كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالظاهر: صوم الميلاد هو رحلة استعداد
قال القس موسى موسى كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالظاهر، ان صوم الميلاد هو رحلة استعداد، وتستعد الكنيسة وتهيئ شعبها لاستقبال الكلمة المتجسد ليحل بالإيمان فى قلوبنا وندرك عظمة هذا السر.ـ
وتابع القس موسى فى تصريحات له لـ "الفجر" إننا في هذا الصوم نكون كمن يفرش ويهيئ المذود لاستقبال المولود الإلهي، ولكن هذه المرة، في قلوب بسيطة متواضعة، قلوب خاشعة مصلّية متهلّلة مداومة على التسبيح والصلاة، لكي يأتي المخلّص ويسكن فيها، فيجعل القلب سماء ومكان لسكناه أن صوم الميلاد هو التسبيح والسهر والفرح بانتظار ميلاد المخلّص
قال القديس ذهبي الفم: "إن الصوم هو أول وصية أعطاها الله للإنسان ( تك 2-7 9) لكي يعلمه العفة والطاعة لخالقه التي لما انحرف عنها نفي من الفردوس وحكم عليه بالموت (تك 3-5).
فقد صام موسى أربعين يوما استحق بعدها أن يعاين الله وياخذ الوصايا العشر ( خر 34-28) وإيليا صام أربعين يوما فاستحق أن يخاطب الله في حوريب ( ملو 10-8)، ودانيال صام ثلاثة أسابيع وأهل نينوى أيضا.
لهذا أمر الرب بأن يصوم شعبه فقال على فم يوئيل النبي: "قدسوا الصوم" ( يو 41-1 ) "فالآن يقول الرب توبوا بكل قلوبكم وبالصوم" كما آبائنا الرسل كانوا يصومون: " فصاموا حينئذ وصلوا " ( اع 13: 5-3 ).
لهذا وضع الصوم لتدريب النفس على التقدم في الحياة الروحية والمصالحة مع الذات ومع الآخرين ومع الله.
وأشار أنه لا يعتقد أحد أن الصوم عن الطعام وحده يكفي لبلوغ الهدف المنشود إلا إذا صام صوما ذاتيا داخليا، صام عن الأهواء، الغضب، الحسد، النميمة، الضلال، وأما الصوم الحقيقي فهو فعل المحبة التي تأتي بالدرجة الأولى والصوم هو حمل الصليب وإنكار الذات، كما تعلمنا من المسيح المصلوب على الصليب أن ننكر ذاتنا وأن نرفض كل ما حسبناه ربحًا في هذا العالم.
كما أن الصوم الحقيقي هو التوبة الحقيقة التي تجعل الصوم صوما، وبدونها لا يحسب الصوم شيئا، إذا الصوم دون التوبة لا يبرر ولا يؤهل لاستقبال المخلص.