وحش الانتقام ومأمورية الرصاص بنزلة البطران.. أسرار جريمة صاحب الروب الأسود
قضايا نفقات صُدرت أحكامها لصالح سيدة، كُتب معها الفصل الأخير في حياة محامِ، ودُفع بموكله - زوج السيدة-، إلى خلف القضبان، عند إطلاقه وابلا من الأعيرة النارية صوبه، داخل مكتبه، بمركز كرداسة.
جلس محمد فرحات، زوج السيدة الثلاثيني العمر يفكر في حيلة للانتقام من محاميه لعدم صدور الأحكام لصالحه، ليقرر قتله، وعلى إثر ذلك أحضر بندقية آلية، وتوجه إليه بمكتبه بمنطقة أبو رواش.
توقف الشهير بـ " محمد خيرية"، بدراجته النارية بالقرب من شركة الكهرباء قبل أن يصعد إلى مكتب المحامِ، مخبأ بين طيات ملابسه البندقية الألي.
مشادة كلامية حادة دارت بين بنداري حمدي - المحامي- وموكله، ليخرج على إثرها سلاحه ويطلق وابلا من الأعيرة النارية أصابت طلقتين منهم منطقة حساسة بجسده، ليفارق الحياة متأثرا بجراحه، من ثم لاذ "خيرية" بالهرب، وسط ذهول وفزع سكان المنطقة.
رحلة هروب لم تدم سوى ساعات معدودة، ظن معها المتهم هروبه عن الأنظار، وعدم القبض عليه، عند استئجاره غرفة بأحد العقارات بمنطقة نزلة البطران بمنطقة الهرم غرب الجيزة.
جلس "خيرية" داخل الغرفة المستأجرة يفكر في وسيلة تمكنه من السفر إلى إحدى المحافظات ليختفي عن الأنظار، محدثا نفسه.. " القضية براءتها مؤبد"، لكن خطته لم تكلل بالنجاح، ليستغرق في النوم أثناء ذلك، ممسكا في يده البندقية الألي على وضع الاستعداد لإطلاق عيار ناري فور استشعاره بقدوم قوات الأمن.. " البندقية في إيده وساحب طلقة".
في الوقت ذاته كان يتابع فريق البحث الجنائي المُشكل على أعلى مستوى برئاسة اللواء علاء فتحي نائب مدير مباحث الجيزة تنسيقا مع قطاع الأمن العام، تحركات المتهم، لحين تحديد ساعة الصفر للقبض عليه.
أعد اللواء أحمد الوتيدي مدير المباحث الجنائية بالجيزة مأمورية ترأسها العقيد تامر صالح مفتش مباحث فرقة شمال أكتوبر، والمقدم هاني عماد رئيس مباحث مركز كرداسة، ومعاونه الرائد أحمد فايز معاون، للقبض على المتهم مع التشديد على القوات باتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة حفاظا على سلامتهم وسلامة سكان المنطقة.
داهمت القوات الغرفة المستأجرة لتنجح في القبض على " خيرية"، في غضون ثوان معدودة، دون إطلاق رصاصة واحدة، وتم اقتياده إلى ديوان المركز للتحقيق.
إخطارا تلقاه العميد محمد أمين رئيس قطاع أكتوبر، بورود إشارة من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثة قتيل بمنطقة أبو رواش دائرة مركز كرداسة.
انتقلت قوة أمنية برئاسة العقيد تامر صالح مفتش مباحث فرقة شمال أكتوبر، والمقدم هاني عماد رئيس مباحث المركز ومعاونه الرائد أحمد فايز، وبالفحص والمعاينة عُثر على جثة محامي يدعى بنداري حمدي بنداري أحمد حسانين، 35 سنة، قتل برصاص سلاح ألي، بالقرب من شركة الكهرباء في ظروف غامضة.
معاينة الجثة بينت إصابة المحامي بطلقتين ناريتين- ببندقية آلية- بمكان حساس بجسده، ليفارق الحياة على إثرها.
وأوضحت مصادر أمنية أن المتهم موكل لدى المجني عليه، في قضايا نفقات خاصة بزوجته، وعند صدور الأحكام لصالح الطرف الثاني، قرر المتهم الانتقام من المحامي وقتله داخل مكتبه، قبل هروبه، وتمكنت القوات من القبض عليه وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.
جرى نقل الجثة إلى ثلاجة مستشفى الشيخ زايد التخصصي، وتحرر المحضر اللازم، وأخطر اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة بالواقعة، والعرض على النيابة العامة لتولي التحقيق.
