السائقون يؤكدون: حقوقنا مهدرة والطريق
نزيف طريق رأس غارب الزعفرانة مستمر.. ما السبب؟ وكيف تعمل مكاتب الحجز دون رقيب ولا حسيب ؟
أسر مصرية تفقد عائلها الوحيد أو أحد أفرادها يوميًا، ومصابين بالجملة من جميع المحافظات، منهم من يستكمل حياته بإعاقة مدى الحياة، أو شاب يحطم حلمه عندما يُصاب بإصابات بالغة تمنعه من الالتحاق بإحدى الكليات الكبرى، وعقب وقوع كل حادث على طريق رأس غارب الزعفرانة، لم تقتصر القصة في الوفيات أو الإصابات فقط، بل إن الدولة تتحمل أعباء مالية ضخمة خاصةً في الحوادث الكبرى.
لا يمر يومًا على الطرق البرية التي تربط محافظة البحر الأحمر بباقي جسد الوطن، خاصةً الوجه البحري والقاهرة إلا وتقع حوادث يروح ضحيتها قتلى ومصابين، كانوا في رحلة للعمل أو العودة من إجازة أو الذهاب إلى المحافظات الوجه البحرى لقضاء بعض حوائجه، حيث تتحول رحلاتهم التى حجزوا فيها إلى قصص مأساوية.
خلال الفترة الأخيرة كثرت مكاتب الحجوزات بشكل كبير في مدينة الغردقة، وأصبح شارع النصر من أهم شوارع المدينة لا يمر عليك أمتار قليلة إلى وتجد محلًا يحمل “يافطة” مدون عليها حجز القاهرة الغردقة، بأسعار زهيدة، ولا يعلم أحد مدى اكتمال هذه المكاتب للأوراق الرسمية والتراخيص خاصةً لتعاملها مع الكثير من الأتوبيسات المتهالكة والتي يتضح حالها بالعين المجردة لأي شخص.
وتقتحم بوابة الفجر الإخبارية، هذا الملف الشائك، للبحث عن الحقيقة، ووضعه أمام من يهمه الأمر، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين، وأيضًا أموال الدولة التي تصرف بسبب كثرة تلك الحوادث على الطرق بالبحر الأحمر خاصةً طريق رأس غارب الزعفرانة.
مصرع وإصابة 43 شخصًا بطريق رأس غارب الزعفرانة
ومن بين هذه الحوادث مصرع وإصابة 43 شخصًا كانوا في طريقهم إلى مدينة الغردقة قادمين من القاهرة، منهم من كان عائدًا من إجازته والبعض كان في القاهرة لإنجاز بعض المصالح، والكل فوجئ بالحادث المأساوي الذي راح ضحيته 12 شخصًا، وإصابة 31 آخرين، منهم من كان العائل الوحيد لأسرته، وكعادتها انطلقت سريعًا 30 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث المأساوي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وهنا وهنا السؤال هل الأجهزة المختصة لمتابعة وفحص تراخيص مكاتب الحجوزات بالغردقة ومدى صلاحية الأتوبيسات التى تقل مئات المواطنين يوميًا صالحة؟ السؤال: هل الأجهزة المختصة لمتابعة وفحص تراخيص مكاتب الحجوزات بالغردقة؟ ومدى صلاحية الأتوبيسات التى تقل مئات المواطنين يوميًا صالحة؟ هل طريق رأس غارب الزعفرانة يصلح له الترميمات التى نشاهدها من حين لآخر أم يحتاج إلى إحلال وتجديد؟ هذه الأسئلة متروكة للمسؤولين.
وتواصلت الفجر مع العديد من المترددين على تلك المكاتب وبعض السائقين، الذين يعملون في تلك المكاتب، للوقوف على مدى القصور المتواجد في تلك المكاتب.
قال "ع. أ. ج"، أحد السائقين في إحدى المكاتب إن معظم الأتوبيسات متهالكة ولم تصلح لنقل الركاب خاصةً المسافات الطويلة مثل الغردقة القاهرة، لافتًا إلى أنه لا توجد رحلة واحدة تصل من القاهرة إلى الغردقة أو العكس دون تعطل على الطريق وتوقف يصل لعدد من الساعات.
وأضاف السائق، يوجد أيضًا أتوبيسات ترخيصها منتهي وبها بعض العيوب الفنية، مما يجعلها لأ تصلح لنقل الركاب، موضحًا أن هذا الأمر ليس في مكاتب الحجوزات الصغيرة فقط ولكن هناك بعض الشركات الكبرى بها بعض القصور.
وتابع: وهناك جانب آخر مهم، ويمثل 50% من وقوع الحادث، ألا وهو السائق الذى يهدر حقه في معظم الشركات بسبب عدم وجود راتب مناسب ومحترم يعينه على تحمل أعباء أسرته، مؤكدًا: نعمل بنظام الرحلة كلما أكملت عددًا من الرحلات كلما تحصل على دخل مرتفع رغم تدني مقابل الرحلة التي تستغرق أكثر من 5 ساعات، مؤكدا أن راتب السائق في الشركات الكبرى لا يتعدى 200 جنيه.
وفى سياق متصل أكد عدد من خبراء الطرق أن من الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث عيوب التصميم فى الطريق وعدم الصيانة الدورية، وتعدد المنحنيات فمن بين عدة طرق فى البحر الأحمر التى يصل طولها 1770 كيلومترا يعد طريق الزعفرانة - رأس غارب - الغردقة من أكثر الطرق نقاطا سوداء، تتعدد بها الحوادث بشكل يومي، وقدمت إدارة المرور في وقت سابق تقريرًا لمجلس الوزراء عن المناطق الخطرة بطرق المحافظة، وأن هذه المناطق الخطرة فى طرق الزعفرانة - رأس غارب - الغردقة، وأصبح هذا الطريق بمثابة مقبرة للقادمين والمغادرين للبحر الأحمر.
ويعد طريق الزعفرانة - رأس غارب - الغردقة الساحلي شمال البحر الأحمر بطول 250 كيلومترًا من أخطر الطرق البرية التى تؤدي إلى محافظة البحر الأحمر، فبالرغم من ازدواج الطريق وتواجد الرقابة المرورية ومراقبة السرعة بالرادار وحملات الكشف الإطارات، فإنه لا يمر يوم إلا ويشهد الطريق عددًا من الحوادث المرورية.