يقول أطباء إن القوات الإيرانية تطلق النار على وجوه المتظاهرات وأعضائهن التناسلية

تشوهات جسدية وفقدان البصر.. هكذا تستهدف الشرطة الإيرانية المتظاهرين (تقرير)

تقارير وحوارات

تظاهرات إيران-أرشيفية
تظاهرات إيران-أرشيفية

كشف أطباء إيرانيين في شهادات لصحيفة "الجارديان" البريطانية، في شهادتهم بشأن جرحي ومصابيين الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ سبتمبر الماضي، والتي حملت في طياتها تشويه الأعضاء التناسلية للنساء المتظاهرات ، والإصابة المباشرة للرأس للرجال والأطفال بواسطة استخدام قوات الأمن لسلاح "الخرطوش".

 

وتلقت الجارديان شهادات من 10 أطباء متخصصين، والذين حذروا بدورهم من خطورة الإصابات التي قد تؤدي إلى إصابة مئات الشباب الإيراني بأضرار دائمة، وقالوا إن الطلقات النارية في أعين النساء والرجال والأطفال كانت شائعة بشكل عام.

 

في حين أن انقطاع الإنترنت قد أخفى الكثير من حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين، أظهرت الصور التي قدمت لصحيفة الغارديان أصابات غائرة في جميع أنحاء أجسادهم بسبب كرت الخرطوش، والتي تطلقها قوات الأمن على المتظاهرين من مسافات قريبة. 

 

 

قوات الشرطة تطلق خرطوش الصيد على المتظاهرين 

 

وقال "بريان كاستنر" أحد كبار مستشاري الأزمات في مجال الأسلحة والعمليات العسكرية في منظمة العفو الدولية، إن الإصابات التي تظهر في الصور المقدمة تتفق إلى حد كبير مع استخدام طلقات الخرطوش المصممة للصيد ولا يجوز للشرطة استخدامها.

 

وبحسب تصريحات "كاستنر" للجارديان، يعد من الصعب تقييم الإصابات لأجزاء الجسم المستهدفة من الصور وحدها، أو من أي مدى بسبب طبيعة رش طلقات الخرطوش من بنادق الصيد،  مؤكداً أن صورة واحدة على الأقل أظهرت ما يبدو أنه مقذوف واحد كبير الحجم يستخدم لصيد الطرائد الكبيرة مثل الغزلان.

 

 

رصاصة في العين

وقال أحد الأطباء الجراحين في طهران، إن إحدى الحالات التي أُحيلت إليه كانت لشاب يبلغ 25 عاماً أصيب برصاصة في وجهه في 16 سبتمبر، رغم أنه لم يكن مشارك بالاحتجاجات ولكنه كان بالقرب منها، معربُا عن حزنه قائلًا:"أصابات الخرطوش في  العين والرأس. هناك مصابين فقدوا بصرهم كليا أو جزئيا".

 

وتأتي إحدى الحالات التي تداولها النشطاء واكتسبت تعاطف شعبي، كانت الهجوم على طالبة من مدينة بندر عباس الساحلية، والتي أصيبت برصاصة في عينها اليمنى،  شاركت "غزل رانجكيش" عبر صفحتها الشخصية على إنستجرام، أنها أصيبت بالرصاص أثناء عودتها من المدرسة.

 

وكتبت في منشور تم حذفه  بعد أن تم نشره على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي،:"آخر صورة رأتها عيني اليمنى كانت ابتسامة الشخص الذي أطلق النار علي".

 

 

 

 

 

اتهامات بتعمد تشويه أجساد المتظاهرين 

 

واتهم بعض الأطباء قوات الأمن بما في ذلك قوات الباسيج بتجاهل ممارسات مكافحة الشغب، مثل إطلاق النار على القدمين والساقين لتجنب الإضرار بالأعضاء الحيوية، وفي 26 أكتوبر الماضي، احتج مئات الأطباء خارج المجلس الطبي الإيراني، وأطلقت قوات الأمن النار عليهم. 

 

 

وقال طبيب من كرج، وهي مدينة قريبة من طهران، إن قوات الأمن "تطلق النار على وجوه النساء وأجزاء أجسادهن لأنهن يعانين من عقدة النقص ويريدون التخلص من عقدهم الجنسية عن طريق إيذاء هؤلاء الشباب.

 

وبينما اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارًا بإنشاء بعثة لتقصي الحقائق للتحقيق في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، فمن غير المرجح أن يتم قبول المحققين في البلاد.

 

 

 

 

الاحتجاجات على الصعيد الوطني

 

ويقول النشطاء  إن مثل هذا العنف القائم على النوع التمييز ليس مفاجئًا نظرًا للحكم الكاره للنساء من آيات الله في إيران، الذين استولوا على السلطة في ثورة 1979 وحافظوا على سيطرتهم بالقوة الغاشمة.

 

وكانت وفاة ماهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، في سبتمبر الماضي، هي التي أشعلت الانتفاضة الشعبية الأكثر جرأة لحكم رجال الدين المتشددين، وتم القبض على أميني بسبب ارتدائها الحجاب بشكل غير لائق، ثم تعرضت للضرب حتى دخلت في غيبوبة على يد شرطة الأداب الإيرانية.

 

واتهمت طهران مرارا وتكرارا أعداء أجانب بالتسبب في الاضطرابات واتهمت الإرهابيين بقتل العشرات من أفراد قوات الأمن، فيما يتعارض ذلك مع تصريحات مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي قال إن أكثر من 300 شخص قتلوا حتى الآن في حملة القمع، بما في ذلك أكثر من 40 طفلاً.