التنمر خطر يهدد دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع
التنمّر فعل عدائي يتضمن سلوكًا يشير إلى عدم توازن التصرفات، وهو غالبًا ما يتكرر عدة مرات، ويأخذ سلوك التنمر أشكالًا عدة من العدوان البدني المتعمد وقد انتشرت على نطاق واسع في مدارسنا في الآونة الأخيرة، وهي التنمر المدرسي الموجه ضد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تم دمجهم في المدارس العادية من قِبل أقرانهم من الطلاب العاديين.
وقد اهتمت بعض بحوث علم النفس بموضوع التنمّر، خاصة فيما يتعلق بالأطفال المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتعرضون لمخاطر تنمر أقرانهم، فضلا عن الأطفال ذوي صعوبات التعلم وعلاقتهم بالتنمر، وكانت دراسات سابقة قد أكدت أن الأطفال الذين لديهم اضطراب الانتباه والنشاط اكثر عرضه للتنمر، وقد تتسع دائرة التنمر لتشمل عزل الطفل الضحية عن أقرانه أو مقاطعته أو تخويفه باستمرار، مما يؤثر سلبًا على المسيرة الحياتية للطفل، ويجعله غير سعيد.
وأشارت أحدث الدراسات النفسية إلى معاناة الأطفال المعاقين بإعاقات جسيمة، كونهم ضحايا تنمر الآخرين عليهم، كل حسب نوع ومستوى إعاقته، وبالمثل كان الأطفال الذين لا تتسع دائرة أصدقائهم، هدفًا سهلًا للتنمّر ممن لديهم صداقات متعددة، ويدخل في زمرة هؤلاء المصابين بشلل الأطفال أو مرضى السكري الذين يعالجون بالأنسولين، فإنهم يعانون تنمّر أقرانهم. ومن الثابت، كما تؤكد نتائج البحوث، أن الأطفال مضطربي الكلام بنسبة تزيد على 80 في المئة يكونون عرضة لتنمر أقرانهم مما يسبب لهم مزيدًا من الإحباط وانخفاضًا في تقدير الذات، بالإضافة إلى شعور بعضهم بالصداع أو آلام المعدة أو فقد الشهية أو التعب والإرهاق والتفكير في الانتحار.
ولذلك تعد مرحلة ما قبل المدرسة الفترة التكوينية الحاسمة من حياة الإنسان، وهي التي يتم فيها وضع البذور الأولى لشخصيته وتحدد مستقبله فيما بعد، والأسرة هي المسؤول الأول عن إكساب الطفل أنماط السلوك الاجتماعي، ويليها في ذلك رياض الأطفال والمدرسة وجماعة الأصدقاء ووسائل الإعلام، وهذا بدوره يلقي العبء على المتخصصين في مجالات الطفولة وعلم النفس والتربية، حيث ينبغي توعية هذه المؤسسات وإرشادها لاختيار أفضل البيئات التي تساعد الطفل على النمو النفسي السليم.