كوب 27.. تعرف على أضرار انبعاثات الكربون على البيئة
انطلقت اليوم الجمعة، فعاليات مؤتمر المناخ في يومها السادس تحت عنوان "يوم إزالة الكربون"، والتي من المقرر أن تسلط الضوء على خطورة الانبعاثات الكربونية والتهديدات التي تتعرض لها البيئة والكائنات الحية جراء تلك الانبعاثات.
عواقب وخيمة على البشر وبيئتهم
وتساهم انبعاثات الكربون في تغير المناخ والذي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على البشر وبيئتهم، وفقًا لوكالة حماية البيئة تشكل انبعاثات الكربون في شكل ثاني أكسيد الكربون أكثر من 80 بالمائة من غازات الاحتباس الحراري المنبعثة في بعض دول العالم، يؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى، ترفع انبعاثات الكربون هذه درجات الحرارة العالمية عن طريق حبس الطاقة الشمسية في الغلاف الجوي وهذا يغير إمدادات المياه وأنماط الطقس ويغير موسم النمو للمحاصيل الغذائية ويهدد المجتمعات الساحلية بزيادة مستويات سطح البحر.
يغير تغير المناخ كوكبنا مما يتسبب في حدوث أحداث مناخية قاسية مثل العواصف الاستوائية وحرائق الغابات والجفاف الشديد وموجات الحر مما يؤثر سلبًا على إنتاج المحاصيل مما يتسبب في تعطيل الموائل الطبيعية للحيوانات وأكثر من ذلك، نظرًا لأن انبعاث غازات الاحتباس الحراري هو الفاعل الرئيسي الذي يسبب الاحترار العالمي وبالتالي تغير المناخ فمن المهم فهم كيفية تأثير الكربون وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري الأخرى على البيئة.
إن تأثير الدفيئة هو العملية الطبيعية لكيفية تدفئة الشمس لسطح الأرض، عندما تنطلق غازات الدفيئة في الغلاف الجوي بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والأوزون وبخار الماء وتحبس حرارة الشمس فإنها تسخن متوسط درجة الحرارة العالمية مما يؤدي إلى ارتفاعها، يُعرف هذا باسم الاحتباس الحراري، ما يجب أن يحدث هو أن الأشعة تحت الحمراء تهرب إلى الفضاء ولكن بدلًا من ذلك يتم حبسها في غلافنا الجوي وتدفئ الكوكب.
انبعاثات الكربون هي أحد أنواع انبعاثات غازات الدفيئة التي تحدث عندما يدخل ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء بعد نشاط أو عملية بشرية، وهي حاسمة في هذه المحادثة لأنها أهم نوع من الانبعاثات من حيث الكمية، اعتبارًا من عام 2017 شكلت انبعاثات الكربون 82 بالمائة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في بعض دول العالم.
إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو
يسبب البشر انبعاثات الكربون حيث يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو بعد العمليات البشرية اليومية مثل قيادة السيارة والصناعة الزراعية والمزيد، تسرد وكالة حماية البيئة المصادر الرئيسية الستة لغازات الدفيئة مثل النقل وإنتاج الكهرباء والصناعة والتجارة والسكنية والزراعة واستخدام الأراضي والحراجة، أن تقرير وكالة حماية البيئة تقول أنه قد شكلت وسائل النقل 28.9 في المائة من جميع انبعاثات غازات الدفيئة لعام 2017 وهي أكبر مسبب لجميع الفئات.
وقد سمعنا عن التلوث أكثر مما سمعنا عن انبعاثات الكربون أو غازات الاحتباس الحراري، لكن بشكل أساسي أن انبعاثات الكربون هي شكل من أشكال التلوث، ووفقًا لـ (National Geographic) يُعتبر ثاني أكسيد الكربون ملوثًا على الرغم من أننا قد نربط التلوث بسهولة أكبر بأشياء مثل الدخان أو البلاستيك العائم في البحيرة، لكن الملوثات هي أي شيء يقع تحت مظلة مزيج من الجسيمات والغازات التي لديها القدرة على الوصول إلى تركيزات ضارة، تعتبر أشياء مثل السخام والدخان والعفن وحبوب اللقاح ملوثات وايضًا غازات الدفيئة مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون.
