كل ما تريد معرفته عن محمية عين السرو بواحة الفرافرة

تقارير وحوارات

عين السرو الجوفية
عين السرو الجوفية

عين السرو هي أحد العيون الجوفية الطبيعية المنتشرة في المحميات والواحات الطبيعية في مصر تمتاز بمياهها العذبة النقية، والتي تصلح للشرب سواء للإنسان أو الحيوان.

وتقع عين السرو الجوفية في الصحراء البيضاء في مصر، وهي صحراء ممتدة وشاسعة، وتحديدا في واحة الفرافرة، الواقعة في اتجاه الشمال، وتتبع محافظة الوادي الجديد.

وهناك الكثير من الأقوال والحكايات التي نسجت عن عين السرو الجوفية، امتزجت فيها الحقيقة بالخيال، حتى لم يعد هناك مجال للتفريق بينهما، ومع ذلك فهناك حقا مجموعة من الحقائق هي أغرب من الخيال.

كما ترتفع الماء في العين وتختفي دون أسباب واضحة. 

والعين تبقى خاملة ولا أثر فيها للماء، ولكن كلما اقترب إنسان أو حيوان منها، تبدأ المياه تنشط في العين وتزيد وترتفع فيها المياه حتى تمتلئ وتفيض وتكفي لأن يشرب الجميع ويرتوي.

وبمجرد أن ينصرف عنها الواردون، تبدأ المياه في النقصان حتى تختفي تمامًا ويبدو المكان جزء لا يختلف عن باقي الصحراء.

أكد العلماء أن هذه الظاهرة فريدة ولا تتشابه مع أي ظاهرة في العالم، ولم يحدث أن تواجدت في أي مكان آخر.

أما تفسير العلماء لتلك الظاهرة الفريدة، فالبعض يرجعونها لنوع التربة التي تقع فيها عين السرو، والتي أطلقوا عليها تربة إسفنجية، وأن الضغط عليها نتيجة السير فوقها يتسبب في ظهور الماء، وبالعكس عندما ينصرف عنها الزوار يخف الضغط عن الأرض وتعود الماء للاختفاء. ونوع التربة الإسفنجية أيضا غير مطروقة وغير معروفة في أي مكان بالعالم.

ومنذ عام 2018 اختفت ظاهرة ما يحدث في عين السرو الجوفية، وجفت العين تماما، برغم الجهود التي بذلت لتنظيف العين من الترسبات، أو دراسة تغيرات التربة، وإجراء المزيد من البحوث من جعات علمية تعرضت لدراسة ظاهرة العين في فترات تدفق المياه، إلا أن هذه الأبحاث والجهود لم تسفر عن نتائج، وكأن العين قد جفت تمامًا.

وتعد عين السرو الجوفية من المزارات السياحية الهامة في جمهورية مصر العربية، منذ ظهور تلك الظاهرة الغريبة والعجيبة، وحتى بعد اختفاء الظاهرة ما زالت تحظى تلك المنطقة الفريدة باهتمام السياح من جميع البقاع، كما أنها تثير شهية الباحثين والدارسين لإجراء المزيد من الدراسات عن طبيعة التربة، وظهور الظاهرة وسبب اختفائها.

وتحظى تلك المنطقة بطبيعة خلابة، وانتشار أشجار النخيل في تلك الصحراء المترامية، والعديد من النباتات الطبيعية الصحراوية ذات المزايا الطبية، أما حياة السكان الأصليين فهي من الأمور التي تثير شهية الزوار في التعرف على طبيعة حياتهم، وأنشطتهم المعيشية، وأيضا أكلاتهم المميزة.

تعد أيضا منطقة عين السرو مكاني مثالي لمحبي الاستجمام في جو بديع، والتعرف على المزيد من الحيوانات التي تتخذ من المحمية موطنا لها، مثل ثعلب الفنك الصغير، وبعض فصائل الغزلان، كما يقع بالقرب منها جبل الكريستال وهو مكون مع آلاف قطع الكريستال الملون النادر والمبهر.

ونظرًا لما تتمتع به تلك المنطقة الفريدة من عوامل وظروف طبيعية وبيئية نادرة، فقد أوصت هيئة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة بإدراج الصحراء البيضاء التي توجد بها عين السرو الجوفية ضمن المحميات الطبيعية، منذ عام 2002، نظرا، لندرة عناصر الطبيعة بها مثل جبل الكريستال وكهف الجارة الشهير ضمن مجموعة كبيرة من الكهوف المليئة بالصواعد والنوازل.