت بالذين لم يعملوا بجميع أحكام الناموس إذ إنّ موت الرّب يسوع المسيح حصل لفداء المعاصي المقترفة في العهد الأوّل.
إنّ الرّب يسوع "كان يُعَلِّمُ كمَن له سلطان لا ككتبتهم". ففيه كانت تدوّي كلمة الله نفسها التي دوّت على جبل سيناء لتعطي موسى الشريعة المكتوبة، والتي تُسمع أيضًا على جبل التطويبات. إنّها لا تنقض الناموس، ولكنّها تكمّله مقدّمةً بطريقة إلهيّة تفسيرها النهائي: "سَمِعتُم أَيضًا أَنَّه قِيلَ لِلأَوَّلين أمّا أنا فأقول لكم" وبهذه السلطة الإلهيّة، شجب بعض "التقاليد البشريّة" عند الفريسيّين التي "تبطل كلام الله".