وتؤثر انبعاثات الكربون بشكل كبير على الكوكب حيث أنها الغازات الدفيئة التي تحتوي على أعلى مستويات الانبعاثات في الغلاف الجوي هذا بالطبع يسبب الاحترار العالمي وفي النهاية تغير المناخ، يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عندما يتم حرق الوقود الأحفوري – الفحم والغاز الطبيعي والنفط، لكن حرق المواد البيولوجية الأخرى يطلق أيضًا ثاني أكسيد الكربون مثل: النفايات الصلبة والأشجار وما إلى ذلك، في أي وقت ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بكميات كبيرة خاصة إذا بقي في الغلاف الجوي لآلاف السنين فهو يؤثر على الكوكب.
كما تقول وكالة ناسا إن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سيؤذي المحاصيل ويساعدها، في حين أن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تزيد من كفاءة استخدام المياه في المحاصيل وكذلك تخفف من خسائر الغلة بسبب تغير المناخ، يمكن أن تخلق هذه المستويات أيضًا اختلالات في النيتروجين والكربون وتقليل المغذيات الضرورية للمحاصيل مثل الحديد والزنك والبروتين.
ربما تكون الطريقة الأكثر أهمية التي تؤثر بها انبعاثات الكربون على كوكب الأرض هي السبب في تغير المناخ، مع ارتفاع درجة حرارة متوسط درجة الحرارة العالمية يتغير مناخنا بطبيعته وقد يسخن، يتسبب هذا الاحترار في أحداث مناخية شديدة مثل العواصف الاستوائية وحرائق الغابات والجفاف الشديد وموجات الحر وبينما يمكن أن تؤثر زيادة الكربون في الهواء من بعض النواحي بشكل إيجابي على النباتات والمحاصيل، إذا تغير مناخ الأراضي وتسبب في الجفاف أو غيرها من الظواهر الجوية التي لا تستطيع المحاصيل والنباتات البقاء فيها فقد يكون ضارًا للمحاصيل، وتنطبق نفس المشكلة على الحيوانات أيضًا بينما يغير تغير المناخ بيئتنا وموائلنا الطبيعية حيث تتأثر الأنواع المختلفة من السكان الأصليين، وقد تختفي بعض الأنواع تمامًا بينما قد تزدهر الأنواع الأخرى وتتفوق على الأنواع الأخرى.
تؤثر انبعاثات الكربون بشكل مباشر على البشر أيضًا مما يسبب المزيد من أمراض الجهاز التنفسي بسبب زيادة الضباب الدخاني وتلوث الهواء، إضافةً إلى أنه إذا قضت انبعاثات الكربون على بعض أنواع الحيوانات ودمرت غلة المحاصيل والأراضي فسوف يرى البشر أيضًا عواقب تلك الآثار.
وتأتي انبعاثات غازات الدفيئة من ست فئات رئيسية ومع ذلك يأتي الجزء الأكبر من انبعاثات الكربون من أكبر فئة على الإطلاق وهي النقل حيث شكلت وسائل النقل 28.9 في المائة من جميع انبعاثات غازات الدفيئة في عام 2017 في بعض دول العالم وتشكل كل شيء من حرق الوقود الأحفوري للسيارات والشاحنات والسفن والقطارات وحتى الطائرات.
وانبعاثات الكربون خطيرة من حيث أنها تهدد مصدر رزق كوكبنا والحيوانات والبشر وفي نهاية المطاف الحياة كما نعرفها، تتسبب كمية انبعاثات الكربون المحتبسة في غلافنا الجوي في الاحترار العالمي الذي يتسبب في تغير المناخ وتشمل أعراضه ذوبان القمم الجليدية القطبية وارتفاع مستويات البحار واضطراب الموائل الطبيعية للحيوانات والظواهر المناخية القاسية المزيد من الآثار الجانبية السلبية التي تشكل خطورة على كوكب الأرض وعلى حياة الإنسان والحيوان وعلى مستقبلنا.