حكم وتوقيت طواف الإفاضة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

أجاز الشرع للحاجّ أن يُؤخّر طواف الإفاضة لآخر مكث له بمكة بنيّة جمعه مع طواف الوداع؛ وذلك لأنّ المقصود من طواف الوداع يتحقق بطواف الإفاضة؛ وهو أن يكون آخر عهد الحاج الطواف بالبيت، وتجدر الإشارة إلى توضيح عدّة أمور:أوّلها: أداء الحاجّ للسعي بعد طواف الإفاضة لا يضرّه في شيء لكون السعي لا يُعدّ قطعًا للتوديع. 

 


ثانيها: الأفضل في وقت الإتيان بطواف الإفاضة عند تأخيره لجمعه مع طواف الوداع أن يكون في يوم العيد وأيام التشريق. طريقة الجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع أُشير مسبقًا إلى جواز جمع طواف الإفاضة مع طواف الوداع، إلّا أنّه تجدر الإشارة إلى ضرورة جمع نيّة طواف الإفاضة مع طواف الوداع، أو الاكتفاء والاقتصار على نية طواف الإفاضة لكون الرّكن يُغني عن الواجب، أمّا الاكتفاء بنية طواف الوداع فلا يجوز ولا يُجزئه عن طواف الإفاضة.
 


حكم الجمع بين طواف الإفاضة والوداع 
 


فمَن اكتفى بنية طواف الوداع، ونسي ضمّ نية الإفاضة إلى الوداع بقي عليه طواف الإفاضة ولا يسقط عنه حتى يعود إلى مكة ويأتي به، فإن كان قد جامع زوجته قبل الإتيان به لزمه ذبح شاة في مكة.
 


حكم طواف الإفاضة



اتّفق جمهور العلماء على أنّ طواف الإفاضة أحد أركان الحجّ الأربعة التي لا ينوب عنها شيء، بحيث يُعدّ عدم الإتيان بأحدها سببًا في بطلان الحجّ، وطواف الإفاضة عبارة عن سبعة أشواط، إلّا أنّ الحنفية قالوا إنّ الركن منه يتحقّق بأربعة أشواط لكون الأكثر يأخذ حكم الكل، أمّا الأشواط الثلاثة الباقية فحكمها واجب.
 


وقت طواف الإفاضة 
 


وقت طواف الإفاضة يكون بعد أن يفيض الحاجّ من عرفة ويبيت بمزدلفة، ثمّ يفيض منها إلى منى قبل طلوع الشمس، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عمرو بن ميمون -رضي الله عنه- قال: (إنَّ المُشْرِكِينَ كَانُوا لا يُفِيضُونَ مِن جَمْعٍ، حتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ علَى ثَبِيرٍ، فَخَالَفَهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأفَاضَ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ.).

فيرمي وينحر ويحلق في منى، ثمّ يفيض منها إلى مكة، ويطوف بالبيت طواف الإفاضة، وتجدر الإشارة إلى أنّ طواف الإفاضة له عدّة أسماء منها: طواف الزيارة؛ لأنّ الحاج يأتي مكة بغية زيارة البيت والطواف فيه ثمّ يعود إلى منى، وطواف الركن والفرض باعتبار حكمه، وطواف الصدر.
 

حكم طواف الوداع 



اتّفق جمهور العلماء على أنّ طواف الوداع من واجبات الحجّ، وقد استدلّوا على ذلك بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حتَّى يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِ بالبَيْتِ)،إلّا أنّ المالكية قالوا إنّ طواف الوداع مندوب، ويكون طواف الوداع سبعة أشواط دون سعي، ويجدر بالذكر أنّ ترك الحاج لطواف الوداع يُوجب عليه الدّم؛ أي الفِدية.